غزة 23 سبتمبر 2015 (شينخوا) لم ينجح الشاب العشريني يحيي الأحول من مدينة غزة بجذب الزبائن إلى محله التجاري من أجل شراء الملابس عشية عيد الأضحى المبارك الذي يصادف يوم غد الخميس رغم حملة التخفيضات الكبيرة التي قام بها .
ولجأ الأحول وهو صاحب محل لبيع الملابس النسائية وسط المدينة إلى وضع لافتة كتب عليها (تخفيض 50 %) لكل قطعة فيه في محاولة لترغيب الزبائن بالشراء منه .
ويقول الأحول لوكالة أنباء ((شينخوا))، ان الحركة الشرائية لهذا العام ضعيفة جدا، وليست كما العام أو العيد السابق رغم أنها كانت ضعيفة أصلا .
ويضيف الأحول الذي اشترى بضائع تركية وصينية من تجار جملة لبيعها في محله، "لدينا بضائع بأشكال وأسعار مختلفة لكافة شرائح المجتمع في قطاع غزة ولكن خاب أملنا في هذا الموسم فالإقبال ضعيف جدا".
ويوضح وهو يشرح قائمة الأسعار "قمنا بعمل تخفيضات وصلت الى نسبة 50 في المائة على ثمن كل قطعة داخل المحل ولكن هذا لم يعجب الناس ويتحججون بارتفاع الأسعار وصعوبة أوضاعهم المادية".
ويعزو الأحول السبب في ضعف الحركة الشرائية لدى الناس إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة نتيجة الحصار المفروض عليه والخروج من حرب شنتها إسرائيل صيف العام الماضي دمرت الكثير من المنازل والمصالح التجارية.
ويطالب الأحول المسؤولين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالعمل من أجل توحيد الجهود وحل مشاكل قطاع غزة التي تعاني منها الناس .
ويمثل شراء ملابس جديدة جزءا من مظاهر الاحتفال بالعيد فيما يحرص المسلمون على ذبح الأضاحي المتمثلة بالماشية اقتداء بفداء نبي الله إسماعيل ابن النبي إبراهيم بالكبش.
ويعاني قطاع غزة من استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي مع الضفة الغربية وتعثر جهود المصالحة وعدم بسط حكومة الوفاق التي تشكلت قبل نحو عام سيطرتها على الأوضاع فيه مع استمرار خلافاتها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع فيه بالقوة بعد جولات اقتتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.
وإلى جانب الحصار شنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير في يوليو وأغسطس من صيف العام الماضي لخمسين يوم متواصلة.
ووصف الهجوم الإسرائيلي الأخير بالأعنف خصوصا لجهة الدمار الهائل الذي خلفه في البنى التحتية للقطاع، إلى جانب تدمير أكثر من 18 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، وأكثر من 30 ألفا بشكل جزئي.
وتتجول الحاجة سورية ادعيبس في سوق شارع عمر المختار المكتظ بالمارة بين محل وآخر من دون أن تشتري حالها كحال أكثر مرتادي السوق.
وتقول ادعيبس ل((شينخوا)) "إن أسعار البضائع مرتفعة جدا ولا تطاق"، مشيرة إلى أنها تأتي إلى السوق منذ ثلاثة أيام في محاولة للعثور على ما تريد بأسعار منخفضة لكنها لم تتمكن من ذلك.
وتضيف ادعيبس وهي لاجئة فلسطينية حضرت إلى قطاع غزة مع عائلتها قبل عامين هربا من الحرب الدائرة هناك، "وضعنا سيء للغاية والأسعار هنا فوق قدرتنا الشرائية ورغم ذلك أحاول ايجاد شئ يفرح به الأولاد في العيد".
وتشير إلى أن العيد يأتي هذا العام ليس كما الأعوام السابقة "في ظل تفشي البطالة والفقر وقلة العمل" .
وتوضح ادعيبس التي ألقت اللوم علي المسؤولين الفلسطينيين بسبب الأوضاع كافة في قطاع غزة "الوضع صعب وهو يتجه من سيء إلى أسوأ من دون أن يلتفت لنا أحد".
ويعاني سكان قطاع غزة من معدلات قياسية من الفقر والبطالة بحسب منظمات دولية جراء فرض إسرائيل حصارا مشددا عليه منذ ثمانية أعوام يتضمن فرض قيود مشددة على حرية الحركة للأشخاص والبضائع.
من جهته يقول الأربعيني إبراهيم بهجت ل((شينخوا)) "ان الحركة في الأسواق ليست الحركة المطلوبة وهي لا تمثل قدوم عيد".
ويضيف بهجت الذي لم يفلح في شراء شىء خلال تجوله بالسوق، أن "الأسعار مرتفعة والعامل العاطل عن عملي مثلي ماذا يفعل ليلبي مطالب عائلته".
ويعزو بهجت الذي كسى الشيب شعره ولحيته ذلك إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة بالإضافة لارتفاع نسبة الفقر والبطالة .
وسبق أن أصدرت الأمم المتحدة تقريرا يحذر من أن قطاع غزة سيصبح مكانا لا يحتمل العيش فيه مع حلول عام 2020 بسبب النقص الحاد في الوظائف ومياه الشرب والمدارس والمستشفيات وتدهور البني التحتية.
وسبق أن رصد البنك الدولي قبل أسابيع وصول نسبة البطالة في صفوف سكان قطاع غزة البالغ عددهم زهاء مليون و800 ألف نسمة إلى 43 في المائة وهي نسبة تعتبر قياسية على مستوى العالم.
ويقول أستاذ علم الاقتصاد في جامعة الأزهر في غزة معين رجب ل((شينخوا))، إن أسواق قطاع غزة تشهد عشية عيد الأضحى حالة كساد شاملة بسبب ضعف القدرة الشرائية للسكان نتيجة تخبطهم بأزمات اقتصادية متتالية، وخروجهم حديثا من موسم بدء المدارس والجامعات.
ويضيف رجب، أن حالة الضعف التجاري تشمل مختلف الأنشطة الاقتصادية من قبل سكان القطاع بما فيها الإقبال على الأضاحي .
ويقدر رجب بأن معدلات البطالة وصلت في قطاع غزة إلى 45 في المائة، فيما معدلات الفقر تجاوزت 50 في المائة من السكان مع اعتماد نحو مليون نسمة منهم من أصل مليون و800 ألف على تلقي المساعدات الخارجية.