الأمم المتحدة 30 سبتمبر 2015 (شينخوا) عاد الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الصين أمس الثلاثاء, تاركا خلفه أثرا عميقا لأول ظهور له في الأمم المتحدة في مناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس الأمم المتحدة.
ويظهر حضور شي التاريخي في الأمم المتحدة, بسلسلة من الاقتراحات والمبادرات ,أن الصين, كدولة مسؤولة كبيرة تقوم بدورمتزايد أهمية في العالم.
أولا, ان وجهة نظر الصين بشأن النظام الدولي ضخت حياة جديدة في تنمية العلاقات الدولية.
وقد دعا شي في التجمع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الإثنين إلى نمط جديد للعلاقات الدولية يتسم بالتعاون الرمبح للجميع وتحدث عن وجهات نظره بشأن كيفية بناء مجتمع بمستقبل مشترك للبشرية.
واقترح شي خلال شرح الرؤية المتعلقة ببناء نمط جديد للعلاقات الدولية أن يبني المجتمع الدولي شراكة تعامل فيها الدول بعضها بعضا على قدم المساواة وتشارك فى مشاورات متساوية وتظهر تفاهما مشتركا.
وحث الرئيس الصيني على بناء هندسة أمنية تتسم بالعدل والانصاف تساهم فيها كل الدول وتشارك فيها ودعا ايضا الى نظرة لمستقبل منفتح وابتكارى وشامل للتنمية يفيد الجميع الى جانب زيادة التبادلات الحضارية لتعزيز التناغم والشمول واحترام الاختلافات.
واعلن شي قرارا بإنشاء صندوق قيمته مليار دولار للصين والأمم المتحدة لدعم عمل الامم المتحدة ودفع التعاون متعدد الاطراف وزيادة الإسهام في السلام والتنمية العالميين.
وتمثل كلمات شي تجديد وتطوير وجهة نظر الصين بشأن النظام الدولي ,وهى تحتضن مبادئ ميثاق الامم المتحدة وتحمله وتقدم مفهوما جديدا وتفتح آفاقا جديدة لتطور العلاقات الدولية.
ثانيا, عكس خطاب شي ومبادراته في الأمم المتحدة إسهام الصين المتزايد في السلام والتنمية في العالم.
فقد شرح شي موقف الصين ومبادئها بالنسبة لقضايا متعلقة بالسلام العالمي وقدم اقتراحات مهمة حول دعم مهمام الأمم المتحدة لحفظ السلام وأعلن سلسلة من المبادرات العملية ,خلال كلمته فى قمة حفظ السلام.
وقال شي إن الصين ستشارك في نظام الأمم المتحدة الجديد لإعداد القدرات لحفظ السلام وستقدم الصين 100 مليون دولار امريكي كمساعدة عسكرية مجانية للاتحاد الافريقي خلال الأعوام الخمسة القادمة لدعم تأسيس القوة الافريقية الجاهزة والقدرة الافريقية على الرد الفوري على الأزمات.
وبالإضافة إلى هذا ترأس شي خلال الأيام الماضية اجتماع القادة العالميين بشأن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة واجتماع المائدة المستديرة رفيع المستوى حول التعاون بين بلدان الجنوب الذى استضافته الصين والأمم المتحدة. وعقد المؤتمران عقب التصديق على أجندة التنمية بما بعد 2015, وهو برنامج لجهود التنمية المستدامة العالمية خلال الـ15 عاما القادمة بوقت قصير.
ويبين ماقام به شى اصرار الصين على المشاركة في المجتمع الدولي في جهود تحويل خطة تنمية 2015 إلى واقع. فالصين مستعدة لدفع الدول الغنية الى الالتزام بتعهداتها لمساعدة الدول الفقيرة ومساعدة الدول النامية الأخرى فى إطار التعاون بين دول الجنوب.
كما قام شى بشرح تفصيلى لاقتراحاته حول دعم حقوق المرأة في العالم وأكد مرة أخرى بذل الصين أقصى جهدها لمحاربة التغير المناخي.
واشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون بدور الصين القيادي واسهامها البارز في تعزيز السلام والتنمية العالميين وايجاد حلول مناسبة للقضايا الاقليمية والدولية, قائلا ان الصين "شريك لاغنى عنه لأجندة التنمية للأمم المتحدة."
في الوقت الحاضر, وصلت دبلوماسية الصين إلى نقطة بداية تاريخية جديدة. وباعتبارها أكبر دولة نامية في العالم وواحدة من الدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولى , لم تكن الصين مشاركة بشكل كامل في الشؤون الدولية كما هو الحال الآن أو أنها تحملت مثل هذه المسؤوليات الهامة لحماية السلام العالمي والتنمية مثل اليوم.
في الحقيقة, لا تستطيع الصين أن تحقق تنميتها من دون العالم ولا يستطيع العالم ام يتمتع بالتقدم من دون الصين.