بقلم ديمة تشو تونغ تونغ
بكين 9 سبتمبر 2015 (شينخوا) قال السفير الأردني لدى بكين يحي القرالة في مقابلة خاصة مع مراسل وكالة (شينخوا مؤخرا)، إن الأردن سيقوم بدور مهم في مبادرة "الطريق والحزام"، مؤكدا أن زعيمي البلدين سيوليان اهتمامات بالملفات ذات الاهتمام المشترك ومن بينها التصدي للإرهاب ومكافحته وغير ذلك .
وأجرى السفير المقابلة قبيل زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني للصين، وإقامة معرض الصين والدول العربية 2015 في الفترة ما بين 10 و13 سبتمبر في مدينة يينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين ، حيث سيشارك الأردن في المعرض كضيف شرف.
ورأى القرالة أن مبادرة "الطريق والحزام" الصينية تعكس وعيا ورغبة حقيقية لدى القيادة الصينية في الانفتاح والتواصل والتبادل مع العالم .
وذكر أن تلك الرغبة تنطلق من المكانة العالمية للصين على الخارطة الدولية، ومن الفهم الحقيقي لمعطيات المرحلة ومتغيراتها التي يعيشها العالم ومنها ما يتعلق بالعولمة والتكتلات الاقتصادية والسياسية وتظافر الجهود الدولية تجاه مختلف القضايا مثل التصدى للإرهاب والجرائم العابرة للحدود والأزمات الاقتصادية .
ورأى القرالة أن الأردن دائم التواصل والانفتاح على كافة دول العالم ، وقال إن "الأردن سيكون له دور مهم في المبادرة" نظرا لموقعه المتميز بين القارات الثلاث وقربه من الأسواق العالمية والمجاورة، فضلاً عن العلاقات المتميزة التي يحافظ عليها الأردن مع جميع دول العالم .
وأشار السفير الأردني إلى أن المبادرة بحد ذاتها تقوم على مبدأ التكامل بين الدول المشاركة فيها . فالتكامل هو سمة من سمات العصر الحالي وفي المستقبل.
وقال السفير القرالة: "إذا ما تحدثنا عن التكاملية الشاملة بين الدول فيما يتعلق بتلك الجوانب، وما يدعم مبدأ التكاملية القائم على التنوع والمزيج الكبير الثقافي والحضاري بين الدول التي يمر بها الحزام ، سنرى أن المبادرة تضم دولا من شرق ووسط وغرب آسيا، ودولا عربية وأخرى من جنوب وشرق أوروبا ".
وأكد السفير أن الأردن سيسعى إلى تنفيذ العديد من المشاريع الكبرى مع الدول المجاورة، ومنها على سبيل المثال مشروع سكة الحديد الذي يربط المملكة بالدول المجاورة ويمتد حتى جنوب أوروبا في مراحل لاحقة ومشروع ناقل البصرة الذي ينقل النفط العراقي ليتم تصديره عبر ميناء العقبة، مشيرا إلى أن تلك المشاريع يمكن لها أن تكون جزءا من المبادرة الصينية لطريق الحرير بالنظر لانسجام الأهداف والآلية فيما بينهما .
وحول زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني المقبلة، كشف السفير القرالة أن زعيمي البلدين سيتبادلان وجهات النظر إزاء مختلف القضايا التي تشغل المنطقة وما وصلت إليه آخر التطورات،وخاصة الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين ومن بينها الملف السوري والقضية الفلسطينية والتعاون المشترك في مجال التصدي للإرهاب ومكافحته .
أما على الصعيد الاقتصادي ، فسيقوم الملك بافتتاح فعاليات المعرض، ما سيعطي دفعة قوية للتعاون الاقتصادي بين البلدين .
ورأى السفير يحي القرالة أن العلاقات الثنائية بين الصين والأردن تسير في "الاتجاه الصحيح"، بدليل حرص الملك عبد الله الثاني على زيارة الصين باستمرار، فهو أكثر زعماء العرب زيارة للصين، كما يبقى الأردن حريصا على الارتقاء بعلاقاته الثنائية مع الصين إلى مرحلة الشراكة الإستراتيجية الشاملة .
