تحقيق إخباري : ألمانيا تصبح أرض الأحلام لطالبي اللجوء في سوريا

09:58:07 02-09-2015 | Arabic. News. Cn

دمشق أول سبتمبر 2015 ( شينخوا ) لم تردعهم صور انتشال جثث المهاجرين بطرق غير شرعية من مياه البحر أثناء غرقهم على القوارب المطاطية لدى عبورهم باتجاه أرض الأحلام كما يحلو تسميتها من قبل البعض، ولم تمنعهم المخاطر الصعبة من خوض المغامرة والوصول إلى الهدف المنشود، هربا من العنف الذي يطال غالبية السوريين الذين يفكرون بالهروب من سوريا، والتوجه إلى أحد الدول الأوروبية ، لتصبح ألمانيا حلما لدى الكثيرين ممن يطلب اللجوء من السوريين .

لقد أصبح الحديث عن الخروج من سوريا والتوجه إلى ألمانيا بطرق غير شرعية ، لدى طالبي اللجوء الإنساني في أوروبا الشغل الشاغل لدى غالبية الشباب السوري ، الذي لم يعد قادرا على تحمل إضاعة الوقت في انتظار حل الأزمة وانتهاء الحرب الدامية التي تشهدها البلاد منذ أكثر من أربع سنوات، أو يكون ضحية لهذا الصراع الدموي الطويل الأمد.

والمقاهي الشعبية بالعاصمة دمشق لم تعد مكانا لقضاء الوقت والتسلية والتحدث عن المغامرات العاطفية، أو حتى الضحك مع الأصدقاء ، ولكن الأمر بات مختلفا بحيث أصبح الحديث الذي يطغى هو كيفية الخروج من سوريا عبر طرق محفوفة بالمخاطر بطرق غير شرعية للوصول إلى ألمانيا، وطلب اللجوء إليها، خاصة بعد أن سمحت السلطات الألمانية بتسهيل التعامل مع المهاجرين السوريين، والسماح بالبقاء، بدلا من ترحيل المهاجرين إلى أول دولة من دول الاتحاد الأوروبي وصلوا اليها وفق لاتفاقية "دبلن" التي تقضي بتهجير طالب اللجوء وفقا للبصمة التي أخذت منه في أول دولة أوروبية وصل اليها.

وهذا يعني أن أي سوري في أي بلد أوروبي آخر يمكن أن يتوجه إلى ألمانيا والحصول على اللجوء هناك، هذا الإجراء دفع بالكثير من السوريين للتفكير جديا بالذهاب الى ألمانيا.

و يرى الناس الذين يفكرون بالذهاب الى ألمانيا على أنها فرصة ذهبية لهم بهدف الحصول على الرعاية الاجتماعية وتأمين مستقبل الأطفال بالمدارس والتعليم، بدلا من البقاء في سوريا التي تشهد نموا كبيرا للعنف جنبا إلى جنب مع انتشار الجماعات المتطرفة الراديكالية.

ولعل تفافم ظاهرة العنف وانعدام الأمن هو السبب الرئيسي في التفكير بطلب اللجوء، بالإضافة لأسباب أخرى تدفع الكثير من السوريين إلى الفرار، وعلى رأسها الخدمة الإلزامية العسكرية، والبطالة، وفي حالات نادرة جدا، حلم الشعب أن يعيش فقط في أوروبا.

وقال صلاح البالغ من العمر 27 عاما إنه يحزم حقائبه ويرغب بالتوجه إلى ألمانيا خلال أيام، بحثا عن الأمان والاستقرار.

وأضاف صلاح ، وهو مدرس لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الثلاثاء "لقد تخرجت من الجامعة وحصلت على عمل في مدرسة ، وبسبب الظروف التي تمر بها البلاد قررت السفر إلى ألمانيا واللجوء اليها أملا في الحصول على بداية جديدة تفيدني بالمستقبل "، مؤكدا أنه "ليس لديه أي خيار آخر، حتى القوانين في بلدي تدفعني للسفر أملا في تحقيق شيء جيد بالنسبة لي في ألمانيا ".

