تقرير إخباري: الرئيس الصيني يتحدث عن الدول النامية في الأمم المتحدة ويطرح منظور جديد للتنمية والعلاقات الدولية

22:17:20 29-09-2015 | Arabic. News. Cn

الأمم المتحدة 29 سبتمبر 2015 (شينخوا) حظي الرئيس الصيني شي جين بينغ بالاشادة في مقر الأمم المتحدة حيث دعا لحماية مصالح الدول النامية في العالم، وتعهد بتوفير الموارد المالية والبشرية لدعم الدول الفقيرة والتنمية الدولية.

وقال شي خلال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين "صوت الصين في الأمم المتحدة سيكون دوما للدول النامية".

وتعهد بأن "تدعم الصين التمثيل والكلمة الكبر للدول النامية خاصة الدول الأفريقية في نظام الحكم العالمي".

وبصفته زعيما لثاني أكبر اقتصاد في العالم حقق انجازات اقتصادية ملحوظة خلال الثلاثة عقود الماضية، أعرب شي أيضا عن عزم الصين المساهمة في التنمية الدولية.

وقال "نحن على استعداد لمشاركة تجربتنا وفرصنا في التنمية مع الدول الأخرى، ورحب بانضمام تلك الدول لقطار التنمية السريع في الصين من أجل تحقيق تنمية مشتركة للجميع".

وقوبلت تصريحات الرئيس شي بإشادة وترحيب حار مرارا وتكرارا من الحضور في القاعة الضخمة التي عقدت فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وصل الرئيس إلى نيويورك يوم السبت لحضور سلسلة من القمم بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس الأمم المتحدة. وقام بأول زيارة رسمية للأمم المتحدة خلال الفترة ما بين 22 و25 سبتمبر الجاري، زار خلالها مدينة سياتل على الساحل الغربي للولايات المتحدة والعاصمة واشنطن.

وغادر شي الولايات المتحدة يوم الاثنين بعد الكلمة التي ألقاها في قمة التنمية المستدامة للأمم المتحدة ومائدة مستديرة رفيعة المستوى للتعاون بين الجنوب والجنوب واجتماع زعماء العالم حول المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والنقاش العام وقمة حفظ السلام خلال إقامته في نيويورك التي استمرت 3 أيام. كما التقى أيضا مع زعماء دول أخرى خلال تلك الفترة.

وأبهرت تصريحاته حول التنمية والعلاقات الدولية لما بعد عام 2015 الحضور بشدة خلال الكلمات التي ألقاها على مدار الأيام الثلاثة الماضية.

وفيما يتعلق بالتنمية دعا شي لمسار تنموي قائم على المساواة والانفتاح والشمولية والإبداع، وشدد على أنه لا يجب ترك أية دولة تتخلف عن مسار التنمية.

وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية اقترح شي بناء نمط جديد من العلاقات الدولية يتميز بالتعاون المثمر للجميع وخلق مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

وقال "لابد أن تتبع الدول الكبرى مبادئ عدم النزاع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون المثمر للجميع في التعامل مع علاقاتها".

وشدد الرئيس على أن "الدول الكبرى لابد أن تعامل الدول الصغرى على قدم المساواة وأن تنتهج منهجا صحيحا للعدالة والمصالح القائمة على العدالة قبل المصلحة".

وأضاف "بغض النظر عن كيفية تطور الساحة الدولية ومدى القوة التي يمكن أن تصبح عليها، لن تسعى الصين أبدا للهيمنة والتوسع على حساب الآخرين أو ممارسة النفوذ على الآخرين".

إسهامات الصين:

تعهد الرئيس شي باستمرار دعم الصين في مجالات مختلفة تتراوح من السلام العالمي إلى تنمية التعاون بين الجنوب والجنوب وحقوق المرأة.

