بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 5 أغسطس 2015 (شينخوا) أكد السفير صلاح عبدالصادق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات بمصر، أن قناة السويس الجديدة تعد نموذجا يحتذى في تنفيذ المشروعات الكبري الأخرى، ودليل على أن المصريين قادرون.
وقال صادق، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا)، "إن مصر وعدت فأوفت، وهذا يعني أن المصريين قادرون على الفعل، إذا ما توافرت الرغبة والإرادة والالتفاف الشعبي حول القيادة السياسية".
ويفتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بحضور عدد من قادة وزعماء وممثلي دول العالم قناة السويس الجديدة، والتي يبلغ طولها (72 كم)، لتحقق لأول مرة ازدواج المجرى الملاحي للقناة.
وأضاف رئيس الهيئة العامة للاستعلامات بمصر، أن انجاز مصر لهذا العمل الضخم خلال هذا الوقت القصير وبهذه الكفاءة سيكون نموذجا يحتذى واسلوبا ومنهاجا مصريا في كل المشروعات الكبرى التي ستنفذها مصر.
وأشار إلى أن قناة السويس منذ حفرها منذ أكثر من 10 عقود قصرت طريق التجارة بين الشرق والغرب، ولعبت دورا تاريخيا كبيرا في التواصل الحضاري والثقافي قبل الاقتصادي والتجاري.
واستطرد قائلا "إنه مع توسع وزيادة التجارة العالمية، والتطور الكبير الذي لحق بوسائل النقل البحري، كان لابد من مجاراة ذلك التطور بحفر قناة جديدة وتعميق المجرى القديم بما يمكنها من احتواء هذا التطور والزيادة الكبيرة في حركة التجارة والملاحة الدولية".
وكان السيسي قد أعطى اشارة البدء لحفر قناة السويس الجديدة في 5 أغسطس من العام الماضي، وأعطى أوامره لرئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش بتنفيذها خلال عام واحد، وحدد 6 أغسطس 2015 الموافق غدا (الخميس) لافتتاح القناة.
وأكد السفير صلاح عبدالصادق أن افتتاح قناة السويس الجديدة هو حدث مهم وضخم وله مردوده الداخلي والخارجي، ولكنه شدد على أن هذا الحدث المهم سيتبعه العديد من الأحداث والمشروعات القومية الكبرى والضخمة، من بينها مشروع تنمية محور قناة السويس.
ومن المتوقع حسب وسائل اعلام محلية أن يعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال احتفال الافتتاح غدا عن حزمة مشروعات كبرى، يتم البدء في تنفيذها من اليوم التالي.
ويأتي في مقدمة ذلك مشروع تنمية محور قناة السويس والذي من المتوقع أن يوفر مليون فرصة عمل، ويحقق 100 مليار دولار، حسبما سبق وصرح الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس والرئيس التنفيذي للمشروع.
كما سيتم الاعلان عن حفر قناة شرق بورسعيد بطول (9.5 كم)، واستصلاح مليون فدان، واقامة عدد من الموانئ والمدن والمناطق الصناعية.
ونوه عبد الصادق بأن الذين سبق وشككوا في امكانية وقدرة مصر على الوفاء بوعدها والتزامها بتنفيذ القناة في موعدها بما في ذلك الكثير من الخبراء، تراجعوا عن مواقفهم وأدركوا أن مصر قادرة على فعل ما تريد وقتما تريد اذا توافرت لها الارادة والامكانيات.
وأوضح أن رؤية العالم لمصر بعد تنفيذ حفر قناة السويس اختلفت عما قبلها، مشيرا إلى أن العالم ازداد قناعة بقدرة القيادة السياسية وقدرة الشعب المصري على الانجاز، وانه يمتلك ارادة التغيير.
وفيما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها الهئية في اطار الاحتفال بقناة السويس الجديدة، قال السفير صلاح عبدالصادق، إنه تم توجيه مكاتب الهيئة بالخارج للترويج لافتتاح القناة، ونشر وتعميم كافة البيانات والاحصائيات التي تصدرة هيئة قناة السويس.
وأضاف أنه يجري أيضا بالتعاون مع المكاتب الثقافية والاعلامية بالخارج استئجار شاشات عرض بميادين المدن الكبرى في العالم لبث اعلانات حول القناة والتعريف بها.
وأصدرت الهيئة العامة للاستعلامات كتابا حول يوميات قناة السويس منذ بدء التفكير في حفر القناة القديمة وجميع المواثيق والمعاهدات حولها وحتى الانتهاء من القناة الجديدة، وصدر الكتاب بالعربية والانجليزية، بحسب رئيس الهيئة.
وأعرب عن أمله في أن يتم ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة الصينية، مشيرا إلى أنه سيمثل اضافة لادبيات اللغة الصينية.
ومشروع قناة السويس الجديدة جزء من خطة اقتصادية طموحة، تبنتها الحكومة المصرية لتطوير منطقة قناة السويس، بحيث تصبح مركزا لوجيستيا وصناعيا وتجاريا يقدم خدمات للأساطيل التجارية التي تعبر القناة.
وجمعت الحكومة المصرية حوالي 60 مليار جنيه مصري ما يقرب من (8 مليارات دولار) لتمويل إنشاء القناة الجديدة، من خلال شهادات استثمار جرى بيعها للمصريين.
وتعد قناة السويس محورا مهما للتجارة العالمية، وقد عبرتها نحو 17 ألف ومائة سفينة في العام 2014، وفق الأرقام الرسمية لهيئة القناة.
وبلغت إيرادات القناة خلال العام الماضي حوالي خمسة مليارات و323 مليون دولار، وهو أعلى مستوى منذ افتتاحها للملاحة العالمية عام 1869، ما يجعلها من أهم مصادر العملة الصعبة للاقتصاد المصري.