رام الله 21 سبتمبر 2015 (شينخوا) كشف مسؤول في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) اليوم (الاثنين) أن خطاب الرئيس محمود عباس في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري "سيعبر عن اليأس" الفلسطيني إزاء استمرار فشل عملية السلام مع إسرائيل.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) مفوض العلاقات الدولية فيها نبيل شعث لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن عباس سيوجه للمجتمع الدولي خطابا يعرض الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية، واستمرار إسرائيل في احتلالها وإغلاق أفاق عملية السلام.
وأوضح شعث أنه من المتوقع أن يؤكد عباس بأن استمرار تنكر إسرائيل للاتفاقيات الثنائية الموقعة وتعمدها إفشال الجهود الدولية لإحياء عملية السلام سيقابل بردود فعل فلسطينية يتم بموجبها وقف الالتزامات الفلسطينية بهذه الاتفاقيات.
وأكد أن خطاب عباس يمكن أن يحمل "جديدا كتدشين لإستراتيجية العمل الفلسطيني المقبلة تقوم على رفض استمرار الأمر الواقع الذي تفرضه إسرائيل وتريد من خلاله استمرار إلغاء كافة الاتفاقيات مع استمرار الاحتلال دون ثمن".
وأشار إلى أن الغرض من التوجه الفلسطيني الجديد هو "التأكيد على تحميل سلطة الاحتلال (إسرائيل) مسؤولياتها تجاه كافة الشعب الفلسطيني في دولة فلسطين المحتلة كسلطة احتلال وفقا للقانون الدولي وبعد مصادرتها صلاحيات السلطة الفلسطينية".
وتابع أن عباس سيبين في خطابه بأن كل الجهود التي بذلتها القيادة الفلسطينية لإنهاء الاحتلال وصنع السلام قوبلت بالرفض والمماطلة والتسويف من قبل إسرائيل، وهو ما يفرض على الفلسطينيين إتباع نهج مختلف يماثل هذه الإجراءات الإسرائيلية.
ولم يستبعد شعث أن يعلن عباس في خطابه أن القيادة الفلسطينية "في حل من التزاماتها الخاصة بالمرحلة الانتقالية ، لأن إسرائيل لم تف بأي من هذه الالتزامات وتعمل بشكل مكثف على تدمير حل الدولتين".
وحسب شعث، فإن ما يقصد بالتزامات المرحلة الانتقالية هو الاتفاق الانتقالي الذي وقع في شرم الشيخ عام 1994 بغرض تنظيم العلاقة السياسية والأمنية والاقتصادية مع إسرائيل بما في ذلك التنسيق الأمني واتفاقية باريس الاقتصادية.
وكان عباس قد وصل مساء أمس الأحد إلى العاصمة الفرنسية باريس في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند على أن يتوجه بعدها إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبيل توجهه إلى نيويورك.
وذكر شعث أن عباس سيبحث مع أولاند الحراك الفرنسي الأوروبي بشأن مستقبل عملية السلام "خاصة بعد أجهضت الإدارة الأمريكية قبل شهور مشروع قرار فرنسيا إلى مجلس الأمن الدولي لحل القضية الفلسطينية".
وأكد شعث على "وجود حراك فرنسي أوروبي مكثف لبحث الدفع بإطار دولي من أعضاء اللجنة الرباعية الدولية معززا بدول أخرى خاصة الدول العربية الفاعلة لإحياء عملية السلام وهو ما سيبحثه عباس في باريس وموسكو".
من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن عباس سيحث اولاند على متابعة المبادرة الفرنسية فى الأمم المتحدة .
وتحدث المالكي في تصريح لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية، عن أفكار فرنسية "لتشكيل مجموعة دعم دولية تعمل من أجل ضمان جدية أي عملية تفاوضية قادمة، بحيث تصل لأهدافها من خلال الاتفاق على حل شامل للقضية الفلسطينية ينهي الاحتلال الإسرائيلي".
وأشار إلى أن الجانب الفلسطيني "سيبحث كيفية تفعيل الأفكار الفرنسية، وتشجيع الفرنسيين رغم الضغوطات المختلفة على الاستمرار بهذه الأفكار وترجمتها على أرض الواقع خاصة خلال الأيام القادمة عندما يتم انعقاد الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة".
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد أعلن في 21 يونيو الماضي تقديم بلاده أفكارا لاستئناف عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين تتضمن مواكبة دولية للمفاوضات بين الجانبين.
وكان مشروع قرار فلسطيني مدعوم عربيا لتحديد سقف زمني لإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي قد فشل في نهاية ديسمبر الماضي في نيل التسعة أصوات اللازمة في مجلس الأمن الدولي، غير أن الفلسطينيين أعلنوا أنهم سيتوجهون ثانية إلى المجلس دون تحديد موعد لذلك.
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ نهاية مارس من العام الماضي بعد تسعة أشهر من المحادثات بوساطة أمريكية من دون إحراز أي تقدم لإنهاء الصراع الممتد منذ عدة عقود.





