بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 28 يوليو 2015 (شينخوا) تشهد مصر استعدادات مكثفة، تجري على قدم وساق تأهبا لافتتاح قناة السويس الجديدة.
وتفتتح قناة السويس الجديدة في 6 أغسطس المقبل، بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورؤساء عدد من دول العالم وممثلي حكومات نحو 50 دولة.
ويبلغ طول قناة السويس الجديدة 72 كم منها 35 كم ت م حفرها على الجاف، بالاضافة 37 كم أعمال تكريك وتعميق للممرات مائية.
وحرص الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على تفقد القناة الجديدة وأخر الاستعدادات الجارية لحفل الافتتاح أمس (الاثنين) مستقلا احدى الطائرات.
وقد تم الانتهاء من تركيب الشمندورات (وهى علامات ملاحية لارشاد السفن) وفقا لاحدث نظم الارشاد الملاحى فى العالم، حيث تعمل بالطاقة الشمسية ومزوده بأحدث نظم الاتصال عن بعد.
وتلقى الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس التقرير الأخير لاعمال التكريك، والذي أكد الانتهاء من أعمال التكريك بنسبة 100 % في جميع قطاعات القناة الجديدة.
واوضح التقرير أن اجمالي الكميات التي تم رفعها خلال فترة عمل المشروع بلغت 258 مليونا و800 ألف متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه، وذلك بواسطة 45 كراكة، من بينها 39 كراكة تتبع التحالفات الأجنبية و6 كراكات تتبع هيئة قناة السويس.
وأكد مميش في تصريحات للصحفيين اليوم (الثلاثاء) أن حفل افتتاح قناة السويس الجديدة سيتضمن رسالة للعالم مفادها أن مصر آمنة مستقرة قادرة على الإنجاز بسواعد ابنائها مهما كانت التحديات التى يواجهونها.
واضاف أن مصر بعد قناة السويس الجديدة ستحتل موقعا مهما بخريطة الاستثمار العالمى، موضحا أن مصر ومنطقة السويس تحديدا هى افضل مناطق الاستثمار فى العالم نظرا لموقعها الجغرافى المميز.
وشدد مميش على أهمية الاستفادة من عالمية حدث افتتاح قناة السويس الجديدة المقرر له السادس من أغسطس المقبل من خلال توجيه رسالة إلى العالم أن المصرى قادر على الإنجاز والإعجاز وخدمة العالم من خلال مساعدته فى الحصول على غذائه ودوائه ووقوده بصورة اسرع بعد حفر قناة السويس الجديدة.
وقد ظهر لأول مرة تمثال "الحرية أو نهضة مصر" مطلا على منصة افتتاح القناة الجديدة بالضفة الشرقية لاستقبال ضيوف افتتاح قناة السويس الجديدة، وهو لفلاحة مصرية تحمل ملامح فرعونية بجناحين ويعلو رأسها غطاء فرعونيا وعلى جانبيها يجلس تمثالان للحراسة يحملان ملامح أبى الهول حيث يتجاوز ارتفاع التمثال الـ 15 مترا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أوشكت فيه أعمال رفع نموذج الكرة الأرضية الذى سيتم وضعه على جانبي القناة فى رسالة حب وسلام وتعبير على أن قناة السويس الجديدة هى هدية من المصريين للعالم.
أما على صعيد الاستعدادات الأمنية، وبحسب وسائل اعلام محلية فإنه من المقرر أن يشارك في تأمين احتفال افتتاح قناة السويس نحو 220 ألف عنصر قوات الجيش والشرطة، لتنفيذ خطة أمنية محكمة باسم "العزة والكرامة"، والتي يشرف على تنفيذها وزيرا الدفاع والداخلية.
وأشارت إلى أن خطة التأمين يشمل سيناء بالكامل ومحافظات القناة الثلاث الاسماعيلية وبورسعيد والسويس، وأن القوات الخاصة وقوات 777 و 999 المتخصصة في مكافحة الارهاب ستتولى تأمين مكان الحفل بشكل مباشر.
وأوضحت أن طائرات (الأباتشي واف 16) ستتولى عمليات تمشيط دائمة ومستمرة ومراقبة جوية لارض الاحتفال ومحيطها، كما ستقوم القطع البحرية بعمليات المسح البحري.
وعلى هذا الصعيد، تفقد اليوم اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية المصري الخدمات الأمنية المعينة على طول المجرى الملاحي للقناة بنطاق محافظة الإسماعيلية، والخدمات المشتركة بين قوات الشرطة والقوات المسلحة المعينة لتأمين المعديات التي تربط بين ضفتي القناة.
واستمع عبدالغفار خلال جولته إلى شرح من القيادات الأمنية حول محاور الخطة الأمنية التي سيتم تنفيذها بالمجرى الملاحي أثناء حفل افتتاح القناة.
وتفقد وزير الداخلية أيضا منطقة المنصة التي ستشهد حفل الافتتاح، والاستعدادات الأمنية بها، وكذلك مواقع الاحتفال للإطلاع على إجراءات تأمينها، مؤكدا أهمية التنسيق بين قوات الشرطة والقوات المسلحة لإحكام السيطرة الأمنية.
والتقى وزير الداخلية بالقيادات الأمنية المعنية بتنفيذ خطة تأمين الاحتفال، حيث راجع محاور الخطة الأمنية الشاملة لتأمين منطقة القناه أثناء فترة الاحتفال، والتي بدأت منذ مطلع شهر يوليو الجاري.
ووجه بإحكام السيطرة الأمنية، وأهمية الأداء الأمني الفعال والجاد والمنضبط لتلك الخدمات بما يحقق النتائج المستهدفة، وأن تمتد خطة تأمين الاحتفال لتشمل كافة المحافظات.
وأعرب عبدالغفار عن ثقته في قدرة رجال الشرطة على تأمين هذا الحدث التاريخي الذي يترقبه العالم، وطالبهم ببذل مزيد من الجهد، مؤكدا أن المشاركة في تأمين حفل الافتتاح ليس عملا أمنيا فحسب بل عمل قومي وطني ترتفع بشأنه المسئولية الوطنية لدى الجميع.
ومشروع قناة السويس الجديدة جزء من خطة اقتصادية طموحة، تبنتها الحكومة المصرية لتطوير منطقة قناة السويس، بحيث تصبح مركزا لوجيستيا وصناعيا وتجاريا يقدم خدمات للأساطيل التجارية التي تعبر القناة.
وجمعت الحكومة المصرية حوالي 60 مليار جنيه مصرى ما يقرب من (8 مليارات دولار) لتمويل إنشاء القناة الجديدة، من خلال شهادات استثمار جرى بيعها للمصريين.
وتعد قناة السويس محورا مهما للتجارة العالمية، وقد عبرتها نحو 17 ألف ومائة سفينة في عام 2014، وفق الأرقام الرسمية لهيئة القناة.
وبلغت إيرادات القناة خلال العام الماضي حوالي خمسة مليارات و323 مليون دولار، وهو أعلى مستوى منذ افتتاحها للملاحة العالمية عام 1869، ما يجعلها من أهم مصادر العملة الصعبة للاقتصاد المصري.