تحقيق: بنغازي تستقبل عيد الأضحى بأجواء العوز والحزن والحرب والأمل في الانتصار

21:55:45 23-09-2015 | Arabic. News. Cn

بنغازي 23 سبتمبر 2015 (شينخوا) "بأي حال عدت يا عيد"، تساؤل ردده بحزن المسن الليبي محمد البرغثي، وهو يقف أمام خيمة نصبت في أحد أحياء مدينة بنغازي الليبية لبيع أضاحي عيد الأضحى في أجواء لا تخلو من العوز والحزن وأزيز الرصاص والطائرات وأمل في الانتصار على الإرهاب.

ويصادف يوم غد الخميس الموافق الرابع والعشرين من شهر سبتمبر الجاري أول أيام عيد الأضحى المبارك الذي يحتفل به المسلمون في مختلف بقاع الأرض بعد وقوف حجاج بيت الله الحرام اليوم في جبل عرفات وأداء الركن الأعظم في مناسك الحج.

ويقول البرغثي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "هذا العام في بلدي مليء بالحزن مع اشتداد المعارك التي تخوضها القوات المسلحة الليبية في مدينة بنغازي مع ما تبقى من ميليشيات الفرع الليبي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وآخرين منتمين إلى تنظيم أنصار الشريعة القريب فكريا من تنظيم القاعدة".

ويوضح البرغثي، وهو مسن متقاعد يداعب بأنامله لحيته البيضاء الطويلة أن "أسعار الأضاحي هذا العام تعد في المتناول وليست مرتفعة وهي بنحو 500 دينار ليبي (دولار يعادل 2.65 دينار في السوق الموازية) لكن أزمات الناس خصوصا أولئك النازحين من بيوتهم بسبب الحرب والاشتباكات تحول دون شرائهم للأضحية".

ولم تعط المؤسسات المحلية والدولية باختلافها إحصائية دقيقة لعدد النازحين عن بيوتهم في مدينة بنغازي، لكن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أعلنت في وقت سابق أن نحو 115 ألف أسرة نزحت من مختلف أرجاء البلاد يشكل النازحون من بنغازي ما نسبته 71 في المئة من عددهم الكلي، لافتة إلى أن متوسط عدد الأسر الليبية يبلغ 6 أفراد.

وجابت في عدد كبير من شوارع مدينة بنغازي سيارات تابعة للجيش تحمل أضاحي العيد لأسر العسكريين أو المتطوعين معهم والذين قتلوا خلال معارك الجيش مع الجماعات الإسلامية المتطرفة التي باتت محاصرة في أجزاء صغيرة من المدينة.

ويقول أنيس القطعاني شقيق محمد الذي قتل في معارك الدفاع عن مطار بنينا بنغازي الدولي الذي يقع في المرتفعات الجنوبية الشرقية للمدينة "إنها لفتة كريمة (..) هم بفعلتهم هذه يشعروننا بأن محمدا لايزال بيننا، وتأكيد على أن دماءه لن تذهب هدرا".

ويضيف "أخي انضم للجيش مع قوات الكرامة بعد أن عاثت الجماعات الإرهابية في الأرض فسادا، لقد قتلت ورملت ويتّمت، وكانت ما تزال تريد فعل المزيد، لقد مات شهيدا وأفضى إلى ما قدم، وها أنا ذا أقاتل لدحرهم وإخراجهم من مدينتنا الوادعة التي تحوي الجميع".

وأطلق الجنرال خليفة حفتر في مايو من العام 2014 عملية الكرامة التي قال إنها تهدف لاجتثاث الإرهاب من بلاده، قبل أن يتم تنصيبه قائدا عاما للقوات المسلحة الليبية من قبل البرلمان المعترف به من الأسرة الدولية والذي يدير أعماله من طبرق في شرق البلاد.

فيما يسيطر المؤتمر الوطني العام، وهو البرلمان المنتهية ولايته، والذي أعادت إحياءه مجموعات فجر ليبيا في غرب البلاد، وشكل حكومة موازية على العاصمة طرابلس غير أنهما لم يلقيا أية اعترافات دولية تذكر.

ويناصب المؤتمر الوطني العام والحكومة المنبثقة عنه الجنرال حفتر والبرلمان والحكومة المعترف بهما العداء، ما جعل البلاد تغرق في بحيرة الإرهاب والعنف والتطرف.

وتقود بعثة الأمم المتحدة حوارا بين الأطراف المتخاصمة منذ أكثر من عام، وأعلنت قبل أيام أنها ستنجح في تشكيل حكومة للوفاق الوطني برعاية اممية على أمل إنهاء حالة الانقسام التي تعيشها البلاد.

وأعلن رئيس لجنة الأزمة لمدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية أن أكثر من 1200 عائلة نزحت في مدارس المدينة نتيجة للمعارك الدائرة بين القوات المسلحة والجماعات المتطرفة، لافتا إلى أن هؤلاء النازحين يواجهون ظروفا إنسانية واجتماعية وصحية قاسية.

