بكين 22 سبتمبر 2015 (شينخوا) لم تتصدر زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للولايات المتحدة عناوين وسائل الإعلام الأمريكية فقط، وإنما أثارت أيضا سعادة مئات الطلاب بإحدى المدارس الثانوية على الساحل الغربي.
ويتوقع أن تستقبل مدرسة لينكولن الثانوية في تاكوما بولاية واشنطن الرئيس الصيني خلال أول زيارة دولة يقوم بها الى الولايات المتحدة. إنها بالفعل الزيارة الثانية-- فقد تجول شي في تاكوما منذ عقدين عندما كان مسؤولا رفيعا بمقاطعة فوجيان.
وتحمل الزيارة المقررة رسالة مهمة للجمهور الأمريكي مضمونها أن الرئيس الصيني يريد تمتين العلاقات ليس فقط مع البيت الأبيض، وإنما أيضا مع الأجيال الأصغر بالولايات المتحدة.
وفي مدينة سياتل، المحطة الأولى في جولته بالولايات المتحدة، سيلتقي شي مع عمالقة التكنولوجيا وكبار شخصيات الأعمال الأمريكان، بما في ذلك المسؤولين التنفيذيين لشركات أبل ومايكروسوفت وبوينغ بحضور فريق كبير من الشركات الصينية اللامعة في عدد واسع من الصناعات.
وتمثل مائدة الأعمال المستديرة، التي ستضم نخبة رجال الأعمال الأمريكيين والصينيين دعما صلبا للرئيس شي في توثيق العلاقات الاقتصادية بين الاقتصادين الأكبر في العالم. وستوفر الفرصة لمنظمي الأعمال من الجانبين للحوار بشكل مباشر مع الرئيس الصيني بشأن قضايا مثل الوصول الى السوق والإصلاحات الاقتصادية.
وقبل أن يتوجه الى العاصمة واشنطن، يظهر جدول أعمال شي بولاية واشنطن تركيزا واضحا على التفاعل مع الشعب الأمريكي. ويتوقع أن يفتن شي، المعروف بحسه العام وأسلوبه البراغماتي في الوطن، الجمهور الأمريكي بسحر وجاذبية غير مسبوقة لزعيم صيني.
وفي الواقع، شي ليس جديدا على الأمريكيين. فقد زار من قبل الولايات المتحدة 6 مرات شخصيا، ربما أكثر من أي من أسلافه. وكانت أول زيارة له قبل 30 عاما في 1985، عندما كان مسؤولا صغيرا يقود وفدا زراعيا من 5 أشخاص الى موسكاتين بولاية إيوا. ويقول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن شي " ليس غريبا على الولايات المتحدة".
وستكون سلسلة الاجتماعات المقبلة مع الشعب الأمريكي رصيدا مهما في دبلوماسية شي مع الولايات المتحدة. ويقف الرئيس الصيني على أتم الاستعداد لإقناع الجمهور الأمريكي بأن الصين صديق وشريك لبلاده.
وسيتم توصيل نفس الرسالة في اجتماع شي مع اوباما بالبيت الأبيض. فعلى الرغم من الاحتكاكات الأخيرة بشأن القضايا الأمنية والسيبرانية، إلا أن الرئيس الصيني سيركز على المصالح المشتركة ودفع بناء نمط جديد من العلاقات بين القوى الكبري مع الولايات المتحدة.