وتابع صلاح يقول إن " أمه غاضبة جدا من خططه للسفر إلى ألمانيا، سيما وأنها مغامرة محفوفة بالمخاطر" ، مشيرا إلى أنها تأخذ الكثير من الأدوية المهدئة كي تستوعب الأمر وتتغلب على فكرة سفري، مبينا أن أمه في النهاية تتمنى له الخير وأن يعيش بسلام في بلد آمن.

أم صلاح مثلها مثل الآلاف من الأمهات السوريات اللواتي يقلن الوداع لأبنائهم وفي عيونهم الكثير من الدموع لدى مغادرتهم سوريا بتلك الطرق غير الشرعية .

ومن جانبه قال رشيد، رجل آخر يبلغ من العمر 29 عاما، إنه طلب من والدته بأن تبارك له سفره ورحلته الطويلة وأن تصلي له كي يصل بسلام إلى ألمانيا، وأضاف "أنها لا تريد أن أكون بعيدا عنها، وفي نفس الوقت لا تريد مني البقاء هنا بسبب الظروف التي تمر بها البلد."

وأضاف " لقد تخرجت منذ خمس سنوات من الجامعة، ولا يمكنني العثور على وظيفة مناسبة "، مبينا أنه مازال يأخذ من والده المصروف اليومي"، مؤكدا أنه " لم يعد يستطيع تحمل ذلك الأمر".

وقال إنه خريج جامعي من كلية الاقتصاد ويخطط هو وأصدقاؤه الآن كيف ستكون رحلتهم إلى ألمانيا، والرغبة في الاستفادة من الصيف قبل الخريف، سيما وأن هناك ركوب لساعات في قارب مطاطية في عرض البحر والأمواج تكون خفيفة هذه الفترة.

وبدوره الشاب حمزة هو الآخر مثله مثل مئات السوريين الذين يحلمون بالوصول إلى أوروبا وتحديدا إلى ألمانيا التي تشكل حلما يراوده منذ اشهر.

والوصول إلى أوروبا يبدأ أولا عن طريق الوصول إلى تركيا، التي يمكن أن تتم بطريقتين؛ إما عن طريق يقود إلى العاصمة اللبنانية بيروت، والسفر عن طريق الرحلات الجوية الى اسطنبول، أو عن طريق البر من خلال مختلف المدن السورية بطرق غير شرعية وهي طرق خطيرة.

أما أولئك الذين يأخذون الطريق البري، الذي هو محفوف بالمخاطر، وإلى حد كبير من الناس الذين لا يستطيعون الذهاب إلى لبنان ولا يملكون نقودا كثيرة يضطرون للسفر عبر أشخاص يمتهنون مهنة تهريب الأشخاص بطرق غير قانونية ، ومعظهم من اللاجئين الفلسطينيين الفارين من القتال والدمار من سوريا ولا يستطعون الحصول على تأشيرة دخول إلى تركيا، وهؤلاء الناس يستقلون حافلة نقل من دمشق تقلهم إلى أقرب نقطة من الحدود التركية عبر وسيط يعرف الطرق .

وهذه الرحلة تكلف طالب اللجوء حوالي 200 دولار أمريكي للوصول إلى واحدة من النقاط الحدودية غير الشرعية بين محافظة حلب في شمال سوريا وتركيا. ولكن بعد أن اتخذت السلطات التركية إجراءات أمنية مشددة بدخول اللاجئين السوريين إلى أراضيها ، فضلا عن انخفاض قيمة العملة السورية دفعت المهربين لرفع الرسوم لتصل إلى حوالي 650 دولار أمريكي.

وقال حمزة بعد أن يصل الناس إلى حلب، يأخذهم المهرب إلى قمة تل على الحدود، ويطلب من الناس أن يصعدوا، وسط خوف شديد من أن تعثر عليهم أحد الدوريات العسكرية التركية.

