بكين 3 أكتوبر 2015 (شينخوا) شهدت العاصمة الصينية بكين انخفاضا في مستوى الضباب الدخاني السام خلال السنة الجارية، فالسماء الزرقاء والسحب البيضاء تدفع المحليين إلى التقاط الصور للمناظر التي يخافون أن تتلاشى بسرعة.
هبت الرياح القوية فأزالت الضباب الدخاني، وهذا يشير لإمكانية الاستفادة منها لتوليد طاقة كهربائية نظيفة من أجل تبديل وتقليل استخدام الوقود الأحفوري.
ويُعتبر استخدام الوقود الأحفوري سبباً رئيسياً لظهور الضباب الدخاني، إذ كشف بحث أجرته الأكاديمية الصينية للعلوم أن الوقود الأحفوري يحتل حوالي 70 بالمئة من حجم الملوثات التي تسبب الارتفاع العالي لنسبة جسيمات بي إم 2.5 (جسيمات دقيقة قطرها أقل أو تساوي 2.5 ميكرون) في الهواء.
وتشكل جسيمات بي إم 2.5 في الهواء تهديداً للصحة، إذ أن عدد حالات الإصابة بسرطان الرئة في الصين تضاعف مرتين في العقود الثلاثة الماضية.
وأوضح الدكتور تشونغ نان شان، العالم في الأكاديمية الصينية للهندسة والبطل الوطني في معركة مكافحة وباء السارس في عام 2003، قائلاً إن ارتفاع عدد حالات الإصابة بسرطان الرئة قد تتعلق بازدياد أيام الضباب الدخاني، نظراً لانخفاض عدد المدخنين في الصين في نفس الفترة.
وتُعد طاقة الرياح طاقة نظيفة وقابلة للتجديد، بيد أن استعمالها بشكل واسع بدأ في القرن الماضي فقط. وكان إنشاء ثلاثة توربينات رياح دنماركية الصنع مع قدرة مركبة 55 كيلوواطاً في مدينة رونغتشنغ في مقاطعة شاندونغ عام 1986 قد فتح عصراً جديداً لتوليد الكهرباء بقوة الرياح في الصين، لكن التقدم في العقدين المتتاليين كان بطيئاً.
وفي الألفية الجديدة، تسارع تطور طاقة الرياح بسرعة مدهشة، ففي الفترة ما بين عامي 2006 و2010، تضاعف عدد توربينات الرياح كل سنة تقريباً. وأشارت بيانات صادرة عن الجمعية الصينية لطاقة الرياح إلى أن البلاد تصدرت العالم من حيث عدد التوربينات المثبتة في عام 2009، وفي العام التالي، احتلت الصين المرتبة الأولى في القدرة المركبة الإجمالية لطاقة الرياح إذ حافظت على هذه المرتبة حتى الآن.
وحتى نهاية عام 2014، ثبتت الصين 76241 توربينة رياح تبلغ قدرتها الإجمالية 114.61 غيغاواط.
وأنشأت الصين مولدات جديدة تعمل بطاقة الرياح بلغت قدرتها 23.2 غيغاواط في عام 2014، ما احتل حوالي 45 بالمئة من الإجمال العالمي في نفس العام. وتبلغ قدرة الطاقة الرياح المثبتة في الصين 114.61 غيغاواط، تليها الولايات المتحدة بـ65.88 غيغاواط وألمانيا بـ39.17 غيغاواط ثم إسبانيا بـ22.99 غيغاواط والهند بـ22.47 غيغاواط.
ومن المحتمل أن تلعب طاقة الرياح دوراً أكبر كمصدر بديل لتوليد الكهرباء، كما تُعتبر مصدرا رئيسيا في مساهمة الصين تجاه تغير المناخي العالمي، إذ أن طاقة الرياح لا ينبعث منها غازات دفيئة.
وتعهدت الحكومة المركزية في الخطة الوطنية للإجراءات الإستراتيجية لتنمية الطاقة الذاتية (2014 - 2020) التي صدرت في يونيو 2014، تعهدت برفع نسبة الكهرباء المولدة من الطاقات غير الأحفورية في إجمالي استهلاك الطاقة الأولية من أقل من 11.4 بالمئة إلى 15 بالمئة قبل حلول عام 2020، وإلى 20 بالمئة قبل حلول عام 2030، كما سيتم رفع نسبة كهرباء الرياح من 2.78 بالمئة في نهاية عام 2014 إلى 5 بالمئة قبل حلول عام 2020.
وفي السنة الماضية، عندما خيم الضباب الدخاني الثقيل على بكين، ألقى بعض الناس باللوم على توربينات الرياح المتعددة القائمة في المناطق الشمالية لمدينة بكين بعرقلة الرياح، غير أن الخبراء أثبتوا أن تثبيت المزيد من توربينات الرياح في السنة الجارية لا يعرقل الرياح القوية.
وإذا هبت الرياح وأزالت الضباب الدخاني، فإن الهواء الوسخ مع درجة عالية لجسيمات بي إم 2.5 لا يتلاشي بل يتحرك إلى أماكن أخرى . لذلك، تُعتبر طاقة الرياح طريقة أساسية لتنظيف الهواء عبر تقليل انبعاث الملوثات.
على كل حال، ما زال الوقت مبكر للقول إن المعركة ضد تلوث الهواء ناجحة. فلا نستطيع أن نضمن أن تكون الرياح قوية في السنة المقبلة. ما يستطيع أن نفعله هو الاهتمام بتطوير كهرباء الرياح، وفقط بهذه الطريقة يمكننا أن نحصل على فرصة أكبر لمشاهدة السماء الزرقاء والسحب البيضاء في المستقبل.
لتبقوا على اطلاع على آخر أخبار الصين تابعونا على:
@XHNews on Twitter at http://www.twitter.com/XHNews and Xinhua News Agency on Facebook at http://www.facebook.com/XinhuaNewsAgency