رام الله 31 أغسطس 2015 (شينخوا) ندد مسؤول فلسطيني اليوم (الاثنين)، بفرض السلطات الإسرائيلية فترات زمنية معينة لدخول جماعات المستوطنين إلى المسجد الأقصى في الجزء الشرقي من مدينة القدس.
وقال وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية عدنان الحسيني لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن السلطات الإسرائيلية عمدت إلى تخصيص الفترة من الساعة السابعة والنصف صباحا حتى الحادية عشرة قبل الظهر لدخول المستوطنين واليهود المتطرفين وقوات الشرطة لباحات المسجد الأقصى.
وذكر الحسيني، أن دخول المستوطنين يرافقه "تصرفات استفزازية لا تليق بقدسية المسجد الأقصى وهو ما يقابل باعتراض المصلين الفلسطينيين ويؤدي لاندلاع مواجهات يومية في باحات المسجد الأقصى".
واعتبر أن إسرائيل تستهدف من وراء هذه الإجراءات "تفريغ المسجد الأقصى في فترات زمنية معينة لصالح المستوطنين"، مشيرا إلى أن هذا الأمر "قيد الدراسة والتحليل على المستوى الفلسطيني وإدارة الأوقاف الإسلامية".
ونبه الحسيني، إلى أن هذه الإجراءات الإسرائيلية "تمثل خطورة كبيرة ومن شأنها زيادة التوتر الحاصل في المسجد الأقصى ومدينة القدس إجمالا، وسيقابل بتصدي رسمي وشعبي فلسطيني".
من جهتها حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية، من مخاطر وتداعيات "الهجمة" الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى في إطار مخطط رسمي لتكريس التقسيم الزماني للمسجد كمقدمة لاستكمال السيطرة المكانية والزمانية عليه.
وحملت الوزارة في بيان صحفي لها تلقت ((شينخوا)) نسخة منه الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية كاملة عن نتائج هذا "التصعيد"، ودعت جميع الأطراف المعنية إلى تحمل مسؤولياتها لوقفه.
وأشارت إلى أن السلطات الإسرائيلية "تواصل فرض السيطرة المشددة على دخول المصلين المسلمين للصلاة في المسجد، وتخصص فترات زمنية لاقتحامات المستوطنين واليهود المتطرفين وقوات الجيش والشرطة لباحات المسجد، كما تصادر هويات المصلين، وتقيم الحواجز على الطرقات والبوابات المؤدية إلى المسجد".
واعتبرت الوزارة، أن الممارسات الإسرائيلية "تستهدف محاولة خلق أمر واقع في المسجد الأقصى تراهن أنه سيصبح اعتياديا ومألوفا لدى الفلسطينيين والعرب والمسلمين ودول العالم ومؤسساته الأممية".
وذكرت أنها بعثت رسائل إلى أمين عام منظمة التعاون الإسلامي اياد مدني، وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، ووزير خارجية الأردن ناصر جودة، ودعت لعقد قمة إسلامية طارئة تخصص لدراسة هذه التطورات والهجمة الإسرائيلية الرسمية لتقسيم المسجد الأقصى.
ولفتت إلى أنها تقوم من خلال القنوات الدبلوماسية وسفارات فلسطين في الخارج، بِحث العالمين العربي والإسلامي والدول كافة على التحرك العاجل ل"وقف هذه الاستفزازات الإسرائيلية التي باتت تهدد بإشعال وتفجير الأوضاع برمتها".
ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ إعلانها القدس الغربية عاصمة لها عام 1950 منتهكة بذلك "قرار التقسيم" الصادر عن الأمم المتحدة في 1947 وينص على منح القدس وبيت لحم وضعا دوليا.
وازداد هذا الرفض بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وضمها في يونيو عام 1967.
وسبق أن أكدت الرئاسة الفلسطينية مرارا أنه "لن يكون هناك سلام ولا استقرار في منطقة الشرق الأوسط دون أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية".