واشنطن 3 أكتوبر 2015 (شينخوا) قال ستابلتون روي السفير الأمريكي السابق لدى الصين مؤخرا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن القمة التي تم عقدها في الآونة الأخيرة بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي باراك أوباما كانت "مثمرة للغاية" وخلقت "مجالات كثيرة" للتعاون.
وعلق روي وهو باحث بارز ومدير مؤسس فخري لمعهد كيسينجر للدراسات الصينية والأمريكية في مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين على الاجتماعات التي تم عقدها في البيت الأبيض يوم 25 سبتمبر بين قائدي البلدين خلال أول زيارة رسمية يقوم بها شي إلى البلاد قائلا "إنهما عقدا بالفعل اجتماعات مثمرة للغاية."
وقال روي الذي ولد في نانجينغ بالصين عام 1935 وشغل منصب السفير الأمريكي لدى الصين منذ عام 1991 وحتى عام 1995 إن القمة التي تم عقدها بين شي وأوباما ناقشت "نطاقا كاملا من القضايا" بدءا من التغير المناخي وحتى أفغانستان والحفاظ على المحيط.
وأضاف المسؤول "إذا لم تتابع علاقات الولايات المتحدة والصين بشكل وثيق فإنه سيتم إبعادك عن عدد من المجالات التي نتعاون فيها مع الصين."
وأشار روي إلى أن القمة أثمرت عن "تقدم" في قضية السرقة الإلكترونية للملكية الفكرية أكثر قضية مثيرة للخلاف حيث اتفق الزعيمان على أن هذا السلوك جريمة وستسعى حكومتا البلدين إلى مكافحتها.
واتفق الزعيمان على تأسيس آلية حوار رفيعة المستوى حول الأمن الفضائي في أول اجتماع سيتم عقده في نهاية هذا العام. وسيتم الحوار مرتين في العام فيما بعد.
وقال روي "إننا اتفقنا على تأسيس فريق عمل كبير للتعامل مع معايير الفضاء الالكتروني للتعامل مع قضايا الجرائم الإلكترونية. وكانت هذه خطوة مهمة للتقدم."
وفي موضوع ساخن آخر حول بحر الصين الجنوبي, أشاد روي بالتزام الصين بعدم عسكرة جزر نانشا وهي ضمن الأراضي الصينية منذ زمن بعيد وحيث تقوم الصين بأنشطة لإعادة استصلاح الأراضي.
وأضاف روي أن "الرئيس الصيني قال لأول مرة إن الصين ليس لديها نية لعسكرة جزر نانشا. لهذا هذا تطور مهم."
واستطرد روي قائلا إن الشركات الأمريكية "تقدر الكلمات" التي ألقاها شي في خطبته على مأدبة ترحيب يوم 22 سبتمبر في سياتيل بولاية واشنطن حول أن الصين ستستكمل سياسة الإصلاح والانفتاح الخاصة بها وأنه سيتم تقديم معاملة عادلة للشركات الأجنبية التي تستثمر في الصين.
وذكر روي أيضا أن القائدين تواصلا إلى "اتفاقيات طويلة" حول التعامل مع التغير المناخي من أجل بناء التقدم التاريخي الذي حققاه في قمتهم التي عقدوها في بكين في شهر نوفمبر الماضي. وتعهد الجانبان بالعمل معا من أجل ضمان نجاح مؤتمر التغير المناخي التابع للأمم المتحدة والذي سيتم عقده في باريس في شهر ديسمبر.
وأضاف روي خلال التحذير من النتائج سريعة لأنه "لن يتم بناء روما في يوم," أنه "يبدو لي أن هذه القمة أثمرت عن الكثير من المجالات التي يمكن أن نعمل فيها."
وقال روي على سبيل المثال إن الأمن الالكتروني قضية معقدة للغاية, حيث أن القانون الذي تم تأسيسه للتعامل مع الأنشطة غير الالكترونية من الصعب أن يتم تطبيقه على الفضاء الالكتروني بسبب الصعوبات. وبما أن القطاعات الحكومية وغير الحكومية تشترك في الأنشطة الالكترونية فإنه من الصعب أن ترسم خط بينهما.
وأضاف روي "أنني اعتقد أن هدف الحكومتين هو توسيع المجالات التي نتفق فيها وإدارة المجالات التي نختلف فيها. حيث أنك تنظر على نتائج القمة, هذا ما وصلنا له بالفعل."
وقال خبير الشؤون الصينية المخضرم إن حملة الانتخابات الحالية في الولايات لن تعقد العلاقات الثنائية أو تؤثر عليها كثيرا, حيث أظهر التاريخ أن مرشحي الرئاسة في الولايات المتحدة يتخذون مواقف صارمة بشأن الصين خلال الحملة وغالبا لا ينفذوا هذه السياسات بمجرد انتخابهم.
وأضاف الخبير "ليست مصادفة أن أربعة رؤساء جمهوريين وإثنين ديمقراطيين خلال الـ40 عاما السابقة خلصوا إلى أن محاولة تمديد التعاون مع الصين يعود بالنفع على المصالح الوطنية الأمريكية".