تحقيق: نازحون سوريون يستقبلون عيد الأضحى فى العذاب والتشتت

18:55:26 22-09-2015 | Arabic. News. Cn

بيروت 22 سبتمبر 2015 (شينخوا) تجلس النازحة السورية من ريف "ادلب" أمام خيمتها عند الطرف الغربي لمخيم "قب الياس" في البقاع بشرق لبنان تحمل صورة لثلاثة من أبنائها والدموع تنهمر من عينيها.

وبصوت خافت تقول لـوكالة أنباء ((شينخوا)) "حل عيد الأضحى مجددا والفقر والمرض يطوقني من كل جانب لكنني هذه المرة لوحدي في هذه الخيمة بعدما غادر أولادي الثلاثة في رحلة المجهول إلى أوروبا."

وتضيف بأسى أن " الخلاص في سوريا يبدو بعيد المنال ولذلك فضلوا المغامرة بحثا عن فرصة عوض الذل والانتظار."

بدورها تقول النازحة أمل الريفي (55عاما) "صدقوني أنه لا وجود لعيد في حياتنا فخيرة شبابنا تقتل في الحرب ضد سوريا." مضيفة "قتل أحد أطفالي بقذائف التكفيريين منذ 3 سنوات وشقيقه ابن العشرين ربيعا قرر التوجه إلى ألمانيا بعدما ضاقت بنا سبل الحياة هنا في لبنان."

وتشير الى أن ابنها ذهب مع رفاق له منذ شهر الى تركيا "ومنذ ذلك الحين لم أعرف عنه شيئا." وتضيف بألم "أخشى أن يكون قد ابتلعه البحر أو أن يكون اعتقل أو أصابه مكروه وليس لي سوى الصبر والدعاء إلى الله أن ينجح في الوصول الى ألمانيا."

من جانبه يؤكد النازح فارس العموري من ريف دمشق أن "شغلنا الشاغل في الأضحى وقبله وبعده تأمين الحد الأدنى من المأكل والملبس لأطفالنا فالعيد يتزامن مع بداية الشتاء وهموم توفير الحطب للتدفئة وتحصين الخيم لتواجه غضب الطبيعة."

ويضيف "العيد غصة وحرقة ومناسبة تدفعنا لنستذكر الشهداء والضحايا ومشاهد الدمار والقتل التي حفرت في قلوبنا آلاما لم يشهد لها العالم مثيلا."

ويختم مؤكدا أنه "لن يكون للعيد أي معنى من دون الحل في سوريا ونقول للعالم ارحموا شعبنا وتوقفوا عن التآمر عليه لأن لنا الحق في نعيش بأمان كما تعيشون."

وفي مخيم "برالياس" تقول النازحة ليلى عبد الغفور أنها اشترت حلويات بقيمة دولارين أمريكيين لتقدمها لأولادها الستة بمناسبة العيد.

وتؤكد أن "الوضع الاقتصادي خانق جدا ورجالنا لايجدون عملا بسهولة فنحن نعيش على تقديمات الأمم المتحدة التي باتت تقدم بالقطارة بخفض الميزانية."

أما في مخيم "مرجعيون" بجنوب لبنان وأكثرية شاغليه من "ادلب" فالتقينا نازحين يتجمعون في إحدى الخيم لتقبل التعازي بآخر الضحايا الذين سقطوا في منطقتهم.

ويقول الحاج منصور أبو الغريبي "يبلغنا مقتل بين 70 إلى 100 شخص على أيدي التكفيريين حيث أعدم معظمهم بالرصاص." ويضيف " أنها هدية العيد الأمريكية وقد قررنا الحداد وتقبل التعازي صبيحة العيد وبالمناسبة نناشد المجتمع الدولى والدول الصديقة للوقوف إلى جانب سوريا وشعبها حتى دحر العدوان."

من جهتها لم تستطع النازحة الخمسينية سالي العلي حبس دموعها مع قرب حلول العيد فهي وحيدة وعاجزة عن تأمين مستلزماته.

وتقول "زوجي توجه منذ شهر إلى إحدى الدول الأوروبية ليحظى بعمل يرفع عنا العوز وبقيت وأولادي الخمسة هنا في خيمتنا ننتظر ما سيحل بترحال رب العائلة. وإن نجح زوجي سوف نلتحق به وإن فشل فستكون الكارثة أكبر فقد بعت سواري الذهبي ليتمكن زوجي من الذهاب في رحلة المغامرة هذه التي تبقى أملنا الوحيد."

بدوره تدمع عينا النازح عبد الغني عبد اللطيف المقيم في بلدة "راشيا الوادي" من البقاع الغربي فقد عادت به الذاكرة الى "سنوات العز في سوريا ، حيث كان عيد الأضحى مناسبة لنحر الخراف وجمع الأصدقاء حول الولائم الشهية. واليوم أعجز عن تأمين الرزق لعائلتي المؤلفة من 7 أفراد وأعيش على فتات مساعدات الجمعيات الخيرية" داعيا إلى الله بمناسبة الأضحى أن ينهي الحرب في بلادنا ويعيدنا إلى ديارنا وعندها يكون العيد قد حل علينا حقيقة ".