وذكر السفير أن العلاقات الثنائية دخلت مرحلة متقدمة من النضوج أصبح لازما معها أن ترتقي لإطار آخر من التعاون أكبر وأوسع.
وقال القرالة: "عندما نتحدث عن شراكة شاملة، فإن المقصود هو أن الأردن يتطلع إلى زيادة التنسيق والتشاور مع الجانب الصيني حول مختلف القضايا"، لأن هذه القضايا تهم المنطقة والعالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية وقضايا مكافحة الإرهاب وغيرها من المواضيع التي تشغل الشرق الأوسط، خاصة، إذ أن الجانبين يتشاركان وجهات النظر إزاء تلك القضايا، ولتحقيق هذا التعاون فلا بد من وجود قنوات اتصال رسمية بين البلدين وتنسيق لقاءات مستمرة بين مسؤولي البلدين .
وأعرب السفير القرالة عن اعتقاده بأن هناك مجالا رحبا من التعاون الثنائي بانتظار البلدين . فالأردن ينظر إلى الصين كشريك رئيسي في القضايا الدولية ويدرك تماما دورها الهام والمحوري على الخارطة الدولية.
كما أشار السفير الأردني إلى أن زيارة العاهل الأردني ستتضمن التوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات في مختلف المجالات، ومن بينها اتفاقيات تتعلق ببعض المشاريع الوطنية الكبرى في المملكة في مجالات البنية التحتية والطاقة ، مؤكدا أن الجانب الأردني يأمل من نظيره الصيني الاستفادة منها ليس فقط كمستثمر، وإنما كشريك حقيقي في التنمية .
وحسب أحدث البيانات الصادرة على شبكة وزارة الخارجية الصينية، فقد شهد التعاون التجاري الثنائي بين الصين والأردن تطورات سريعة في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت الصين ثالث أكبر شريك تجاري للأردن ، ووصل حجم التجارة الثنائية في عام 2014 إلى 3.628 مليار دولار أمريكي بزيادة 0.7 في المائة على أساس سنوي .
وبخصوص المعرض المقبل، قال السفير إن الأردن ، وبوصفه ضيف شرف، فإنه سيشارك في منتدى التجارة والاقتصاد بين الأردن والصين ، وملتقى الترويج للاستثمار في الأردن ، ومؤتمر الترويج عن السياحة في الأردن وغيرها من الفعاليات المتعددة، كما سيقدم الجانب الأردني عروضا ثقافية ومسرحية وفنية .
وعلاوة على ذلك، سيشارك الجانب الأردني في العديد من المنتديات في مجالات الصحة ونقل التكنولوجيا وحماية البيئة وغيرها من المجالات . وسيتضمن الجناح الأردني مشاركة عدد كبير من الشركات التي ستقوم بعرض منتجاتها، وسيتضمن الجناح أيضا لوحات وصورا فنية ومعلومات عن أهم المواقع الأثرية والدينية والترفيهية في الأردن .
وأشار السفير إلى أن المعرض يشكل منصة هامة للتعاون والتبادل في كافة المجالات بين الصين والأردن حتى الدول العربية.
وقال السفير إن المعرض يعد وسيلة يمكن من خلالها الاطلاع على التجارب الناجحة وتبادل الخبرات وعرض المنتجات، الأمر الذي من شأنه أن يحفز التجارة والاستثمار المتبادل .
وبالنسبة لأعمال الاستعداد للمشاركة في المعرض، ذكر السفير أن الأردن ومنذ اختياره للمشاركة كضيف شرف في المعرض في العام 2014، قام بتشكيل فريق وطني متكامل من مختلف الوزارات والمؤسسات وبرئاسة هيئة الاستثمار لحشد كل الطاقات للمشاركة الفعالة في هذا المعرض ، نظرا للأهمية التي يوليها الأردن للمعرض .
ومن المتوقع أن يشارك في المعرض عدد كبير من الشركات ورجال الأعمال وأصحاب المؤسسات الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة. ويسعى الأردن من خلال المعرض إلى إبراز ما وصلت إليه التجربة الأردنية في مجال الإنتاج والتصنيع والاستثمار ، الأمر الذي سيفتح المجال أمامه للوصول إلى الأسواق الصينية والعربية الرحبة .