وقال عبدالنبي الرابحي رئيس هذه اللجنة المكلفة من قبل الحكومة المعترف بها دوليا لتذليل العقبات والأزمات في المدينة المصنفة ب"المنكوبة" لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "أكثر من 1200 عائلة ليبية نزحت من بيوتها جراء المعارك الدائرة في المدينة منذ أكثر من عام".

وتابع "أن هذه العائلات (..) تمر الآن بظروف قاسية أجبرتها أن تتخذ من المدارس إقامة لها، فتجد أسراً بكاملها ترتاد نفس دورات المياه وتعاني الأمرين وتنتظر من يجود عليها ببعض القوت".

ووجه الرابحي حديثه إلى الحكومة قائلا: "الأمر يتطلب التدخل الفوري والعاجل لإخراج هذه الأسر من هذه الفصول أولا لظروفهم القاسية والتي بدأت تظهر على السطح".

وأوضح أن "مشاكل جمة منها حالات طلاق، حيث تشير بيانات صحيحة ودقيقة من المحاكم أنه وفي خلال شهرين فقط سجلت 500 حالة طلاق نتيجة هذه الظروف، إضافة إلى ظهور حالات من الأمراض الجلدية والنفسية والأخطر هو نسيج اجتماعي مهدد بكثير مكن التفكك نتيجة النزوح حتى داخل الأسر نفسها".

ويتمسك الليبي فخري الفرجاني بالأمل في حياة أفضل في المستقبل، قائلا "صحيح أننا نزحنا عن بيوتنا ونستقبل هذا العيد بضنك من العيش جعلنا نوفر ثمن الأضحية لإيجار البيت الذي يؤوينا الآن، لكن لدينا إيمان أن الجيش سينتصر، وأن بلادنا ستنتعش".

وأطلقت القوات المسلحة الليبية قبل يومين عملية عسكرية جديدة أسمتها "الحتف" قال قائدها الفريق أول ركن خليفة حفتر إنها لدك آخر معاقل الإرهاب في المدينة بعد أن أصبحت القوات المسلحة جاهزة لحسم المعركة.

وتحلق لليوم الثالث على التوالي مقاتلات ومروحيات سلاح الجو الليبي مستهدفة مناطق الصابري والليثي وسط المدينة والهواري وسيدي فرج وبوعطني في ضواحي المدينة، حيث تتمركز الجماعات المصنفة محليا ودوليا أنها إرهابية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق: بنغازي تستقبل عيد الأضحى بأجواء العوز والحزن والحرب والأمل في الانتصار

新华社 | 2015-09-23 21:55:45

بنغازي 23 سبتمبر 2015 (شينخوا) "بأي حال عدت يا عيد"، تساؤل ردده بحزن المسن الليبي محمد البرغثي، وهو يقف أمام خيمة نصبت في أحد أحياء مدينة بنغازي الليبية لبيع أضاحي عيد الأضحى في أجواء لا تخلو من العوز والحزن وأزيز الرصاص والطائرات وأمل في الانتصار على الإرهاب.

ويصادف يوم غد الخميس الموافق الرابع والعشرين من شهر سبتمبر الجاري أول أيام عيد الأضحى المبارك الذي يحتفل به المسلمون في مختلف بقاع الأرض بعد وقوف حجاج بيت الله الحرام اليوم في جبل عرفات وأداء الركن الأعظم في مناسك الحج.

ويقول البرغثي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "هذا العام في بلدي مليء بالحزن مع اشتداد المعارك التي تخوضها القوات المسلحة الليبية في مدينة بنغازي مع ما تبقى من ميليشيات الفرع الليبي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وآخرين منتمين إلى تنظيم أنصار الشريعة القريب فكريا من تنظيم القاعدة".

ويوضح البرغثي، وهو مسن متقاعد يداعب بأنامله لحيته البيضاء الطويلة أن "أسعار الأضاحي هذا العام تعد في المتناول وليست مرتفعة وهي بنحو 500 دينار ليبي (دولار يعادل 2.65 دينار في السوق الموازية) لكن أزمات الناس خصوصا أولئك النازحين من بيوتهم بسبب الحرب والاشتباكات تحول دون شرائهم للأضحية".

ولم تعط المؤسسات المحلية والدولية باختلافها إحصائية دقيقة لعدد النازحين عن بيوتهم في مدينة بنغازي، لكن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أعلنت في وقت سابق أن نحو 115 ألف أسرة نزحت من مختلف أرجاء البلاد يشكل النازحون من بنغازي ما نسبته 71 في المئة من عددهم الكلي، لافتة إلى أن متوسط عدد الأسر الليبية يبلغ 6 أفراد.

وجابت في عدد كبير من شوارع مدينة بنغازي سيارات تابعة للجيش تحمل أضاحي العيد لأسر العسكريين أو المتطوعين معهم والذين قتلوا خلال معارك الجيش مع الجماعات الإسلامية المتطرفة التي باتت محاصرة في أجزاء صغيرة من المدينة.

