تحقيق : الانترنت يفتح الطريق أمام مبرمجين ومصممين من غزة المحاصرة إلى العالم

20:57:59 01-09-2015 | Arabic. News. Cn

غزة أول سبتمبر 2015 (شينخوا) بدلا من الاستسلام لغول البطالة المتفاقم في قطاع غزة أسس سامر مهاني وهو مهندس تكنولوجيا معلومات مع صديقه قبل بضع سنوات شركة للتصميم وبرامج الحاسوب والهواتف المحمولة لبيعها لصالح شركات محلية وعربية وخليجية وحتى أوروبية.

كان مهاني (31 عاما) أسس شركة (نيو لاين) أثناء دراسته قبل ستة أعوام مع صديقه محمد الدباغ وهو مهندس تكنولوجيا معلومات أيضا، وبذلا مجهودا شاقا من أجل مواجهة غول البطالة الذي دمر حياة الآلاف من الشبان في القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

واستثمر الرجلان علاقاتهما الخارجية في جلب العمل لصالح الشركة التي بدأت بمجهود فردي وفق ما ذكر مهاني من مكتبه في إحدى البنايات المطلة على ساحل بحر غزة لوكالة أنباء ((شينخوا)).

ويتلخص عمل شركة (نيو لاين) في برامج الحاسوب والهواتف المحمولة (الآي أس، وأندرويد، ويندوزفون، وبلاك بيري) إضافة الى تطبيقات ال(ويب) بشتى أنواعها مقابل الحصول على مقابل مالي متفق عليه مسبقا.

ويعمل في تلك الشركة 16 مهندسا على فترتين (صباحا ومساء) جراء ضغط العمل، بعد أن كان يقتصر العمل بها على مهاني وشريكه الدباغ وكلاهما يمارس دوره الوظيفي في تطوير العمل وفتح نوافذ للشركة على أسواق أخرى حول العالم.

ويقول مهاني إن "70 في المائة من إنتاج الشركة للخارج ويتركز في دول الخليج العربي، إضافة إلى الأسواق الأوروبية".

ويضيف متحدثا عن واقع غزة الذي لا يستهلك سوى 30 في المائة من إنتاج الشركة "لو اعتمدنا على العمل المحلي لأغلقنا الشركة في اليوم التالي من فتحها".

لكن مهاني يشير إلى أن هناك شركات وشبكات تلفزيونية وإذاعية وصحفا محلية تعتمد على شركتهم في عملها خصوصا في ظل الخدمات المميزة التي تقدمها.

وهناك بضع شركات مماثلة في غزة أسسها مهندسون آخرون، لكنها جميعا تواجه عقبات أبرزها صعوبات التحويلات المالية، والقيود المفروضة من السلطات الإسرائيلية على استيراد الأجهزة الالكترونية، إضافة إلى أزمة انقطاع التيار الكهربائي.

وبدأت إسرائيل بفرض قيود وحصار على الوضع في غزة عقب فوز حركة المقاوكة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية التي أجريت في يناير 2006، ثم شددته بشكل غير مسبوق بعد ذلك بعام أثر سيطرة الحركة على الأوضاع في القطاع بالقوة بعد جولات من القتال الداخلي مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.

واعتبرت إسرائيل عقب ذلك بشهور قطاع غزة "كيانا معاديا" وواصلت فرض حصارها المشدد الذي تسبب بحسب منظمات حقوقية إلى ارتفاع قياسي في معدلات الفقر والبطالة التي وصلت نسبتها أخيرا بحسب تقرير للبنك الدولي إلى 48 في المائة.

وفي يوليو عام 2010 أدخلت إسرائيل تسهيلات على حصارها لغزة استجابة لضغوط دولية عقب هجومها على سفن (أسطول الحرية) الدولية لكنها أبقت على سيطرتها على معابر القطاع وجوهر الحصار قائما.

وتتعامل شركات التصميم والجرافيك في غزة مع مواقع عالمية عديدة أبرزها (فريلانس)، و(إيلانس)، و(أوديسك) بسبب محدودية فرص العمل أمام الخريجين، وصعوبة الخروج من القطاع جراء الحصار الإسرائيلي، واقتصار السفر على فئات محدودة على معبر رفح مع مصر الذي فتح أبوابه أمام المسافرين ستة عشر يوما فقط هذا العام.

وتمثل المواقع العالمية سالفة الذكر وسيطا بين العامل وصاحب العمل، إذ يطرح الأخير مشروعا للتنفيذ فتتقدم مجموعة من الأشخاص للقيام به لقاء مبلغ محدد من المال.

