هافانا/واشنطن 19 يوليو 2015 (شينخوا) تستعد الحكومة الكوبية لإعادة فتح سفارتها في واشنطن اليوم الاثنين بالعلم الكوبي الأصلي الذي كان قد أنزل في عام 1961عندما قطعت العلاقات بين البلدين.
وفي خطوة مفعمة بالرمزية، فإن العلم الذي سيرفع خلال مراسم الافتتاح هو العلم الذي أنزل في 3 يناير عام 1961 عندما أغلقت البعثة الدبلوماسية الكوبية في الولايات المتحدة.
وكان العلم الوطني قد أعيد إلى كوبا واحتفظ به المؤرخ إيسبيو ليال سبينجلر الذي سيكون من بين المواطنين الكوبيين الـ30 المدعوين لحضور مراسم فتح السفارة التي ستقام اليوم الاثنين.
وتعتزم كوبا والولايات المتحدة إعادة فتح سفارتيهما في إطار الاتفاق الذي توصلتا إليه مؤخرا لاستعادة علاقاتهما الدبلوماسية.
وقال الرئيس الكوبي راؤول كاسترو يوم الأربعاء الماضي في خطاب ألقاه على المشرعين إن هذا الاتفاق وضع البلدين على الطريق نحو تطبيع العلاقات؛ وخلال هذه العملية، يتعين على الجانبين استخدام الحكمة السياسية لإيجاد حلول للمشكلات التي تراكمت على مدار 50 عاما ويزيد مضت.
وسيحلق العلم التاريخي لكوبا مرة أخرى فوق الفيلا التي شيدت على الطراز الكلاسيكي الحديث منذ قرابة مائة عام في حي آدام مورغان بواشنطن، الذي كان يقع فيها قسم إدارة المصالح الكوبية، وهو في الأساس صورة مصغرة للسفارة كان الرئيس الكوبي آنذاك فيدل كاسترو ونظيره الأمريكي آنذاك جيمي كارتر قد اتفقا على إقامته في أواخر سبعينات القرن الماضي بدلا من السفارتين.
وكانت الفيلا قد بنيت في عام 1916 خلال حكومة الرئيس الكوبي آنذاك ماريو غارسيا مينوكال (1913-1921) ليعمل كمفوضية لجمهورية كوبا، وهي نوع من البعثات الدبلوماسية برئاسة ممثل على مستوى أدنى من سفير.
وكان أول دبلوماسي كوبي ترأس المفوضية هو كارلوس مانويل دي سيسبيديس كويسادا، ابن كارلوس مانويل دى سيسبيديس المعروف بـ" أبو الوطن الأم الكوبي".
واستعان سيسبيديس كويسادا بشركة "ماكنيل وماكنيل" المعمارية المحلية لبناء المفوضية الفرنسية الطراز التي وصفها المسجل الوطني للمواقع التاريخية في الولايات المتحدة بأنها "أحد أكثر المباني مهابة وغموضا" في العاصمة الأمريكية.
ويتميز هذا المبنى، المشيد بالحجر الجيرى والمؤلف من ثلاثة طوابق، بواجهة رائعة ذات برجين وسلم مرمري داخلي تعلوه قبة جميلة ذات زجاج ملون.
وفي الطابق الرئيسي: هناك ستة أبواب تقود إلى مكاتب تعرض كل منها درعا لمقاطعات كوبا الأصلية الست: بينار ديل ريو، وهافانا، وماتانزاس، وسانتا كلارا، وكاماغوي، وأورينتى.
ومنذ عام 2011، يوجد في الطابق العلوى حانة مميزة لا تستقبل سوى من وجهت لهم الدعوة وتحمل اسم الكاتب الأمريكي إيرنيست هيمينغوي الذى عاش في كوبا.
وتحولت المفوضية إلى سفارة في عام 1923 خلال إدارة الرئيس ألفريدو زاياس (1921-1925)، وأغلقت بشكل مؤقت في عام 1952 عقب انقلاب أطاح بشكل مؤقت بفولغينسيو باتيستا (1940-1944، 1952-1959).
وظلت تعمل كبعثة دبلوماسية حتى يناير عام 1961 عندما قررت واشنطن قطع علاقاتها مع كوبا بعدما قام فيدل كاسترو الثوري بالإطاحة بباتيستا وتولى مقاليد السلطة.
ولم تسلم المفوضية من تقلبات الحرب الباردة. في يونيو عام 1978، ألقت جماعة إرهابية يمينية كوبية تدعى ((كورو)) عبوة ناسفة عليها. ووقع أسوأ هجوم بعد ذلك بعام عندما ألقت جماعة مماثلة تدعى ((أوميغا 7)) قنبلة خلف المبنى.
وبعدما أعلن الرئيسان الأمريكي والكوبي باراك أوباما وراؤول كاسترو في 17 ديسمبر 2014 أنهما سيعملان على استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أجريت عملية ترميم سريعة للمبني بما في ذلك وضع سارية للعلم لرفع علم الجزيرة.