بكين 30 سبتمبر 2015 (شينخوا) صرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي بأن أول زيارة يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ للولايات المتحدة رسمت مسار تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين البلدين، وسيكون لها أثرا عميقا في مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
وجاءت الزيارة التاريخية التي استغرقت أربعة أيام وبدأت يوم 22 سبتمبر الجاري في عام يوافق الذكرى السبعين للانتصار في الحرب العالمية على الفاشية وتأسيس الأمم المتحدة.
وأضاف وانغ أن الزيارة كتبت فصلا جديدا في تطور العلاقات الصينية الأمريكية وبدأت مرحلة جديدة للدبلوماسية الصينية.
وقال إن في ظل الوضع الدولي الراهن أصبحت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة ذات أهمية دولية واستراتيجية أكبر، وأشار إلى أن جولة شي في الولايات المتحدة ضخت طاقة جديدة في تطور العلاقات الثنائية ورفعت التعاون بين البلدين لمرحلة جديدة.
وخلال الزيارة شدد شي على أن بناء نمط جديد من العلاقات بين الدول العظمى لابد أن يكون الهدف طويل المدى للصين والولايات المتحدة.
ووفقا لنتائج زيارة شي اتفق الجانبان "على مواصلة جهود بناء نمط جديد من علاقات الدول العظمى بين الصين والولايات المتحدة بناء على الاحترام المتبادل والتعاون النافع للجانبين".
وذكرت قائمة تضم 49 عنصرا أن "الجانبين اتفقا على أن باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن وبلدين لهما أهمية دولية، لابد أن تظل الصين والولايات المتحدة ملتزمتين بالحفاظ على العلاقات قوية بين الصين والولايات المتحدة من أجل المساهمة في السلام والاستقرار والرخاء في المنطقة والعالم"
وقال وانغ إن تلك النتيجة تؤكد على الأهمية المستقبلية والاستراتيجية للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة في سياق دولي متغير ومعقد.
ودعا شي البلدين أيضا للحفاظ على تبادلات رفيعة المستوى وتوسيع نطاق التعاون العملي وإجراء تبادلات شعبية أوثق وتعميق الحوار والتعاون في شؤون آسيا والمحيط الهادئ من أجل التعاون في مواجهة التحديات الاقليمية والدولية.
وقال الوزير إن لذلك يعلق المجتمع الدولي آمالا وتوقعات جديدة على مستقبل العلاقات بين الصين والولايات المتحدة.
وقال وانغ إن بعد زيارة شي ستقوم الصين والولايات المتحدة بتعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة.
وبمجرد وصوله إلى واشنطن عقد شي اجتماع غير رسمي استمر 3 ساعات مع نظيره الأمريكي باراك أوباما.
وقام الرئيسان بجولة سير أثناء الليل في بنسلفانيا افينو وصولا إلى بلير هاوس، مقر الضياف الرسمي للرئيس الأمريكي وهو ما أعاد للأذهان نفس جولة السيرة التي قام بها الرئيسان في مجمع تشونغنانهاي في بكين في نوفمبر عام 2014 عندما قام أوباما بزيارة رسمية للصين.
وشدد الرئيس شي على تعزيز العلاقات الثنائية، ووصف اجتماع القمة الذي جمعه مع أوباما "بالمثمر والبناء" خلال مؤتمر صحفي عقد بعد المحادثات الرسمية بينهما في البيت الأبيض.
وخلال المحادثات تحدث شي عن رؤية الصين للتنمية السلمية والنظام العالمي وشرح موقف بلده من القضايا المتعلقة بالسيادة ووحدة الأراضي.
وقال "لابد أن يتخلى الشعب عن المفاهيم القديمة مثل، أنت تخسر وأنا أفوز، أو كل شيء لطرف مقابل لا شيء للطرف الآخر، وتأسيس مفهوم جديد للتنمية السلمية والتعاون متبادل النفع".
وأشار إلى أن التنمية القوية للصين والولايات المتحدة تحفز تنمية بعضهما البعض والعالم بأكمله، وقال إن المصالح المشتركة للبلدين تتجاوز بكثير الخلافات بينهما.
وقال شي "آمل أن تبذل الصين والولايات المتحدة من منطلق المصالح الأساسية للشعبين والشعوب حول العالم جهودا ملموسة من أجل بناء نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى".
وأعرب أوباما عن تقديره لالتزام الصين بالتعاون مع الولايات المتحدة، وقال إن هذا لن يفيد البلدين فقط وانما أيضا العالم بأسره.
وأكد على سياسة "صين واحدة"، وقال إن وجود صين مستقرة ومزدهرة وسلمية سيساعدها في لعب دور بناء في الشؤون الدولية.
وتبادل الرئيسان وجهات النظر التفصيلية حول السياسات المحلية والخارجية والعلاقات الثنائية والشؤون الدولية والاقليمية، واتفقا على قراءة النوايا الاستراتيجية لبعضهما البعض بشكل صحيح وتعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة وتجنب سوء التفاهم الاستراتيجي وسوء الظن.
وقال وانغ إن اتفاق الجانبين على تفاعلات قوية في بعض القضايا الساخنة مثل الأمن الالكتروني وقضية بحر الصين الجنوبي يؤكد أنهما قادرين تماما على تحويل الخلافات إلى تعاون.
وأشار الوزير إلى أن زيارة شي ستقوم بإرساء أساس قوي للتنمية طويلة المدى للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة وخلق المزيد من الفرص لتحقيق أهداف التنمية الخاصة بالصين وضرب مثال يحتذى به في بناء نموذج جديد من العلاقات الدولية.
