كييف 29 أغسطس 2015 (شينخوا) أشاد مؤرخ أوكراني بمساهمة الصين في محاربة قوى الفاشية قبل سبعة عقود من الزمن، ودورها الحالي كمدافع عن السلام العالمي.
وأوضح أليكسي كوفال، في مقابلة حصرية مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أجريت معه يوم الجمعة، عشية الذكرى السنوية الـ 70 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، أن المقاومة الصينة ضد الغزو الياباني تعد بمثابة مثال عن صراع الأمة لنيل الحرية.
وقال الخبير، وهو أيضا عضو بالجمعية الأوكرانية للباحثين عن الحضارة الصينية، إن "المقاومة الصينية ضد العدوان الياباني يمكن أن توصف بأنها إحدى الصفحات الأكثر بطولية ومأساوية في الحرب العالمية الثانية".
وأفاد بأن الشعب الصيني أظهر خلال الصراع شجاعة استثنائية وقدم تضحيات وطنية هائلة.
وقال كوفال إن من أجل الانتصار، فقدت الصين عشرات الملايين من الأرواح خلال الفترة من عام 1931، عندما شنت اليابان هجومها الأول على شمال شرق الصين، وحتى عام 1945.
وقتل وجرح ما مجموعه 35 مليون شخص من الشعب الصيني جراء الصراع الأكثر دموية الذي شهده العالم، كما دمر الغزو الياباني العديد من القرى والمدن والمنشآت الصناعية الصينية.
وقال كوفال إنه على الرغم من كل الدمار، فإن الدولة الصينية قد تمكنت من إنعاش اقتصادها، وبالتالي يمكن أن تكون بمثابة مثال للنهضة بالنسبة للدول الأخرى.
ودعا كوفال إلى بذل جهود لدراسة أهمية المساهمة الصينية في المقاومة ضد الفاشية لفهم التاريخ بشكل أفضل واستخلاص العبر من الصراع.
وأشاد بالتزام الصين الثابت بمسار السلام والتنمية، قائلا إن الوعي الذاتي للأمة الصينية وتقاليد الثقافة المحبة للسلام قد مكنا البلاد من المساهمة في الحفاظ على السلام العالمي وتعزيز نموها الاقتصادي.
وقال الخبير إن "الصين قد نجحت بتجنب التعهدات المحفوفة بالمخاطر، والتي قد تؤدي إلى اندلاع صراعات كبرى، وهذه الحقيقة كان لها بالتأكيد أثر إيجابي على موقف الدول المجاورة تجاه الصين، وسمحت للصين ببناء نمط جديد من الاقتصاد".
وأشاد بسياسة بكين العسكرية الشفافة والمبررة وموقفها المحترم إزاء النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، قائلا إن الصين قد أثبتت بأنها دولة ملتزمة بالحفاظ على السلام العالمي ونزع فتيل الصراعات.
وقال المؤرخ إن الصين تعد من إحدى الدول القليلة التي لخصت تجربة المقاومة ضد العدوان، وأصبحت مدركة أن السلام والاحترام وروح الربح المتكافئ تعتبر المبادئ الأساسية في العلاقات الدولية.
وقال كوفال إنه "بعد الحرب العالمية الثانية، التي تعد الصراع الأكثر دموية في التاريخ، ينبغى على عالمنا والبشرية بشكل عام الإدراك بأن الصراعات بين الدول لن تحل بالحرب والعنف، بل تحل من خلال الوسائل السلمية".