وأضاف حمزة ما أنت تهبط التل تصبح في تركيا.

ولدى وصول طالبي اللجوء، سواء عن طريق البر أو رحلات الطائرة، إلى المدينة التركية الساحلية أزمير، والتي تعد نقطة التجمع للسوريين قبل اتخاذ الرحلة البحرية لليونان، المحطة الأولى في أوروبا في الطريق إلى ألمانيا.

و في أزمير، يبدأ السوريون إما البحث عن مهرب يمكنهم من النتقل عن طريق البحر إلى أي من الجزر اليونانية، أو أنها يمكن ينقسمون إلى مجموعات ويشترون قوارب مطاطية، المعروفة محليا باسم "بلسم" وجهاز GPS لإرشادهم.

وقالت مجموعة من الشباب الذين استكملوا خططهم مع أحد المهربين إن الرحلة تكلفهم من تركيا إلى أحد الجزر اليونانية حوالي 1400 دولار امريكى .

وبعد وصول طالبي اللجوء إلى أي من الجزر اليونانية، يتم تسليم أنفسهم إلى مراكز الشرطة ويحصلون على نقلها في وقت لاحق عن طريق البحر إلى العاصمة أثينا قبل اتخاذ الطريق من خلال المدن الأوروبية، وهي مقدونيا وصربيا والمجر قبل أن تصل أخيرا ألمانيا.

ويقولون إن الرحلة كاملة من أزمير الى ألمانيا تكلف حوالي 2400 دولار أمريكى.

ويشار إلى أن الأشخاص الذين وصلوا إلى ألمانيا يعملون على إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيسبوك )، لتقديم النصائح وأجوبة لطالبي اللجوء الجدد الذين هم على استعداد لاتخاذ الرحلة.

وبصرف النظر عن الصفحات التي تقدم التوجيه والمساعدة للوصول إلى ألمانيا، وهناك العديد من الصفحات التي تم إنشاؤها بهدف تقديم دورات عبر الإنترنت في اللغة الألمانية لأولئك الذين يخططون للتوجه إلى ألمانيا. حتى مراكز اللغات في دمشق تشهد إقبالا شديدا من قبل طالبي اللجوء لتعلم اللغة الألمانية .

ولقد أثار موت العشرات من المهاجرين السوريين غير الشرعيين الفارين من القتال والعنف في شاحنة قرب الحدود مع المجر ردود أفعال منددة ومتعاطفة مع المهاجرين السوريين، ومطالبة المنظمات الدولية بتأمين ممرات آمنة للمهاجرين السوريين إلى اوروبا.

ونقلت صحيفة ((هاندلسبلات )) عن مصادر حكومية آواخر الشهر الماضي قولها إن ألمانيا تتوقع أن يسعى 750 ألف شخص إلى الحصول على حق اللجوء العام الحالي، ما يزيد على 450 ألف شخص في تقدير سابق، في الوقت الذي تقول فيه بعض المدن إنها لا يمكنها استيعابهم. فيما امتنعت وزارة الداخلية عن التعقيب على تلك الإحصاءات.

ودفع تدفق اللاجئين بقضية طالبي حق اللجوء إلى رأس الأولويات السياسية في ألمانيا. وتحاول المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التعامل مع مخاوف بعض الناخبين من أن يلتهم المهاجرون أموال دافعي الضرائب ويأخذون وظائفهم.

وحض كل من ميركل والرئيس الألماني يواخيم غاوك الألمان على تجنب عدم التسامح والعداء، في الوقت الذي يتزايد فيه العداء للمهاجرين في بعض المناطق وتصاعد عدد الهجمات على مراكز إيواء طالبي اللجوء.

