لندن أول أكتوبر 2015 (شينخوا) أشاد مشرعون بريطانيون بالمبادرات الكبرى التي أعلنها الرئيس الصيني شي جين بينغ في الأمم المتحدة، قائلين إنها تبرهن على عزم الصين تقديم إسهامات للقضايا العالمية.
ومعلقا على مبادرة"المئات الست"التي قدمها شي وبرنامج مساعدات من أجل الأمم المتحدة، صرح العضو البرلماني ريتشارد غراهام لوكالة أنباء ((شينخوا)) "وبهذا تمضى الصين بخطوات واسعة نحو الساحة العالمية... إنها طريقتها الجديدة في إبراز تأثيرها وإسهاماتها في القضايا العالمية".
وتغطي مبادرة "المئات الست", التي أعلنت في اجتماع طاولة مستديرة لبلدان الجنوب استضافه شي, الحد من الفقر، والزراعة، والتجارة، والبيئة، والصحة، والتعليم.
وقال شي في خطاب إن الصين ستقدم للدول النامية على مدار السنوات الخمس المقبلة 100 برنامج للحد من الفقر، و100 مشروع للتعاون الزراعي، و100 برنامج لتعزيز التجارة، و100 برنامج بشأن حماية البيئة وتغير المناخ، و100 مستشفى وعيادة، فضلا عن 100 مدرسة ومركز تدريب مهني.
وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ذكر شي أن الصين ستقوم بإنشاء صندوق صيني-أممي للسلام والتنمية برأس مال قدره مليار دولار أمريكي لدعم عمل الأمم المتحدة، ودفع التعاون متعدد الأطراف، وتقديم المزيد من الإسهامات للسلام والتنمية في العالم.
كما قوبلت مبادرات شي بإشادة من اللورد ديفيد ألتون، وهو عضو بمجلس اللورادات وعضو برلماني سابق.
وذكر ألتون أن "المبادرات التي أعلنها شي في الأمم المتحدة تمثل تطورا إيجابيا جدا وستكون موضع ترحيب كبير".
وكانت بعض مبادرات شي في الأمم المتحدة بمثابة مفاجأة للمعلقين في وسائل الإعلام ولاسيما قرار الصين إقامة قوة احتياطية لحفظ السلام قوامها 8 آلاف جندي وأيضا تقديم مساعدات عسكرية مجانية قيمتها 100 مليون دولار للاتحاد الأفريقي خلال السنوات الخمس المقبلة لدعم إقامة القوة الاحتياطية الأفريقية والقدرة الأفريقية من أجل الاستجابة الفورية للأزمة.
وقال شي في المناقشة العامة للدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين "نظرا لكون 800 مليون شخص تقريبا مازالوا يعيشون في فقر مدقع، و6 ملايين طفل تقريبا يموتون دون سن الخامسة و60 مليون غير قادرين على الالتحاق بالمدرسة، لابد من تحويل أجندة التنمية الجديدة إلى عمل".
وأضاف شي "دعونا نقيم شراكة جديدة تقوم على الكسب المتكافئ للبشرية جمعاء. دعوا الرخاء والنزاهة والعدالة تنتشر في بقاع العالم".
ويتولى غراهام منصب رئيس مجموعة عموم الأحزاب البرلمانية المعنية بالصين في بريطانيا والتي تأسست في عام 1997 لتوسيع إسهامات البرلمان لعلاقات بريطانيا مع الصين.
وعاد غراهام مؤخرا إلى بريطانيا بعدما ترأس وفدا من أعضاء البرلمان من حزبي المحافظين والعمال لزيارة ثلاث مدن صينية.
وأشار إلى أن "الصين تشهد تغيرا هائلا. فعندما زرت هونغ كونغ أول مرة في عام 1980، لم تكن الصين تؤثرا كثيرا في العالم. ورغم كونها عضوا بمجلس الأمن الدولي وبها أكبر تعداد سكاني في العالم، إلا أنها لم تكن تسهم سوى باثنين في المائة من النمو العالمي".
وتابع غراهام قائلا "واليوم، تمثل الصين 15 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للعالم وتستثمر حوالي 10 مليارات جنيه (15.1 مليار دولار) سنويا في المملكة المتحدة. ويدرس حوالي 140 ألف طالب صيني هنا فيما جاء منها مليون سائح تقريبا هذا العام".
وذكر أن "الصين مهمة لفرص العمل، وأنشطة الأعمال ، واحتياجاتنا من الطاقة. وباعتباري البرلماني الوحيد الذي يتحدث الصينية، فإنني أود من زملائى أن يشهدوا ما يحدث هناك ولماذا تعد الصين دولة مهمة. وكيف يمكننا على وجه الخصوص جذب المزيد من الاستثمارات الصينية إلى بنيتنا التحتية. وقد حصلنا بالفعل على استثمارات أكبر منها مقارنة بسائر أنحاء أوروبا مجتمعة".