وخلال جلسة النقاش العام يوم الاثنين أعلن شي أن الصين ستقوم بإنشاء صندوق سلام ونمو مدته عشرة أعوام بقيمة مليار دولار أمريكي بالتعاون مع الأمم المتحدة لدعم عمل الأمم المتحدة، وأنها ستقوم بإنشاء فرقة شرطة دائمة لحفظ السلام وبناء قوة تأهب لحفظ السلام قوامها 8 آلاف جندي.

في الوقت نفسه ستقوم الصين بتوفير 100 مليون دولار أمريكي كمساعدات عسكرية مجانية للاتحاد الأفريقي خلال الخمسة أعوام القادم لدعم قوة التأهب الأفريقية والقدرات الأفريقية للاستجابة الفورية للأزمات.

وخلال قمة الأمم المتحدة لحفظ السلام يوم الاثنين قال شي إن الصين ستساعد في تدريب 2000 من قوات حفظ السلام للدول الأخرى خلال الأعوام الخمسة المقبلة وإطلاق 10 برامج للمساعدة في التخلص من الألغام.

لكن ذلك لم يكن كل ما تعهدت به الصين خلال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

في يوم السبت وخلال قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، قال شي إن الصين ستقوم بإنشاء صندوق بمساهمة مبدئية قيمتها 2 مليار دولار أمريكي لدعم التعاون بين الجنوب والجنوب ومساعدة الدول النامية في تطبيق أجندة التنمية لما بعد عام 2015 التي تم تبنيها خلال القمة.

وقال شي إن الصين ستبذل ما في وسعها لزيادة استثماراتها في الدول الأقل تطورا إلى 12 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.

إضافة إلى ذلك ستقوم الصين بإلغاء ديون القروض الحكومية المعفية من سعر الفائدة التي يجب سدادها قبل نهاية عام 2015 للدول الأقل تطورا والدول النامية التي لا تطل على مسطحات مائية والدول الجزر الصغيرة النامية.

وأشار الرئيس إلى أن الصين ستولي دوما اهتماما كبيرا لمصالح الدول النامية خاصة الدول الأفريقية.

كما شارك شي أيضا يوم السبت في رئاسة مائدة مستديرة رفيعة المستوى للتعاون بين الجنوب والجنوب مع بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة. وطرح شي مبادرة "الستة مئات" التي ستوفرها الصين للدول النامية الأخرى خلال الأعوام الخمسة القادمة وهي 100 برنامج لمكافحة الفقر و100 مشروع للتعاون الزراعي و100 برنامج لتعزيز التجارة والمساعدات و100 برنامج لحماية البيئة ومكافحة التغير المناخي و100 مستشفى وعيادة و100 مدرسة ومركز للتدريب الحرفي.

وخلال نفس الفترة ستقوم بكين بتوفير 120 ألف فرصة و150 ألف منحة دراسية لمواطنين من دول نامية أخرى لتلقي تعليم وتدريب في الصين والمساعدة في رعاية 500 ألف تقني محترف لبقية الدول النامية.

إضافة إلى ذلك قال الرئيس الصيني إن بلده ستقوم بإنشاء أكاديمية للتعاون والتنمية بين الجنوب والجنوب وتوفير 2 مليون دولار أمريكي مساعدات نقدية لمنظمة الصحة العالمية.

أما بالنسبة للدول الأفريقية قال شي يوم الأحد خلال لقاء ارنست باي كورما رئيس سييراليون على هامش الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة إن الصين ستقوم بصياغة خطة لمساعدة سييراليون وبلدين آخرين اجتاحهم فيروس ايبولا في إعادة البناء اقتصاديا واجتماعيا وتحقيق تعاون متبادل النفع.

وقال شي إن العلاقات بين الصين وسييراليون هي شهادة حقيقية لعبارة "الصديق وقت الضيق".

وفي اجتماع زعماء العالم حول المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة قال شي إن الصين ستقوم خلال الأعوام الخمسة القادم بمساعدة الدول النامية الأخرى في بناء 100 "مشروع صحي للمرأة والطفل" وإرسال فرق خبراء طبيين لتوفير خدمات وتطبيق 100 "مشروع حرم مدرسي" من أجل تمويل التحاق الفتيات الفقيرات بالمدارس وزيادة معدل التحاق الفتيات بالمدارس.