وبعد الاتفاق مع أحدهم وإنجازه العمل وفق الشروط يسحب الموقع المبلغ المتفق عليه من حساب صاحب العمل ويحوله لحساب الشخص يقول مهاني.

ويوضح مهاني، أن العمل تطور بعد ذلك وأصبح هناك تعامل دوري بين المبرمجين وشركات عربية خصوصا الخليجية في ظل انخفاض التكاليف بالنسبة لها والحصول على الإنتاج الملائم لمعاييرها دون الحاجة لدفع رواتب عالية.

ولا يعتبر شريك مهاني الأمر استغلالا وقال بنبرة حادة " كثير من الشركات والمستثمرين ورجال الأعمال في الخارج يفضلون العمل مع غزة لأن المبرمج الفلسطيني خاصة في القطاع اثبت كفاءته وصدقه وإتقانه للعمل وتسليمه وفق للجودة المطلوبة والزمن المطلوب".

وتخرج الجامعة (الإسلامية) في غزة عشرات المهندسين سنويا وقد جدوا ضالتهم في تلك الشركات، وبعضهم يعمل كمتطوع لسنوات حتى يثبت كفاءته ويحصل على راتب يؤسس من خلاله أسرة جديدة.

وبالنسبة لمصمم الجرافيك يحيى صلاح، فإن العمل من قطاع غزة مع شركات خارجية جلب له الرزق الوفير، وساعده في بناء بيت جديد وإعالة أسرته الناشئة.

يقول صلاح (26 عاما)، إنه ظل يعمل لثلاث سنوات بالمجان لكنه اكتسب خبرات كبيرة وصنع لنفسه سمعة طيبة في السوق الخليجية إلى أن جاءت الفرصة والتحق عام 2012 بالعمل في شركة (بلا حدود) التي أسسها علاء الشرفا قبل عشر سنوات واستطاعت توظيف الطاقات الابداعية الشابة في قطاع غزة واستثمارها لصالح شركات خليجية.

ويتلخص عمل صلاح في تصميم شاشات تفاعلية لمعرض القرءان في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، إضافة إلى الشعارات التجارية، والهوية التجارية، والمعلومات البيانية، وتصميم تطبيقات الهاتف المحمول، وصفحات المواقع.

ويطمح صلاح في أن يصبح من محترفي التصميم والجرافيك على مستوى الوطن العربي والعالم خصوصا في ظل الثناء الذي يلقاه نظير عمله.

ويقول الشرفا (37 عاما)، إن الشركة عبارة عن فكرة ابداعية لمجموعة من الأكاديميين والفنيين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وآخرون في المجال الهندسي لتوظيف الطاقات الموجودة في الأراضي الفلسطينية.

وتمتلك شركة (بلا حدود) مسوقين في دول الخليج كما تقوم بطرح إعلانات لأعمالها المتنوعة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، والمواقع الأخرى المماثلة.

لكن أبرز العوائق التي تواجه الشركة وفق الشرفا "الحصار الإسرائيلي، والتضييق المصري"، مشيرا بهذا الصدد، إلى "فشل مؤتمر تكنولوجي حضرت له الشركة كان من المفترض أن يشارك به ممثلون عن شركات عربية وخليجية وأوربية".

ويضيف الشرفا أن هؤلاء "لم يستطيعوا الدخول إلى القطاع بسبب إغلاق معبر رفح البري مع مصر وتحكم إسرائيل في المعبر الآخر وهو بيت حانون- ايريز".

ويتابع "بعد ثلاثة أشهر من التحضير والتنسيق وتوجيه الدعوات تبين أنه لا أمل بأن يحضر أي من المتعاملين مع الشركة في الخارج لذلك لم يعقد."

والشرفا استطاع أن يواجه جزءا من الأزمات اليومية في غزة خصوصا أن عمله يتعطل عند انقطاع التيار الكهربائي، إذ استطاع توفير طاقة بديلة من خلال الخلايا الشمسية وفق ما يقول.

وشركة (بلا حدود) لديها فروع في الضفة الغربية، ومدينة جدة السعودية ويطمح مالكوها فى تطوير عملهم وزيادة عدد موظفيها من سبعين إلى مائة موظف بحلول العام القادم.

