رام الله أول أكتوبر 2015 (شينخوا) حذرت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية اليوم (الخميس) مما وصفته "بالتحريض" الإسرائيلي ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد خطابه أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقالت الوزارة في بيان لها، إن التصريحات الإسرائيلية التي صدرت تعقيبا على خطاب عباس "تعبر بشكل لا يقبل التأويل عن جملة أحكام مسبقة، وقوالب جاهزة لدى زعماء اليمين، واليمين المتطرف في إسرائيل ضد القيادة الفلسطينية، وبرنامجها السياسي القائم على التمسك بحقوق شعبنا وإقامة دولته المستقلة، عن طريق الحل التفاوضي والسلمي للصراع".
وأضافت أن "الحقائق التي أوضحها عباس في خطابه دفعت رموز التطرف الحاكم في إسرائيل، وعلى رأسها (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، إلى كيل الاتهامات، والتحريض الكاذب والمضلل في محاولة منقوصة وبائسة لإخفاء الحقائق التي تتمحور حول إفشال الحكومة الإسرائيلية لجميع فرص المفاوضات والسلام ، وتنكرها للاتفاقيات الموقعة".
وحملت الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن نتائج وتداعيات هذا الهجوم المدروس والمبيت ضد الرئيس عباس".
وطالبت الخارجية الفلسطينية في بيانها كافة الدول والأمم المتحدة "بالتعامل بمنتهى الجدية مع هذه التصريحات التحريضية، وتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، وفي المقدمة منها توفير الحماية الدولية له".
وكان عباس أعلن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء، أن الجانب الفلسطيني لا يمكنه الاستمرار في الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، وأن على إسرائيل تحمل مسؤولياتها كافة كسلطة احتلال.
وقال عباس بهذا الصدد "نعلن أنه ما دامت إسرائيل مصرة على عدم الالتزام بالاتفاقيات الموقعة معنا، والتي تحولنا إلى سلطة شكلية بدون سلطات حقيقية، وطالما أن إسرائيل ترفض وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى وفق الاتفاقات معها، فإنها لا تترك لنا خيارا سوى التأكيد على أننا لن نبقى الوحيدين ملتزمين في تنفيذ تلك الاتفاقيات، بينما تستمر إسرائيل في خرقها".
وأضاف "نعلن أنه لا يمكننا الاستمرار في الالتزام بهذه الاتفاقيات، وعلى إسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها كافة كسلطة احتلال، لأن الوضع القائم لا يمكن استمراره، وقرارات المجلس المركزي الفلسطيني في شهر مارس الماضي محددة وملزمة".
وأعلن نتنياهو المتواجد حاليا في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد خطاب عباس، بحسب ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية، عن استعداده للعودة إلى المفاوضات السلمية من دون شروط مسبقة.
وقال نتنياهو، إن عدم استجابة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لهذه الدعوة "تثبت أنه ليس معنيا بالتوصل إلى تسوية سياسية".
بدوره أكد مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد الذي يرافق نتنياهو، على ضرورة التعامل بمنتهى الجدية مع "التهديدات" التي أطلقها عباس أنه بصدد الغاء الاتفاقات مع إسرائيل.
وقال غولد وفق ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية، انه "يجب إعداد العدة بسبب هذه التهديدات، إلا أن إسرائيل تفضل طريق التفاوض".
وأضاف أن عباس "يحرض الفلسطينيين خلال الأسابيع الأخيرة بصورة ممنهجة، ويتهم إسرائيل بالسعي إلى تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، الأمر الذي لا يمت إلى الواقع بصلة".
ووصف مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية خطاب عباس "بالعنصري"، معتبرا أنه "يجب شجب اللغة التي يستخدمها والتحريض الذي ينتهجه بشدة".
وتوقفت مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل نهاية مارس من العام الماضي بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون التوصل لأي تقدم يفضي لإنهاء الصراع الممتد منذ عدة عقود.
وقرر المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في الخامس من شهر مارس الماضي وقف التنسيق الأمني بكافة أشكاله مع إسرائيل والعمل بالاتفاقيات الموقعة معها دون تنفيذ ذلك حتى الآن.