وقال شي إن الصين ستسضيف 30 ألف امرأة من دول نامية للمشاركة في برامج تدريب في الصين وتوفير 100 ألف فرصة تدريب مهارات في مجتمعات محلية في دول نامية أخرى.

وأعلن شي أن الصين ستتبرع بـ10 مليون دولار أمريكي لصندوق الأمم المتحدة للمرأة من أجل تطبيق إعلان بكين ومجال عمله وتحقيق الأهداف ذات الصلة في أجندة التنمية لما بعد عام 2015.

رؤية شي للتنمية:

طرح شي رؤيته لأجندة التنمية لما بعد عام 2015، ودعا لمسار تنمية قائم على المساواة والانفتاح والشمولية والإبداع.

وقال شي للحضور خلال قمة التنمية المستدامة يوم السبت "نحتاج لضمان وجود تنمية على قدم المساواة للجميع"

ودعا لتحسين الحكم الاقتصادي العالمي وزيادة تمثيل وصوت الدول النامية ومنح جميع الدول حقا متساويا للمشاركة في صنع الحكم الدولي.

وقال شي "نحتاج لضمان تنمية منفتحة من أجل تحقيق منفعة لجميع الأطراف" وأشار إلى أن جميع الدول لابد أن تلتزم بالنظام التجاري متعدد الأطراف وبناء اقتصاد منفتح ومشاركة الفوائد عن طريق التشاور المشترك والتعاون المشترك.

وطالب الرئيس بالحفاظ على التنمية "الشاملة" من أجل توفير أرضية أكثر رسوخا للتنمية، وشدد على الحاجة للالتزام بالمساواة والعدالة الاجتماعية وتحقيق تعايش سلمي بين الانسان والمجتمع وبين الانسان والطبيعة.

وقال شي "نحتاج أيضا للحفاظ على التنمية التي يدفعها الإبداع من أجل الاستفادة بشكل كامل من إمكانيات التنمية".

وقال إن جميع الدول لابد أن تعتبر الإصلاح والإبداع وسيلتين للاستفادة من إمكانيات التنمية لديها وبناء محركات أقوى للنمو وتحقيق القدرة التنافسية التي لم تمتلكها من قبل.

ومن أجل تطبيق أجندة التنمية لما بعد عام 2015 بشكل ملائم طرح شي اقتراحا من أربعة نقاط للمجتمع الدولي: بناء قدرات التنمية وتحسين البيئة الدولية للتنمية وتحديث الشراكة من أجل التنمية وتعزيز آليات التنسيق من أجل التنمية.

وأشار الرئيس إلى أن "المجتمع الدولي يتحمل واجبا لمساعدة الدول النامية في بناء القدرات وتوفير الدعم والمساعدة لكل دولة وفقا لاحتياجاتها الفعلية".

مجتمع المستقبل المشترك:

خلال كلمة استغرقت 20 دقيقة في النقاش العام يوم الاثنين، تحدث شي عن كيفية تحسين السلام العالمي والتنمية في القرن الحادي والعشرين نظرا لأن أهداف السلام والتنمية والمساواة والعدالة والديمقراطية والحرية "أبعد ما يكون عن التحقيق".

وقال شي للحضور "لابد أن نجدد التزامنا بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبناء نوع جديد من العلاقات الدولية يتميز بالتعاون متبادل النفع وخلق مجتمع المستقبل المشترك للبشرية".

وطرح الرئيس شي اقتراح من خمسة نقاط حول كيفية تحقيق هدف تأسيس نوع جديد من العلاقات الدولية.

أولا, حث شي المجتمع الدولي على بناء شراكة تتعامل فى فيها الدول مع بعضها البعض على قدم المساواة وتشترك في مشاورات ثنائية وتظهر التفاهم المتبادل.

وذكر شي "يجب علينا ان نصيغ شراكة عالمية على المستويين الدولي والاقليمي ونتبنى نهجا جديدا في العلاقات بين الدول يمثل في الحوار بدلا من المواجهات ويسعى للشراكة بدلا من التحالفات."

