بكين 22 سبتمبر 2015 (شينخوا) يعتبر العديدون العلاقات الصينية الأمريكية من أهم العلاقات الثنائية في العالم ولذلك فانها تجتذب اهتمام الدوائر الأكاديمية العالمية نظرا لتأثيرها شديد الأهمية على السلام والاستقرار العالميين.
وفي عشية أول زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ للولايات المتحدة منذ توليه الرئاسة أعرب خبراء من حول العالم عن اعتقادهم بأن القوتين العظميين يمكنهما التعامل مع الخلافات القائمة بينهما وزيادة الثقة المتبادلة عن طريق الحوار والتعاون.
وقالوا إن الصين والولايات المتحدة يمكنهما التعاون من أجل بناء نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى بحيث يكون تطورها الصحي والمستقر ضروريا للعالم بأكمله.
وأشاروا إلى أن البلدين لابد أن ينتهزا زيارة شي كفرصة لتعزيز الثقة في التنمية المستقبلية للعلاقات الصينية الأمريكية.
زيارة هامة
قال تشو فنغ المدير التنفيذي لمركز الإبداع الجماعي لدراسات بحر الصين الجنوبي "تمر العلاقات الصينية الأمريكية الآن بلحظة تاريخية هامة حيث يحمل الجانبان بعض الشكوك والمخاوف تجاه النوايا الاستراتيجية لبعضهما البعض".
وأضاف أن زيارة شي للولايات المتحدة لها أهمية كبيرة لمستقبل العلاقات بين الصين والولايات المتحدة والنظام العالمي والحوكمة العالمية.
وقال "يلتزم قائدا البلدين بمواجهة مخاوف بعضهما بعضا وتحمل مسؤولياتهما تجاه العالم".
وقال ناتانيال ارينز مدير قسم الشؤون الصينية بجامعة ميريلاند إن الجانبين في حاجة لتعزيز الاتصالات والالتزام بضبط النفس من أجل بناء الثقة في بعضهما البعض فيما يتعلق بالطموحات الاستراتيجية.
وقال إن زيارة شي تأتي في منعطف تاريخي هام وهناك حاجة لتسريع وتيرة تطور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
وقال ارينز "هناك العديد من القضايا القائمة الآن، لذلك فان طريقة تعامل الجانبين مع تلك الخلافات خلال الزيارة سيحدد اتجاه العلاقات للعامين القادمين".
وقال ستيفن بيري وهو رجل أعمال بريطاني مهتم بمراقبة الصين إن الصين والولايات المتحدة بينهما العديد من الخلافات لكنهما في حاجة للتعاون من أجل تلبية طموحات وتوقعات الشعبين.
وقال إنه على الرغم من وجود بعض التحديات نتيجة الخلاف بين الجانبين لكن العلاقات بين البلدين محمية بسعي البلدين لتحقيق مصالحهما المشتركة.
يرأس بيري النادي البريطاني للمجموعة 48 وهي شبكة أعمال مستقلة تعمل على تعزيز العلاقات بين بريطانيا والصين، ودعا واشنطن وبكين للحفاظ على علاقة تحقق منفعة مشتركة ومكسب للجانبين.
كما حث الولايات المتحدة أيضا على التكيف مع عالم تغير بالفعل، وقال إن التعاون بين البلدين سيجلب منافع ضخمة للعالم بأكمله.
تأثير عالمي
يرى اليخاندرو سيمونوف، خبير الدراسات الدولية في جامعة لا بلاتا الوطنية الأرجنتينية أن تطور العلاقات بين الصين والولايات المتحدة خلال العقود الماضية أظهر قدرة الجانبين على التخلي عن عقلية "المواجهة الصفرية" التي شهدها تاريخ العلاقات بين القوى العظمى.
وقال سيمونوف إن تطور العلاقات الصينية الأمريكية عملية تدريجية تتميز بتعمق اعتماد الطرفين على بعضهما البعض، مضيفا أن البلدين ستواصلان توسيع نطاق التعاون في المجالين التجاري والاقتصادي.
في الوقت نفسه قال إن تنسيق الطرفين في الشؤون الدولية سيصبح أساسيا للتعامل مع القضايا التي تطرأ من وقت لآخر وتعرقل العلاقات بين البلدين.
أما تشنغ يونغ نيان مدير معهد شرق آسيا في الجامعة الوطنية في سنغافورة فيرى أن أهمية العلاقات بين الصين والولايات المتحدة تجاوزت علاقاتهما الثنائية.
وقال إنه طالما حافظت الصين والولايات المتحدة على علاقات مستقرة تخلو من النزاعات الكبيرة، فإنه يصعب ان تغير بعض النزاعات الاقليمية الأخرى توازن القوى في العالم.
وأضاف أن التفاعلات الصينية الأمريكية في الاستثمار والتجارة وسعر الصرف والشؤون العسكرية والخارجية سيكون لها تأثير ضخم على العالم بأسره، مشيرا إلى أن البلدين في حاجة لبحث كيفية التعامل مع العلاقات بينهما في ضوء الوضع العالمي العام.
وقال تيد كاربنتر الباحث في مجال دراسات الدفاع والسياسة الخارجية في معهد كاتو ومقره واشنطن إن الولايات المتحدة والصين حققتا إنجازات ملحوظة تتميز بنضوج العلاقات الدبلوماسية.
وقال إن التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة والصين كان له "تأثير مفيد وباعث على الاستقرار فيما يتعلق بالعديد من القضايا" من بينها الأزمة النووية في شبه الجزيرة الكورية وايران والأمن العالمي والنمو الاقتصادي العالمي.
وإلا فإن توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين كما قال ستقرع جرس إنذار للاقتصاد العالمي الذي يعاني من الاضطرابات وكذلك النزاعات حول العالم.
ووصف رامش تشوبرا المحلل الاستراتيجي الهندي المخضرم وضابط الجيش المتقاعد زيارة شي للولايات المتحدة بالزيارة "العظيمة"، وقال إن لها تأثيرا شديد الأهمية على العلاقات الصينية الأمريكية والوضع الدولي أيضا.
وقال تشوبرا "من المهم جدا لرئيسي أكبر اقتصادين في العالم الاجتماع وتبادل وجهات النظر والسعي لأرضية مشتركة من أجل مواجهة التحديات الجديدة التي يواجهها العالم".
وقال إن الصين والولايات المتحدة لديهما الكثير من الأمور للنقاش والتعاون في مجالات مثل مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن الاقليمي في منطقة آسيا والمحيط الهاديء وإصلاحات الأمم المتحدة.