ويقول أنيس القطعاني شقيق محمد الذي قتل في معارك الدفاع عن مطار بنينا بنغازي الدولي الذي يقع في المرتفعات الجنوبية الشرقية للمدينة "إنها لفتة كريمة (..) هم بفعلتهم هذه يشعروننا بأن محمدا لايزال بيننا، وتأكيد على أن دماءه لن تذهب هدرا".

ويضيف "أخي انضم للجيش مع قوات الكرامة بعد أن عاثت الجماعات الإرهابية في الأرض فسادا، لقد قتلت ورملت ويتّمت، وكانت ما تزال تريد فعل المزيد، لقد مات شهيدا وأفضى إلى ما قدم، وها أنا ذا أقاتل لدحرهم وإخراجهم من مدينتنا الوادعة التي تحوي الجميع".

وأطلق الجنرال خليفة حفتر في مايو من العام 2014 عملية الكرامة التي قال إنها تهدف لاجتثاث الإرهاب من بلاده، قبل أن يتم تنصيبه قائدا عاما للقوات المسلحة الليبية من قبل البرلمان المعترف به من الأسرة الدولية والذي يدير أعماله من طبرق في شرق البلاد.

فيما يسيطر المؤتمر الوطني العام، وهو البرلمان المنتهية ولايته، والذي أعادت إحياءه مجموعات فجر ليبيا في غرب البلاد، وشكل حكومة موازية على العاصمة طرابلس غير أنهما لم يلقيا أية اعترافات دولية تذكر.

ويناصب المؤتمر الوطني العام والحكومة المنبثقة عنه الجنرال حفتر والبرلمان والحكومة المعترف بهما العداء، ما جعل البلاد تغرق في بحيرة الإرهاب والعنف والتطرف.

وتقود بعثة الأمم المتحدة حوارا بين الأطراف المتخاصمة منذ أكثر من عام، وأعلنت قبل أيام أنها ستنجح في تشكيل حكومة للوفاق الوطني برعاية اممية على أمل إنهاء حالة الانقسام التي تعيشها البلاد.

وأعلن رئيس لجنة الأزمة لمدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية أن أكثر من 1200 عائلة نزحت في مدارس المدينة نتيجة للمعارك الدائرة بين القوات المسلحة والجماعات المتطرفة، لافتا إلى أن هؤلاء النازحين يواجهون ظروفا إنسانية واجتماعية وصحية قاسية.

وقال عبدالنبي الرابحي رئيس هذه اللجنة المكلفة من قبل الحكومة المعترف بها دوليا لتذليل العقبات والأزمات في المدينة المصنفة ب"المنكوبة" لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "أكثر من 1200 عائلة ليبية نزحت من بيوتها جراء المعارك الدائرة في المدينة منذ أكثر من عام".

وتابع "أن هذه العائلات (..) تمر الآن بظروف قاسية أجبرتها أن تتخذ من المدارس إقامة لها، فتجد أسراً بكاملها ترتاد نفس دورات المياه وتعاني الأمرين وتنتظر من يجود عليها ببعض القوت".

ووجه الرابحي حديثه إلى الحكومة قائلا: "الأمر يتطلب التدخل الفوري والعاجل لإخراج هذه الأسر من هذه الفصول أولا لظروفهم القاسية والتي بدأت تظهر على السطح".

وأوضح أن "مشاكل جمة منها حالات طلاق، حيث تشير بيانات صحيحة ودقيقة من المحاكم أنه وفي خلال شهرين فقط سجلت 500 حالة طلاق نتيجة هذه الظروف، إضافة إلى ظهور حالات من الأمراض الجلدية والنفسية والأخطر هو نسيج اجتماعي مهدد بكثير مكن التفكك نتيجة النزوح حتى داخل الأسر نفسها".

ويتمسك الليبي فخري الفرجاني بالأمل في حياة أفضل في المستقبل، قائلا "صحيح أننا نزحنا عن بيوتنا ونستقبل هذا العيد بضنك من العيش جعلنا نوفر ثمن الأضحية لإيجار البيت الذي يؤوينا الآن، لكن لدينا إيمان أن الجيش سينتصر، وأن بلادنا ستنتعش".

وأطلقت القوات المسلحة الليبية قبل يومين عملية عسكرية جديدة أسمتها "الحتف" قال قائدها الفريق أول ركن خليفة حفتر إنها لدك آخر معاقل الإرهاب في المدينة بعد أن أصبحت القوات المسلحة جاهزة لحسم المعركة.

وتحلق لليوم الثالث على التوالي مقاتلات ومروحيات سلاح الجو الليبي مستهدفة مناطق الصابري والليثي وسط المدينة والهواري وسيدي فرج وبوعطني في ضواحي المدينة، حيث تتمركز الجماعات المصنفة محليا ودوليا أنها إرهابية.

الصور

010020070790000000000000011101451346530771