بغداد 27 يوليو 2015 (شينخوا) اكد وزير الخارجية الايراني محمد
جواد ظريف، اليوم (الاثنين) انه "لا يرى اي داع لخوف" دول المنطقة من
الاتفاق النووي بين طهران والغرب، مؤكدا انه سيأتي "بكثير من السلام"
لهذه الدول، داعيا اياها للتعاون في مواجهة الطائفية والارهاب.
وقال ظريف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية العراقي ابراهيم
الجعفري اليوم في بغداد "لا ارى اي داع للخوف من قبل دول المنطقة لان
الاتفاق سيأتي بالكثير من السلام على تلك الدول".
وتابع ان "رسالتنا للمنطقة، هو ان هذا الاتفاق قد عالج مشكلة
مصطنعة ولابد من العمل على الكثير من المشتركات مع بعضنا"، داعيا جميع
الدول الى "مواجهة المشاكل في المنطقة من الطائفية والتطرف".
واضاف ان" ايران دولة قوية قبل وبعد الاتفاق، وهذا يصب في خدمة دول
الجوار، وليست هناك مشكلة مع اية دولة جارة (..) ولا يوجد خطر من
ايران يهدد اية جهة، والشعب الايراني تجاوز الماضي لبناء مستقبل
افضل".
وابرمت القوى الست الكبرى وايران في 14 يوليو الجاري اتفاقا
تاريخيا حول برنامج طهران النووي بعد مفاوضات ماراثونية شاقة، وافق
مجلس الامن الدولي بالاجماع عليه في خطوة تمهد لبدء رفع العقوبات
الدولية عن طهران، لكن مع امكانية اعادة فرضها اذا تم انتهاك الاتفاق
خلال العقد المقبل.
وقوبل الاتفاق بحفاوة دولية لم تنعكس في المنطقة، خاصة لدى الدول
الخليجية، التي تباينت مواقفها بين الترحيب والتفاؤل الحذر
والتوجس.
وتتهم الدول الخليجية ايران بالتدخل في شؤون دول المنطقة عبر دعم
ميليشيات وحركات سياسية، خاصة في البحرين والعراق وسوريا ولبنان
واليمن.
وفي هذا الصدد، قال ظريف إن موقف ايران من الاحداث الجارية في
اليمن هو"اننا نرفض سياسة استخدام القوة ضد الشعب اليمني من قبل
الحكومة السعودية ونعتقد ان هذا الامر لا يحقق نتيجة، ونحن لم نضع اية
عراقيل في مسار الحوار مع دول المنطقة ومنها السعودية".
وتابع ان "سياسة ايران تبنى دائماً على الحوار مع دول الجوار"،
مطالبا "دول المنطقة بالتعاون من اجل محاربة الارهاب".
ومضى قائلا "اننا ممكن ان نعتمد على حوار جديد قائم على اساس
المودة والتعاون الاقليمي لمكافحة جادة للتطرف والارهاب الذي يهدد
العالم، ولابد من هذا الحوار الذي يجب ان يتبناه الجميع".
كما شدد ظريف على ان "ايران شعبا وحكومة تقف مع العراق في محاربة
الارهاب".
من جانبه، قال وزير الخارجية العراقي إن"العراق كان ينظر الى الملف
النووي الايراني بعين القلق، وذلك لان بلادنا مجاورة للجمهورية
الاسلامية، فضلاً عن تداخل العوامل العديدة بين ايران والعراق
والمنطقة العربية"، معتبرا ان "هذا الاتفاق سيؤدي الى الانفتاح
الاقتصادي والامني والسياسي بين المنطقة العربية وايران والعالم".
وبشأن الارهاب، قال الجعفري إن "منظومة الارهاب منظومة مركبة لا
تتجزأ"، مشيراً الى ان "هذه المنظومة تقرع طبولها في كل مدن العالم،
ولامناص من التعامل مع جميع دول العالم في مكافحة داعش"، المسمى
المختصر لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة بالعراق
وسوريا.
واكد ان "العراق يصافح كل يد تدافع عن السلم العالمي"، لافتا الى
ان "العراق يتطلع بكل أمل وثقة وشجاعة الى اليوم الذي يحقق فيه
الانتصار على تنظيم داعش الارهابي، ونرغب بدعم الاسرة الدولية لنا في
محاربة هذه التنظيم المتطرف".
وتابع ان "ابناء العراق يقاتلون تنظيم (داعش) الارهابي نيابة عن
العالم"، محذرا من ان "خطر داعش لايهدد العراق وسوريا فحسب انما يهدد
جميع دول العالم".
وعن مشاركة تركيا في محاربة الارهاب، قال الجعفري إن "العراق يتطلع
الى ان تلتحم إرادة تركيا مع إرادتنا في مواجهة الارهاب، لاسيما
والاخيرة سمحت بتسهيل طيران التحالف في التحليق عبر سمائها لضرب مواقع
داعش".
ووصل وزير الخارجية الايراني ظهر اليوم الى بغداد قادما من مدينة
النجف (170 كم) جنوب بغداد، حيث التقى المرجع الديني الاعلى للشيعة
علي السيستاني.
وتأتي زيارة ظريف للعراق ضمن جولة في المنطقة قادته الى الكويت
وقطر بعد نحو اسبوعين من اتفاق تاريخي بين القوى الكبرى وايران حول
ملف طهران النووي./نهاية الخبر/