ثانيا, حذر شي من عقلية الحرب الباردة وحث على بناء بنية أمنية بمساهمة ومشاركة الدول على اساس الإنصاف والعدالة.

وقال الرئيس "يجب علينا ان تعزيز رؤية جديدة للامن المشترك والشامل والتعاونى والمستدام, ونفسح المجال امام الدور المركزي للأمم المتحدة ومجلس الامن في انهاء الحرب وحفظ السلام."

ثالثا, دعا شي الى افاق منفتحة وابداعية وشاملة للتنمية تعود بالنفع على الجميع.

رابعا, حث شي على زيادة التبادلات بين الحضارات لدعم التناغم والشمولية واحترام الاختلاف.

وذكر شي "يتعين على الحضارات المختلفة اجراء حوار وتبادلات بدلا من محاولة اقصاء او استبدال بعضها البعض. يجب ان نحترم جميع الحضارات وان نعامل بعضنا البعض على قدم المساواة."

واخيرا, اقترح شي بناء نظاما بيئيا يضع الطبيعة والتنمية الخضراء اولا, متوقعا من جميع الاعضاء في المجتمع الدولي العمل سويا تجاة حضارة بيئية عالمية.

وخامسا، اقترح شي بناء نظام بيئي يضع الطبيعة الأم والتنمية الخضراء في المقام الأول ويتوقع من جميع أعضاء المجتمع الدولي التعاون من أجل بناء بيئة عالمية سليمة.

وقال شي "ستتحمل الصين نصيبها من المسؤولية وستواصل القيام بدورها في هذا الجهد المشترك".

وأضاف الرئيس "سنحث الدول المتقدمة أيضا على الالتزام بمسؤولياتها التاريخية والوفاء بالتزامات خفض انبعاثات الاحتباس الحراري ومساعدة الدول النامية على التعامل مع التغير المناخي ومكافحته".

 

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تقرير إخباري: الرئيس الصيني يتحدث عن الدول النامية في الأمم المتحدة ويطرح منظور جديد للتنمية والعلاقات الدولية

新华社 | 2015-09-29 22:17:20

الأمم المتحدة 29 سبتمبر 2015 (شينخوا) حظي الرئيس الصيني شي جين بينغ بالاشادة في مقر الأمم المتحدة حيث دعا لحماية مصالح الدول النامية في العالم، وتعهد بتوفير الموارد المالية والبشرية لدعم الدول الفقيرة والتنمية الدولية.

وقال شي خلال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين "صوت الصين في الأمم المتحدة سيكون دوما للدول النامية".

وتعهد بأن "تدعم الصين التمثيل والكلمة الكبر للدول النامية خاصة الدول الأفريقية في نظام الحكم العالمي".

وبصفته زعيما لثاني أكبر اقتصاد في العالم حقق انجازات اقتصادية ملحوظة خلال الثلاثة عقود الماضية، أعرب شي أيضا عن عزم الصين المساهمة في التنمية الدولية.

وقال "نحن على استعداد لمشاركة تجربتنا وفرصنا في التنمية مع الدول الأخرى، ورحب بانضمام تلك الدول لقطار التنمية السريع في الصين من أجل تحقيق تنمية مشتركة للجميع".

وقوبلت تصريحات الرئيس شي بإشادة وترحيب حار مرارا وتكرارا من الحضور في القاعة الضخمة التي عقدت فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وصل الرئيس إلى نيويورك يوم السبت لحضور سلسلة من القمم بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس الأمم المتحدة. وقام بأول زيارة رسمية للأمم المتحدة خلال الفترة ما بين 22 و25 سبتمبر الجاري، زار خلالها مدينة سياتل على الساحل الغربي للولايات المتحدة والعاصمة واشنطن.

