بكين 5 أغسطس 2015 (شينخوا) ان "الإيقافات الثلاثة " التى دعت لها واشنطن خلال اجتماع وزراء خارجة رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) ليست سوى حيلة جديدة لإثارة التوتر فى بحر الصين الجنوبى.
وبدعوتها الى وقف استصلاح الأراضى والبناء عليها و" الأعمال العدوانية" التى قد تؤدى الى تصاعد التوتر، تجاهلت الولايات المتحدة ، متعمدة او غير متعمدة ، حقيقتين بسيطتين.
أولا، أنشطة الاستصلاح والبناء على جزر وسلاسل صخور نانشا لا تستحق اللوم حيث ان هذه الجزر وسلاسل الصخور تدخل فى نطاق سيادة الصين وبالتالى فإنها أنشطة شرعية ومعقولة ومبررة.
ثانيا ,ان الصين ليست الطرف الأول والوحيد الذى يقوم بأنشطة الاستصلاح والبناء على الأراضى فى بحر الصين الجنوبى.فالولايات المتحدة لايمكنها ان تتجاهل ببساطة مايقوم به الآخرون ,بما فى ذلك الفلبين ,فى الاقليم بينما تلوم الصين على وجه الخصوص على اجراءاتها الشرعية.
ان ازواجية معايير واشنطن لن تضعف فقط الأسس الاخلاقية التى تستند اليها فى قضية بحر الصين الجنوبى ,ولكنها ستهدد منطقية اقتراحها، ليصبح مجرد كلام فارغ.
ومن ثم يثور التساؤل : لماذا قدمت واشنطن هذا الاقتراح الذى يبدو عادلا الا انه غير واقعى فعليا؟
باختصار، ان وجود فوضى فى منطقة بحر الصين الجنوبى يخدم المصالح الوطنية الامريكية حيث انه من الاسهل والأسلم لواشنطن ان تلقى باللوم على الصين فى هذه الفوضى وان تعزل بكين بدق إسفين بين الصين ودول الآسيان لتمهد بذلك الطريق امام "محور" آسيا الامريكى.
وبعد فشلها فى التوصل لاتفاقية شراكة عبر المحيط الهادىء ، الذراع الاقتصادى لمحور آسيا، فى هاواى يوم الجمعة، تستخدم الولايات المتحدة قضية بحر الصين الجنوبى كذراع سياسى للتدخل فى المنطقة.
وبالقيام بدوريات وتدريبات عسكرية مشتركة فى المنطقة، من الواضح ان الولايات المتحدت تتدخل وتثير التوتر فى بحر الصين الجنوبى ، لتنقض تعهدها بعدم الانحياز لأى طرف فى النزاع.
وفى الوقت نفسه، فإن الاجراءات التى تتخذها الصين تحبط التحركات الامريكية. لقد بذلت الصين جهودا جادة وشاقة لتنفيذ إعلان سلوك الاطراف فى بحر الصين الجنوبى وتعزيز المشاورات حول مدونة قواعد السلوك للحفاظ على السلام والاستقرار فى المنطقة.
واذا كانت واشنطن تهتم بالفعل بالحل السلمى للنزاع كما تزعم فإنه يتعين عليها ان تعيد النظر بعناية فى موقفها ازاء بحر الصين الجنوبى.