وتعد ألمانيا أكبر مستقبل لطلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي الذي يواجه أعداداً متناميةً من اللاجئين الفارين من الحرب والعنف في دول، مثل سورية والعراق وأريتريا، إضافةً إلى تدفق لطالبي اللجوء من دول البلقان.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق إخباري : ألمانيا تصبح أرض الأحلام لطالبي اللجوء في سوريا

新华社 | 2015-09-02 09:58:07

دمشق أول سبتمبر 2015 ( شينخوا ) لم تردعهم صور انتشال جثث المهاجرين بطرق غير شرعية من مياه البحر أثناء غرقهم على القوارب المطاطية لدى عبورهم باتجاه أرض الأحلام كما يحلو تسميتها من قبل البعض، ولم تمنعهم المخاطر الصعبة من خوض المغامرة والوصول إلى الهدف المنشود، هربا من العنف الذي يطال غالبية السوريين الذين يفكرون بالهروب من سوريا، والتوجه إلى أحد الدول الأوروبية ، لتصبح ألمانيا حلما لدى الكثيرين ممن يطلب اللجوء من السوريين .

لقد أصبح الحديث عن الخروج من سوريا والتوجه إلى ألمانيا بطرق غير شرعية ، لدى طالبي اللجوء الإنساني في أوروبا الشغل الشاغل لدى غالبية الشباب السوري ، الذي لم يعد قادرا على تحمل إضاعة الوقت في انتظار حل الأزمة وانتهاء الحرب الدامية التي تشهدها البلاد منذ أكثر من أربع سنوات، أو يكون ضحية لهذا الصراع الدموي الطويل الأمد.

والمقاهي الشعبية بالعاصمة دمشق لم تعد مكانا لقضاء الوقت والتسلية والتحدث عن المغامرات العاطفية، أو حتى الضحك مع الأصدقاء ، ولكن الأمر بات مختلفا بحيث أصبح الحديث الذي يطغى هو كيفية الخروج من سوريا عبر طرق محفوفة بالمخاطر بطرق غير شرعية للوصول إلى ألمانيا، وطلب اللجوء إليها، خاصة بعد أن سمحت السلطات الألمانية بتسهيل التعامل مع المهاجرين السوريين، والسماح بالبقاء، بدلا من ترحيل المهاجرين إلى أول دولة من دول الاتحاد الأوروبي وصلوا اليها وفق لاتفاقية "دبلن" التي تقضي بتهجير طالب اللجوء وفقا للبصمة التي أخذت منه في أول دولة أوروبية وصل اليها.

وهذا يعني أن أي سوري في أي بلد أوروبي آخر يمكن أن يتوجه إلى ألمانيا والحصول على اللجوء هناك، هذا الإجراء دفع بالكثير من السوريين للتفكير جديا بالذهاب الى ألمانيا.

و يرى الناس الذين يفكرون بالذهاب الى ألمانيا على أنها فرصة ذهبية لهم بهدف الحصول على الرعاية الاجتماعية وتأمين مستقبل الأطفال بالمدارس والتعليم، بدلا من البقاء في سوريا التي تشهد نموا كبيرا للعنف جنبا إلى جنب مع انتشار الجماعات المتطرفة الراديكالية.

ولعل تفافم ظاهرة العنف وانعدام الأمن هو السبب الرئيسي في التفكير بطلب اللجوء، بالإضافة لأسباب أخرى تدفع الكثير من السوريين إلى الفرار، وعلى رأسها الخدمة الإلزامية العسكرية، والبطالة، وفي حالات نادرة جدا، حلم الشعب أن يعيش فقط في أوروبا.

وقال صلاح البالغ من العمر 27 عاما إنه يحزم حقائبه ويرغب بالتوجه إلى ألمانيا خلال أيام، بحثا عن الأمان والاستقرار.

وأضاف صلاح ، وهو مدرس لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الثلاثاء "لقد تخرجت من الجامعة وحصلت على عمل في مدرسة ، وبسبب الظروف التي تمر بها البلاد قررت السفر إلى ألمانيا واللجوء اليها أملا في الحصول على بداية جديدة تفيدني بالمستقبل "، مؤكدا أنه "ليس لديه أي خيار آخر، حتى القوانين في بلدي تدفعني للسفر أملا في تحقيق شيء جيد بالنسبة لي في ألمانيا ".

