الرباط 19 سبتمبر 2015 (شينخوا) بدأ الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند اليوم (السبت) زيارة "صداقة وعمل" للمغرب، في خطوة يعتبرها مراقبون "طيا نهائيا" للخلافات بين البلدين التي استمرت لنحو سنة.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس في استقبال الرئيس الفرنسي بمطار طنجة الدولي شمال المغرب.
وتأتي زيارة اولاند الى المغرب بدعوة من العاهل المغربي.
وعشية هذه الزيارة، قال القصر الملكي المغربي في بيان إن الرئيس الفرنسي سيقوم بزيارة "صداقة وعمل" رسمية للمملكة المغربية.
ومن المقرر ان الملك والرئيس الفرنسي خلال الزيارة مباحثات رسمية، وسيترأسان عدة أنشطة رسمية تتناول دعم التعاون الثنائي بين البلدين وأهم القضايا الدولية.
من جهته، قال بيان لقصر الإليزيه الفرنسي إن هذه الزيارة تتيح للرئيس والملك تبادل الآراء بشكل موسع وتطوير التعاون الثنائي في العديد من المجالات، وخصوصا مكافحة التطرف والتنمية الاقتصادية، وتهيئ رئاسة فرنسا للمؤتمر الدولي حول تغير المناخ في ديسمبر 2015، والرئاسة المغربية للمؤتمر الذي يليه سنة 2016.
وتأتي زيارة اولاند للمغرب مع تداعيات "فضيحة الابتزاز" التي تورط فيها الصحفيان الفرنسيان، إيريك لوران وكاترين غراسيي، إزاء القصر الملكي بعد أن طالبا بمبلغ مالي ضخم مقابل الإحجام عن نشر كتاب قالا إنه يتضمن معطيات مزعجة للقصر الملكي.
وقد شهدت العلاقات المغربية - الفرنسية توترا كبيرا خلال عام 2014، على خلفية قيام قاضي التحقيق الفرنسي باستدعاء المسؤول الاول في الاستخبارات المغربية عبد اللطيف حموشي، الذي كان برفقة وزير الداخلية المغربي في باريس، للاستماع إليه في قضية تعذيب مواطن فرنسي من أصل مغربي، والذي سجن في المغرب لعدة شهور وتردد أنه تعرض للتعذيب في المغرب لأسباب مجهولة.
كما تعرض وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، خلال زيارته إلى باريس في مارس 2014 لتفتيش ذاتي بمطار "شارل ديغول"، ووصف المغرب الإجراء بـ "المهين"، ورد على الحادثتين بتعليق التعاون القضائي مع فرنسا، وتوجيه اتهام للحكومة الفرنسية بعدم احترام الأعراف الدبلوماسية المستقرة عالميا.
واكد الرئيس الفرنسي في حديث لصحيفة ((الصحراء)) نشرته اليوم أن باريس عازمة على أن تذهب بعيدا في شراكتها الاستثنائية مع المغرب.
وقال اولاند"رسالتي عنوانها طموح مشترك. إننا نريد أن نذهب بعيدا في تعاوننا مع المغرب، لاسيما في سياق ما فتئت فيه التهديدات والفرص تتنامى".
وعلى الصعيد الاقتصادي، يستقر بالمغرب 750 فرعا لشركات فرنسية كبيرة توفر أكثر من 120 ألف فرصة عمل، فضلا عن كون المغرب هو أول بلد يستفيد من تدخل الوكالة الفرنسية للتنمية، بما قيمته نحو 3 مليارات دولار.
كما تظل فرنسا أكبر شريك تجاري للمغرب بأكثر من 8 مليارات يورو من المبادلات سنويا. ويعيش في فرنسا نحو مليون مهاجر مغربي.
ورغم انفتاح السوق المغربية منذ بداية الألفية الثالثة على اسواق عالمية أخرى فإن فرنسا لازالت تحظى بنصيب الأسد من صادرات المغرب، وحافظت على صدارة الدول التي يستورد منها المغرب، بنسبة تصل إلى حوالي 14 في المائة من الحجم الإجمالي للواردات المغربية.
وحافظت فرنسا في نفس الوقت على صدارة قائمة عملاء المغرب، حيث تستقبل السوق الفرنسية لوحدها أكثر من 20 في المائة من إجمالي الصادرات المغربية، وتتشكل هذه الصادرات بالخصوص من المواد الفلاحية والمنتجات الغذائية، فضلا عن منتجات النسيج والألبسة والمعدات الكهربائية والتجهيزات لإلكترونية.