وتتراوح رواتب المهندسين الفلسطينيين بين خمسمائة إلى ألفي دولار أمريكي، ويقول قائمون على شركات التصميم والبرمجيات في غزة، إن حجم العمل هو شيء أساسي في صرف تلك الرواتب، إضافة إلى الخبرات التي يمتلكوها.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق : الانترنت يفتح الطريق أمام مبرمجين ومصممين من غزة المحاصرة إلى العالم

新华社 | 2015-09-01 20:57:59

غزة أول سبتمبر 2015 (شينخوا) بدلا من الاستسلام لغول البطالة المتفاقم في قطاع غزة أسس سامر مهاني وهو مهندس تكنولوجيا معلومات مع صديقه قبل بضع سنوات شركة للتصميم وبرامج الحاسوب والهواتف المحمولة لبيعها لصالح شركات محلية وعربية وخليجية وحتى أوروبية.

كان مهاني (31 عاما) أسس شركة (نيو لاين) أثناء دراسته قبل ستة أعوام مع صديقه محمد الدباغ وهو مهندس تكنولوجيا معلومات أيضا، وبذلا مجهودا شاقا من أجل مواجهة غول البطالة الذي دمر حياة الآلاف من الشبان في القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

واستثمر الرجلان علاقاتهما الخارجية في جلب العمل لصالح الشركة التي بدأت بمجهود فردي وفق ما ذكر مهاني من مكتبه في إحدى البنايات المطلة على ساحل بحر غزة لوكالة أنباء ((شينخوا)).

ويتلخص عمل شركة (نيو لاين) في برامج الحاسوب والهواتف المحمولة (الآي أس، وأندرويد، ويندوزفون، وبلاك بيري) إضافة الى تطبيقات ال(ويب) بشتى أنواعها مقابل الحصول على مقابل مالي متفق عليه مسبقا.

ويعمل في تلك الشركة 16 مهندسا على فترتين (صباحا ومساء) جراء ضغط العمل، بعد أن كان يقتصر العمل بها على مهاني وشريكه الدباغ وكلاهما يمارس دوره الوظيفي في تطوير العمل وفتح نوافذ للشركة على أسواق أخرى حول العالم.

ويقول مهاني إن "70 في المائة من إنتاج الشركة للخارج ويتركز في دول الخليج العربي، إضافة إلى الأسواق الأوروبية".

ويضيف متحدثا عن واقع غزة الذي لا يستهلك سوى 30 في المائة من إنتاج الشركة "لو اعتمدنا على العمل المحلي لأغلقنا الشركة في اليوم التالي من فتحها".

لكن مهاني يشير إلى أن هناك شركات وشبكات تلفزيونية وإذاعية وصحفا محلية تعتمد على شركتهم في عملها خصوصا في ظل الخدمات المميزة التي تقدمها.

وهناك بضع شركات مماثلة في غزة أسسها مهندسون آخرون، لكنها جميعا تواجه عقبات أبرزها صعوبات التحويلات المالية، والقيود المفروضة من السلطات الإسرائيلية على استيراد الأجهزة الالكترونية، إضافة إلى أزمة انقطاع التيار الكهربائي.

وبدأت إسرائيل بفرض قيود وحصار على الوضع في غزة عقب فوز حركة المقاوكة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية التي أجريت في يناير 2006، ثم شددته بشكل غير مسبوق بعد ذلك بعام أثر سيطرة الحركة على الأوضاع في القطاع بالقوة بعد جولات من القتال الداخلي مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.

واعتبرت إسرائيل عقب ذلك بشهور قطاع غزة "كيانا معاديا" وواصلت فرض حصارها المشدد الذي تسبب بحسب منظمات حقوقية إلى ارتفاع قياسي في معدلات الفقر والبطالة التي وصلت نسبتها أخيرا بحسب تقرير للبنك الدولي إلى 48 في المائة.

وفي يوليو عام 2010 أدخلت إسرائيل تسهيلات على حصارها لغزة استجابة لضغوط دولية عقب هجومها على سفن (أسطول الحرية) الدولية لكنها أبقت على سيطرتها على معابر القطاع وجوهر الحصار قائما.

وتتعامل شركات التصميم والجرافيك في غزة مع مواقع عالمية عديدة أبرزها (فريلانس)، و(إيلانس)، و(أوديسك) بسبب محدودية فرص العمل أمام الخريجين، وصعوبة الخروج من القطاع جراء الحصار الإسرائيلي، واقتصار السفر على فئات محدودة على معبر رفح مع مصر الذي فتح أبوابه أمام المسافرين ستة عشر يوما فقط هذا العام.

وتمثل المواقع العالمية سالفة الذكر وسيطا بين العامل وصاحب العمل، إذ يطرح الأخير مشروعا للتنفيذ فتتقدم مجموعة من الأشخاص للقيام به لقاء مبلغ محدد من المال.