وتابع صلاح يقول إن " أمه غاضبة جدا من خططه للسفر إلى ألمانيا، سيما وأنها مغامرة محفوفة بالمخاطر" ، مشيرا إلى أنها تأخذ الكثير من الأدوية المهدئة كي تستوعب الأمر وتتغلب على فكرة سفري، مبينا أن أمه في النهاية تتمنى له الخير وأن يعيش بسلام في بلد آمن.

أم صلاح مثلها مثل الآلاف من الأمهات السوريات اللواتي يقلن الوداع لأبنائهم وفي عيونهم الكثير من الدموع لدى مغادرتهم سوريا بتلك الطرق غير الشرعية .

ومن جانبه قال رشيد، رجل آخر يبلغ من العمر 29 عاما، إنه طلب من والدته بأن تبارك له سفره ورحلته الطويلة وأن تصلي له كي يصل بسلام إلى ألمانيا، وأضاف "أنها لا تريد أن أكون بعيدا عنها، وفي نفس الوقت لا تريد مني البقاء هنا بسبب الظروف التي تمر بها البلد."

وأضاف " لقد تخرجت منذ خمس سنوات من الجامعة، ولا يمكنني العثور على وظيفة مناسبة "، مبينا أنه مازال يأخذ من والده المصروف اليومي"، مؤكدا أنه " لم يعد يستطيع تحمل ذلك الأمر".

وقال إنه خريج جامعي من كلية الاقتصاد ويخطط هو وأصدقاؤه الآن كيف ستكون رحلتهم إلى ألمانيا، والرغبة في الاستفادة من الصيف قبل الخريف، سيما وأن هناك ركوب لساعات في قارب مطاطية في عرض البحر والأمواج تكون خفيفة هذه الفترة.

وبدوره الشاب حمزة هو الآخر مثله مثل مئات السوريين الذين يحلمون بالوصول إلى أوروبا وتحديدا إلى ألمانيا التي تشكل حلما يراوده منذ اشهر.

والوصول إلى أوروبا يبدأ أولا عن طريق الوصول إلى تركيا، التي يمكن أن تتم بطريقتين؛ إما عن طريق يقود إلى العاصمة اللبنانية بيروت، والسفر عن طريق الرحلات الجوية الى اسطنبول، أو عن طريق البر من خلال مختلف المدن السورية بطرق غير شرعية وهي طرق خطيرة.

أما أولئك الذين يأخذون الطريق البري، الذي هو محفوف بالمخاطر، وإلى حد كبير من الناس الذين لا يستطيعون الذهاب إلى لبنان ولا يملكون نقودا كثيرة يضطرون للسفر عبر أشخاص يمتهنون مهنة تهريب الأشخاص بطرق غير قانونية ، ومعظهم من اللاجئين الفلسطينيين الفارين من القتال والدمار من سوريا ولا يستطعون الحصول على تأشيرة دخول إلى تركيا، وهؤلاء الناس يستقلون حافلة نقل من دمشق تقلهم إلى أقرب نقطة من الحدود التركية عبر وسيط يعرف الطرق .

وهذه الرحلة تكلف طالب اللجوء حوالي 200 دولار أمريكي للوصول إلى واحدة من النقاط الحدودية غير الشرعية بين محافظة حلب في شمال سوريا وتركيا. ولكن بعد أن اتخذت السلطات التركية إجراءات أمنية مشددة بدخول اللاجئين السوريين إلى أراضيها ، فضلا عن انخفاض قيمة العملة السورية دفعت المهربين لرفع الرسوم لتصل إلى حوالي 650 دولار أمريكي.

وقال حمزة بعد أن يصل الناس إلى حلب، يأخذهم المهرب إلى قمة تل على الحدود، ويطلب من الناس أن يصعدوا، وسط خوف شديد من أن تعثر عليهم أحد الدوريات العسكرية التركية.