يذكر أن أكثر من مليون نازح سوري يقيمون في لبنان وسط ظروف وأوضاع حياتية ومعيشية صعبة في وقت ينعكس وجود هؤلاء ضغوطا خدماتية واقتصادية وأمنية على البلاد.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق: نازحون سوريون يستقبلون عيد الأضحى فى العذاب والتشتت

新华社 | 2015-09-22 18:55:26

بيروت 22 سبتمبر 2015 (شينخوا) تجلس النازحة السورية من ريف "ادلب" أمام خيمتها عند الطرف الغربي لمخيم "قب الياس" في البقاع بشرق لبنان تحمل صورة لثلاثة من أبنائها والدموع تنهمر من عينيها.

وبصوت خافت تقول لـوكالة أنباء ((شينخوا)) "حل عيد الأضحى مجددا والفقر والمرض يطوقني من كل جانب لكنني هذه المرة لوحدي في هذه الخيمة بعدما غادر أولادي الثلاثة في رحلة المجهول إلى أوروبا."

وتضيف بأسى أن " الخلاص في سوريا يبدو بعيد المنال ولذلك فضلوا المغامرة بحثا عن فرصة عوض الذل والانتظار."

بدورها تقول النازحة أمل الريفي (55عاما) "صدقوني أنه لا وجود لعيد في حياتنا فخيرة شبابنا تقتل في الحرب ضد سوريا." مضيفة "قتل أحد أطفالي بقذائف التكفيريين منذ 3 سنوات وشقيقه ابن العشرين ربيعا قرر التوجه إلى ألمانيا بعدما ضاقت بنا سبل الحياة هنا في لبنان."

وتشير الى أن ابنها ذهب مع رفاق له منذ شهر الى تركيا "ومنذ ذلك الحين لم أعرف عنه شيئا." وتضيف بألم "أخشى أن يكون قد ابتلعه البحر أو أن يكون اعتقل أو أصابه مكروه وليس لي سوى الصبر والدعاء إلى الله أن ينجح في الوصول الى ألمانيا."

من جانبه يؤكد النازح فارس العموري من ريف دمشق أن "شغلنا الشاغل في الأضحى وقبله وبعده تأمين الحد الأدنى من المأكل والملبس لأطفالنا فالعيد يتزامن مع بداية الشتاء وهموم توفير الحطب للتدفئة وتحصين الخيم لتواجه غضب الطبيعة."

ويضيف "العيد غصة وحرقة ومناسبة تدفعنا لنستذكر الشهداء والضحايا ومشاهد الدمار والقتل التي حفرت في قلوبنا آلاما لم يشهد لها العالم مثيلا."

ويختم مؤكدا أنه "لن يكون للعيد أي معنى من دون الحل في سوريا ونقول للعالم ارحموا شعبنا وتوقفوا عن التآمر عليه لأن لنا الحق في نعيش بأمان كما تعيشون."

وفي مخيم "برالياس" تقول النازحة ليلى عبد الغفور أنها اشترت حلويات بقيمة دولارين أمريكيين لتقدمها لأولادها الستة بمناسبة العيد.

وتؤكد أن "الوضع الاقتصادي خانق جدا ورجالنا لايجدون عملا بسهولة فنحن نعيش على تقديمات الأمم المتحدة التي باتت تقدم بالقطارة بخفض الميزانية."

أما في مخيم "مرجعيون" بجنوب لبنان وأكثرية شاغليه من "ادلب" فالتقينا نازحين يتجمعون في إحدى الخيم لتقبل التعازي بآخر الضحايا الذين سقطوا في منطقتهم.

ويقول الحاج منصور أبو الغريبي "يبلغنا مقتل بين 70 إلى 100 شخص على أيدي التكفيريين حيث أعدم معظمهم بالرصاص." ويضيف " أنها هدية العيد الأمريكية وقد قررنا الحداد وتقبل التعازي صبيحة العيد وبالمناسبة نناشد المجتمع الدولى والدول الصديقة للوقوف إلى جانب سوريا وشعبها حتى دحر العدوان."

من جهتها لم تستطع النازحة الخمسينية سالي العلي حبس دموعها مع قرب حلول العيد فهي وحيدة وعاجزة عن تأمين مستلزماته.

وتقول "زوجي توجه منذ شهر إلى إحدى الدول الأوروبية ليحظى بعمل يرفع عنا العوز وبقيت وأولادي الخمسة هنا في خيمتنا ننتظر ما سيحل بترحال رب العائلة. وإن نجح زوجي سوف نلتحق به وإن فشل فستكون الكارثة أكبر فقد بعت سواري الذهبي ليتمكن زوجي من الذهاب في رحلة المغامرة هذه التي تبقى أملنا الوحيد."

بدوره تدمع عينا النازح عبد الغني عبد اللطيف المقيم في بلدة "راشيا الوادي" من البقاع الغربي فقد عادت به الذاكرة الى "سنوات العز في سوريا ، حيث كان عيد الأضحى مناسبة لنحر الخراف وجمع الأصدقاء حول الولائم الشهية. واليوم أعجز عن تأمين الرزق لعائلتي المؤلفة من 7 أفراد وأعيش على فتات مساعدات الجمعيات الخيرية" داعيا إلى الله بمناسبة الأضحى أن ينهي الحرب في بلادنا ويعيدنا إلى ديارنا وعندها يكون العيد قد حل علينا حقيقة ".

يذكر أن أكثر من مليون نازح سوري يقيمون في لبنان وسط ظروف وأوضاع حياتية ومعيشية صعبة في وقت ينعكس وجود هؤلاء ضغوطا خدماتية واقتصادية وأمنية على البلاد.

الصور

010020070790000000000000011101451346491061