وبعد الاتفاق مع أحدهم وإنجازه العمل وفق الشروط يسحب الموقع المبلغ المتفق عليه من حساب صاحب العمل ويحوله لحساب الشخص يقول مهاني.

ويوضح مهاني، أن العمل تطور بعد ذلك وأصبح هناك تعامل دوري بين المبرمجين وشركات عربية خصوصا الخليجية في ظل انخفاض التكاليف بالنسبة لها والحصول على الإنتاج الملائم لمعاييرها دون الحاجة لدفع رواتب عالية.

ولا يعتبر شريك مهاني الأمر استغلالا وقال بنبرة حادة " كثير من الشركات والمستثمرين ورجال الأعمال في الخارج يفضلون العمل مع غزة لأن المبرمج الفلسطيني خاصة في القطاع اثبت كفاءته وصدقه وإتقانه للعمل وتسليمه وفق للجودة المطلوبة والزمن المطلوب".

وتخرج الجامعة (الإسلامية) في غزة عشرات المهندسين سنويا وقد جدوا ضالتهم في تلك الشركات، وبعضهم يعمل كمتطوع لسنوات حتى يثبت كفاءته ويحصل على راتب يؤسس من خلاله أسرة جديدة.

وبالنسبة لمصمم الجرافيك يحيى صلاح، فإن العمل من قطاع غزة مع شركات خارجية جلب له الرزق الوفير، وساعده في بناء بيت جديد وإعالة أسرته الناشئة.

يقول صلاح (26 عاما)، إنه ظل يعمل لثلاث سنوات بالمجان لكنه اكتسب خبرات كبيرة وصنع لنفسه سمعة طيبة في السوق الخليجية إلى أن جاءت الفرصة والتحق عام 2012 بالعمل في شركة (بلا حدود) التي أسسها علاء الشرفا قبل عشر سنوات واستطاعت توظيف الطاقات الابداعية الشابة في قطاع غزة واستثمارها لصالح شركات خليجية.

ويتلخص عمل صلاح في تصميم شاشات تفاعلية لمعرض القرءان في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، إضافة إلى الشعارات التجارية، والهوية التجارية، والمعلومات البيانية، وتصميم تطبيقات الهاتف المحمول، وصفحات المواقع.

ويطمح صلاح في أن يصبح من محترفي التصميم والجرافيك على مستوى الوطن العربي والعالم خصوصا في ظل الثناء الذي يلقاه نظير عمله.

ويقول الشرفا (37 عاما)، إن الشركة عبارة عن فكرة ابداعية لمجموعة من الأكاديميين والفنيين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وآخرون في المجال الهندسي لتوظيف الطاقات الموجودة في الأراضي الفلسطينية.

وتمتلك شركة (بلا حدود) مسوقين في دول الخليج كما تقوم بطرح إعلانات لأعمالها المتنوعة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، والمواقع الأخرى المماثلة.

لكن أبرز العوائق التي تواجه الشركة وفق الشرفا "الحصار الإسرائيلي، والتضييق المصري"، مشيرا بهذا الصدد، إلى "فشل مؤتمر تكنولوجي حضرت له الشركة كان من المفترض أن يشارك به ممثلون عن شركات عربية وخليجية وأوربية".

ويضيف الشرفا أن هؤلاء "لم يستطيعوا الدخول إلى القطاع بسبب إغلاق معبر رفح البري مع مصر وتحكم إسرائيل في المعبر الآخر وهو بيت حانون- ايريز".

ويتابع "بعد ثلاثة أشهر من التحضير والتنسيق وتوجيه الدعوات تبين أنه لا أمل بأن يحضر أي من المتعاملين مع الشركة في الخارج لذلك لم يعقد."

والشرفا استطاع أن يواجه جزءا من الأزمات اليومية في غزة خصوصا أن عمله يتعطل عند انقطاع التيار الكهربائي، إذ استطاع توفير طاقة بديلة من خلال الخلايا الشمسية وفق ما يقول.

وشركة (بلا حدود) لديها فروع في الضفة الغربية، ومدينة جدة السعودية ويطمح مالكوها فى تطوير عملهم وزيادة عدد موظفيها من سبعين إلى مائة موظف بحلول العام القادم.

وتتراوح رواتب المهندسين الفلسطينيين بين خمسمائة إلى ألفي دولار أمريكي، ويقول قائمون على شركات التصميم والبرمجيات في غزة، إن حجم العمل هو شيء أساسي في صرف تلك الرواتب، إضافة إلى الخبرات التي يمتلكوها.

الصور

010020070790000000000000011101441345775891