وأضاف حمزة ما أنت تهبط التل تصبح في تركيا.

ولدى وصول طالبي اللجوء، سواء عن طريق البر أو رحلات الطائرة، إلى المدينة التركية الساحلية أزمير، والتي تعد نقطة التجمع للسوريين قبل اتخاذ الرحلة البحرية لليونان، المحطة الأولى في أوروبا في الطريق إلى ألمانيا.

و في أزمير، يبدأ السوريون إما البحث عن مهرب يمكنهم من النتقل عن طريق البحر إلى أي من الجزر اليونانية، أو أنها يمكن ينقسمون إلى مجموعات ويشترون قوارب مطاطية، المعروفة محليا باسم "بلسم" وجهاز GPS لإرشادهم.

وقالت مجموعة من الشباب الذين استكملوا خططهم مع أحد المهربين إن الرحلة تكلفهم من تركيا إلى أحد الجزر اليونانية حوالي 1400 دولار امريكى .

وبعد وصول طالبي اللجوء إلى أي من الجزر اليونانية، يتم تسليم أنفسهم إلى مراكز الشرطة ويحصلون على نقلها في وقت لاحق عن طريق البحر إلى العاصمة أثينا قبل اتخاذ الطريق من خلال المدن الأوروبية، وهي مقدونيا وصربيا والمجر قبل أن تصل أخيرا ألمانيا.

ويقولون إن الرحلة كاملة من أزمير الى ألمانيا تكلف حوالي 2400 دولار أمريكى.

ويشار إلى أن الأشخاص الذين وصلوا إلى ألمانيا يعملون على إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيسبوك )، لتقديم النصائح وأجوبة لطالبي اللجوء الجدد الذين هم على استعداد لاتخاذ الرحلة.

وبصرف النظر عن الصفحات التي تقدم التوجيه والمساعدة للوصول إلى ألمانيا، وهناك العديد من الصفحات التي تم إنشاؤها بهدف تقديم دورات عبر الإنترنت في اللغة الألمانية لأولئك الذين يخططون للتوجه إلى ألمانيا. حتى مراكز اللغات في دمشق تشهد إقبالا شديدا من قبل طالبي اللجوء لتعلم اللغة الألمانية .

ولقد أثار موت العشرات من المهاجرين السوريين غير الشرعيين الفارين من القتال والعنف في شاحنة قرب الحدود مع المجر ردود أفعال منددة ومتعاطفة مع المهاجرين السوريين، ومطالبة المنظمات الدولية بتأمين ممرات آمنة للمهاجرين السوريين إلى اوروبا.

ونقلت صحيفة ((هاندلسبلات )) عن مصادر حكومية آواخر الشهر الماضي قولها إن ألمانيا تتوقع أن يسعى 750 ألف شخص إلى الحصول على حق اللجوء العام الحالي، ما يزيد على 450 ألف شخص في تقدير سابق، في الوقت الذي تقول فيه بعض المدن إنها لا يمكنها استيعابهم. فيما امتنعت وزارة الداخلية عن التعقيب على تلك الإحصاءات.

ودفع تدفق اللاجئين بقضية طالبي حق اللجوء إلى رأس الأولويات السياسية في ألمانيا. وتحاول المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التعامل مع مخاوف بعض الناخبين من أن يلتهم المهاجرون أموال دافعي الضرائب ويأخذون وظائفهم.

وحض كل من ميركل والرئيس الألماني يواخيم غاوك الألمان على تجنب عدم التسامح والعداء، في الوقت الذي يتزايد فيه العداء للمهاجرين في بعض المناطق وتصاعد عدد الهجمات على مراكز إيواء طالبي اللجوء.

وتعد ألمانيا أكبر مستقبل لطلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي الذي يواجه أعداداً متناميةً من اللاجئين الفارين من الحرب والعنف في دول، مثل سورية والعراق وأريتريا، إضافةً إلى تدفق لطالبي اللجوء من دول البلقان.

الصور

010020070790000000000000011101431345796781