وغادر شي الولايات المتحدة يوم الاثنين بعد الكلمة التي ألقاها في قمة التنمية المستدامة للأمم المتحدة ومائدة مستديرة رفيعة المستوى للتعاون بين الجنوب والجنوب واجتماع زعماء العالم حول المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والنقاش العام وقمة حفظ السلام خلال إقامته في نيويورك التي استمرت 3 أيام. كما التقى أيضا مع زعماء دول أخرى خلال تلك الفترة.

وأبهرت تصريحاته حول التنمية والعلاقات الدولية لما بعد عام 2015 الحضور بشدة خلال الكلمات التي ألقاها على مدار الأيام الثلاثة الماضية.

وفيما يتعلق بالتنمية دعا شي لمسار تنموي قائم على المساواة والانفتاح والشمولية والإبداع، وشدد على أنه لا يجب ترك أية دولة تتخلف عن مسار التنمية.

وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية اقترح شي بناء نمط جديد من العلاقات الدولية يتميز بالتعاون المثمر للجميع وخلق مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

وقال "لابد أن تتبع الدول الكبرى مبادئ عدم النزاع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون المثمر للجميع في التعامل مع علاقاتها".

وشدد الرئيس على أن "الدول الكبرى لابد أن تعامل الدول الصغرى على قدم المساواة وأن تنتهج منهجا صحيحا للعدالة والمصالح القائمة على العدالة قبل المصلحة".

وأضاف "بغض النظر عن كيفية تطور الساحة الدولية ومدى القوة التي يمكن أن تصبح عليها، لن تسعى الصين أبدا للهيمنة والتوسع على حساب الآخرين أو ممارسة النفوذ على الآخرين".

إسهامات الصين:

تعهد الرئيس شي باستمرار دعم الصين في مجالات مختلفة تتراوح من السلام العالمي إلى تنمية التعاون بين الجنوب والجنوب وحقوق المرأة.

وخلال جلسة النقاش العام يوم الاثنين أعلن شي أن الصين ستقوم بإنشاء صندوق سلام ونمو مدته عشرة أعوام بقيمة مليار دولار أمريكي بالتعاون مع الأمم المتحدة لدعم عمل الأمم المتحدة، وأنها ستقوم بإنشاء فرقة شرطة دائمة لحفظ السلام وبناء قوة تأهب لحفظ السلام قوامها 8 آلاف جندي.

في الوقت نفسه ستقوم الصين بتوفير 100 مليون دولار أمريكي كمساعدات عسكرية مجانية للاتحاد الأفريقي خلال الخمسة أعوام القادم لدعم قوة التأهب الأفريقية والقدرات الأفريقية للاستجابة الفورية للأزمات.

وخلال قمة الأمم المتحدة لحفظ السلام يوم الاثنين قال شي إن الصين ستساعد في تدريب 2000 من قوات حفظ السلام للدول الأخرى خلال الأعوام الخمسة المقبلة وإطلاق 10 برامج للمساعدة في التخلص من الألغام.

لكن ذلك لم يكن كل ما تعهدت به الصين خلال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

في يوم السبت وخلال قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، قال شي إن الصين ستقوم بإنشاء صندوق بمساهمة مبدئية قيمتها 2 مليار دولار أمريكي لدعم التعاون بين الجنوب والجنوب ومساعدة الدول النامية في تطبيق أجندة التنمية لما بعد عام 2015 التي تم تبنيها خلال القمة.

وقال شي إن الصين ستبذل ما في وسعها لزيادة استثماراتها في الدول الأقل تطورا إلى 12 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.

إضافة إلى ذلك ستقوم الصين بإلغاء ديون القروض الحكومية المعفية من سعر الفائدة التي يجب سدادها قبل نهاية عام 2015 للدول الأقل تطورا والدول النامية التي لا تطل على مسطحات مائية والدول الجزر الصغيرة النامية.

وأشار الرئيس إلى أن الصين ستولي دوما اهتماما كبيرا لمصالح الدول النامية خاصة الدول الأفريقية.

