موسكو أول سبتمبر 2015 (شينخوا) يظهر الاستعراض العسكري المرتقب الذي تنظمه الصين، إضافة إلى حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمراسم احتفالات الصين بيوم الانتصار، الإرادة الحازمة لكل من الدولتين إزاء حماية النظام العالمي لمرحلة ما بعد الحرب، وفقا لما قال لي هوي السفير الصيني لدى روسيا هنا اليوم (الثلاثاء).

وفي 3 سبتمبر، ستنظم الصين استعراضا عسكريا في يوم الانتصار في عاصمتها بكين بمناسبة الذكرى السنوية الـ70 لانتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني.

وذكر لي أن كل من روسيا والصين قدمتا مساهمات تاريخية في الحرب العالمية ضد الفاشية ولعبتا دورا مهما في بذل الجهود لإعادة بناء النظام الدولي لمرحلة ما بعد الحرب، لتصبحا مدافعتين عن السلام العالمي والاستقرار، فضلا عن حارستين ومؤسستين ومساهمتين في نظام دولي جديد عادل ونزيه.

وأضاف لي أن الصين ما كان لها تحقيق النصر ضد الغزو الياباني بدون دعم جميع الدول والشعوب المحبة للسلام في العالم، وكان الاتحاد السوفياتي أول الدول بمساعدة المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني، كما قدمت دول غربية مثل الولايات المتحدة وكندا دعما كبيرا، في حين شارك مقاتلون ضد الفاشية من كوريا وفيتنام والهند وبعض دول شرق أوروبا بشكل مباشر في حرب الصين ضد العدوان الياباني.

وصرح بأن "الشعب الصيني لن ينسى تلك الدول والشعوب التي قدمت له الدعم المعنوي والمادي وغير ذلك من أشكال الدعم في زمن الحرب".

وأشار لي إلى أن زيارة بوتين واجتماعاته المقبلة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ تظهر أن العلاقات الثنائية تتمتع بمكانة عالية وخاصة وتتميز بالدعم والتفاهم المتبادل حول القضايا الرئيسية.

ولدى تذكره الإنجازات المثمرة التي تم تحقيقها خلال الاجتماعات السابقة بين الزعيمين، قال لي إن وزارتي الخارجية الصينية والروسية تنفذان قرار الدولتين بربط إستراتيجيتيهما للتنمية الوطنية، وخاصة من ناحية تكامل مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الصينية مع مشروع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي تقوده روسيا (اي أيه اي يو)، كما لفت لي إلى المشاريع الجارية الأخرى المتعلقة بالبنى التحتية للنقل، وبناء خط أنابيب غاز، والتعاون الإقليمي وعبر الحدود، والتمويل والاستثمار، بالإضافة إلى التبادلات الثقافية.

وأكد لي أن المشروعات التعاونية الحالية يجب أن تركز بشكل رئيسي على بناء ممر للنقل عالي السرعة من بكين إلى موسكو، وشبكة أنابيب للنفط والغاز، بالإضافة إلى تنمية منطقة الشرق الأقصى في روسيا.

واقترح أيضا تحسين بنية التجارة والاستثمار بين الصين وروسيا، وتعزيز التعاون المالي باستخدام آليات تمويل مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وصندوق طريق الحرير.

وفضلا عن ذلك، دعا لي إلى إقامة آلية حوار ومنصة، في أقرب وقت ممكن، للعمل على ربط مبادرة طريق الحرير ومشروع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي تقوده روسيا، من أجل تحقيق الهدف البعيد المدى حول بناء منطقة تجارة حرة بين الصين والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.