كما شارك شي أيضا يوم السبت في رئاسة مائدة مستديرة رفيعة المستوى للتعاون بين الجنوب والجنوب مع بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة. وطرح شي مبادرة "الستة مئات" التي ستوفرها الصين للدول النامية الأخرى خلال الأعوام الخمسة القادمة وهي 100 برنامج لمكافحة الفقر و100 مشروع للتعاون الزراعي و100 برنامج لتعزيز التجارة والمساعدات و100 برنامج لحماية البيئة ومكافحة التغير المناخي و100 مستشفى وعيادة و100 مدرسة ومركز للتدريب الحرفي.

وخلال نفس الفترة ستقوم بكين بتوفير 120 ألف فرصة و150 ألف منحة دراسية لمواطنين من دول نامية أخرى لتلقي تعليم وتدريب في الصين والمساعدة في رعاية 500 ألف تقني محترف لبقية الدول النامية.

إضافة إلى ذلك قال الرئيس الصيني إن بلده ستقوم بإنشاء أكاديمية للتعاون والتنمية بين الجنوب والجنوب وتوفير 2 مليون دولار أمريكي مساعدات نقدية لمنظمة الصحة العالمية.

أما بالنسبة للدول الأفريقية قال شي يوم الأحد خلال لقاء ارنست باي كورما رئيس سييراليون على هامش الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة إن الصين ستقوم بصياغة خطة لمساعدة سييراليون وبلدين آخرين اجتاحهم فيروس ايبولا في إعادة البناء اقتصاديا واجتماعيا وتحقيق تعاون متبادل النفع.

وقال شي إن العلاقات بين الصين وسييراليون هي شهادة حقيقية لعبارة "الصديق وقت الضيق".

وفي اجتماع زعماء العالم حول المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة قال شي إن الصين ستقوم خلال الأعوام الخمسة القادم بمساعدة الدول النامية الأخرى في بناء 100 "مشروع صحي للمرأة والطفل" وإرسال فرق خبراء طبيين لتوفير خدمات وتطبيق 100 "مشروع حرم مدرسي" من أجل تمويل التحاق الفتيات الفقيرات بالمدارس وزيادة معدل التحاق الفتيات بالمدارس.

وقال شي إن الصين ستسضيف 30 ألف امرأة من دول نامية للمشاركة في برامج تدريب في الصين وتوفير 100 ألف فرصة تدريب مهارات في مجتمعات محلية في دول نامية أخرى.

وأعلن شي أن الصين ستتبرع بـ10 مليون دولار أمريكي لصندوق الأمم المتحدة للمرأة من أجل تطبيق إعلان بكين ومجال عمله وتحقيق الأهداف ذات الصلة في أجندة التنمية لما بعد عام 2015.

رؤية شي للتنمية:

طرح شي رؤيته لأجندة التنمية لما بعد عام 2015، ودعا لمسار تنمية قائم على المساواة والانفتاح والشمولية والإبداع.

وقال شي للحضور خلال قمة التنمية المستدامة يوم السبت "نحتاج لضمان وجود تنمية على قدم المساواة للجميع"

ودعا لتحسين الحكم الاقتصادي العالمي وزيادة تمثيل وصوت الدول النامية ومنح جميع الدول حقا متساويا للمشاركة في صنع الحكم الدولي.

وقال شي "نحتاج لضمان تنمية منفتحة من أجل تحقيق منفعة لجميع الأطراف" وأشار إلى أن جميع الدول لابد أن تلتزم بالنظام التجاري متعدد الأطراف وبناء اقتصاد منفتح ومشاركة الفوائد عن طريق التشاور المشترك والتعاون المشترك.

وطالب الرئيس بالحفاظ على التنمية "الشاملة" من أجل توفير أرضية أكثر رسوخا للتنمية، وشدد على الحاجة للالتزام بالمساواة والعدالة الاجتماعية وتحقيق تعايش سلمي بين الانسان والمجتمع وبين الانسان والطبيعة.

وقال شي "نحتاج أيضا للحفاظ على التنمية التي يدفعها الإبداع من أجل الاستفادة بشكل كامل من إمكانيات التنمية".

وقال إن جميع الدول لابد أن تعتبر الإصلاح والإبداع وسيلتين للاستفادة من إمكانيات التنمية لديها وبناء محركات أقوى للنمو وتحقيق القدرة التنافسية التي لم تمتلكها من قبل.

ومن أجل تطبيق أجندة التنمية لما بعد عام 2015 بشكل ملائم طرح شي اقتراحا من أربعة نقاط للمجتمع الدولي: بناء قدرات التنمية وتحسين البيئة الدولية للتنمية وتحديث الشراكة من أجل التنمية وتعزيز آليات التنسيق من أجل التنمية.

وأشار الرئيس إلى أن "المجتمع الدولي يتحمل واجبا لمساعدة الدول النامية في بناء القدرات وتوفير الدعم والمساعدة لكل دولة وفقا لاحتياجاتها الفعلية".

مجتمع المستقبل المشترك:

خلال كلمة استغرقت 20 دقيقة في النقاش العام يوم الاثنين، تحدث شي عن كيفية تحسين السلام العالمي والتنمية في القرن الحادي والعشرين نظرا لأن أهداف السلام والتنمية والمساواة والعدالة والديمقراطية والحرية "أبعد ما يكون عن التحقيق".

وقال شي للحضور "لابد أن نجدد التزامنا بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبناء نوع جديد من العلاقات الدولية يتميز بالتعاون متبادل النفع وخلق مجتمع المستقبل المشترك للبشرية".

وطرح الرئيس شي اقتراح من خمسة نقاط حول كيفية تحقيق هدف تأسيس نوع جديد من العلاقات الدولية.

أولا, حث شي المجتمع الدولي على بناء شراكة تتعامل فى فيها الدول مع بعضها البعض على قدم المساواة وتشترك في مشاورات ثنائية وتظهر التفاهم المتبادل.

وذكر شي "يجب علينا ان نصيغ شراكة عالمية على المستويين الدولي والاقليمي ونتبنى نهجا جديدا في العلاقات بين الدول يمثل في الحوار بدلا من المواجهات ويسعى للشراكة بدلا من التحالفات."

ثانيا, حذر شي من عقلية الحرب الباردة وحث على بناء بنية أمنية بمساهمة ومشاركة الدول على اساس الإنصاف والعدالة.

وقال الرئيس "يجب علينا ان تعزيز رؤية جديدة للامن المشترك والشامل والتعاونى والمستدام, ونفسح المجال امام الدور المركزي للأمم المتحدة ومجلس الامن في انهاء الحرب وحفظ السلام."

ثالثا, دعا شي الى افاق منفتحة وابداعية وشاملة للتنمية تعود بالنفع على الجميع.

رابعا, حث شي على زيادة التبادلات بين الحضارات لدعم التناغم والشمولية واحترام الاختلاف.

وذكر شي "يتعين على الحضارات المختلفة اجراء حوار وتبادلات بدلا من محاولة اقصاء او استبدال بعضها البعض. يجب ان نحترم جميع الحضارات وان نعامل بعضنا البعض على قدم المساواة."

واخيرا, اقترح شي بناء نظاما بيئيا يضع الطبيعة والتنمية الخضراء اولا, متوقعا من جميع الاعضاء في المجتمع الدولي العمل سويا تجاة حضارة بيئية عالمية.

وخامسا، اقترح شي بناء نظام بيئي يضع الطبيعة الأم والتنمية الخضراء في المقام الأول ويتوقع من جميع أعضاء المجتمع الدولي التعاون من أجل بناء بيئة عالمية سليمة.

وقال شي "ستتحمل الصين نصيبها من المسؤولية وستواصل القيام بدورها في هذا الجهد المشترك".

وأضاف الرئيس "سنحث الدول المتقدمة أيضا على الالتزام بمسؤولياتها التاريخية والوفاء بالتزامات خفض انبعاثات الاحتباس الحراري ومساعدة الدول النامية على التعامل مع التغير المناخي ومكافحته".

 

الصور

010020070790000000000000011101441346726191