البقاع ،شرق لبنان 5 أكتوبر 2015 (شينخوا) مع انطلاق العام الدراسي في لبنان ، أمضت النازحة السورية من ادلب سليمى العزي ساعات طوال باحثة عن ثياب مدرسية تناسب ميزانيتها في سوق شعبي في منطقة البقاع اللبناني يتعاطى بيع الثياب المستعملة البخسة الثمن.
وتقول العزي لوكالة انباء ((شينخوا)) انها تحار في كيفية تأمين الحاجيات المدرسية المتعددة لثلاثة من أولادها في ظل الفقر والعوز خاصة وان دخلها الشهري من العمل كخادمة في المنازل لايتجاوز 200 دولار أمريكي في حين ان ايجار الغرفة التي تؤويها وعائلتها يبلغ 130 دولارا.
وتضيف العزي التي فقدت زوجها "اننا في ضيق كبير فالمدرسة ضرورة لأولادي ولكن تأمين لقمة العيش يبقى في المقدمة ولا حلول وسطية الفقر يفرض علينا التقشف في كل شيء".
وفي السوق الشعبي الصغير ذاته تجولت النازحة من حلب عليا ابو دهيني وابنها الصغير محاولة العثور على سروال وسترة صوفية مناسبة لطقس الشتاء الذي ينكد برده وصقيعه عيش النازحين.
وتقول "مع حاجيات المدارس كبرت فاتورة المصاريف التي نعجز عن تسديد أقلها في ظل الظروف الحرجة التي نعيش".
وتوضح سوزان الحريقي النازحة من ريف دمشق أن الحد الأدنى لتكاليف التلميذ السوري مع انطلاق العام الدراسي يتراوح بين 50 و100 دولار.
وتشير الى أن "متوسط معدل افراد العائلة السورية هو 4 أطفال مايعني ان الكلفة بالنسبة للنازحين تفوق قدراتهم بأضعاف ولذلك اختارت الكثير من العائلات النازحة حرمان اطفالها من متابعة الدراسة وسط الظروف الصعبة التي تطوق مجتمع النازحين من كل ناحية".
وفي هذا الصدد يقول النازح من ادلب محمد العلي ان "وقود التدفئة وربطة الخبز وعلبة حليب للأطفال تأتي في أولوية الاحتياجات."
ويحار العلي في أمره مع انطلاق العام الدراسي ويضيف "لدي 4 اطفال في سن الدراسة ولكنني غير قادر على توفير مصاريف الدراسة من نقل وزي مدرسي وألبسة وأحذية اضافة الى متطلبات اعجز عن تلبيتها."
ويوضح "قررت تسجيل صغير الأولاد في المدرسة والثلاثة الباقين سوف يعملون للمساعدة في تأمين حاجياتنا خاصة وان الأمم المتحدة حجبت المساعدات عن عائلتي بحجة نقص الميزانية."
بدوره يشرح النازح عامر الحسيني "المدارس الرسمية في لبنان فتحت ابوابها مجانا للطلاب السوريين مع مساعدات بينها الكتب والقرطاسية مايعني تأمين نصف كلفة العام الدراسي ولكن الفقر والعوز يجعلنا غير قادرين على تامين باقي المصاريف."
من جهة ثانية تلفت النازحة السورية ناهدة السمرا المدرسة في مدرسة خاصة لبنانية الى مشكلة نفسية تعيق اكمال الطلاب السوريين دراستهم في لبنان وهي أن الطالب السوري يشعر بالغربة في المدرسة اللبنانية كما يشعر بالضعف والفقر والعجز مع زملائه اللبنانيين مايدفعه لترك الدراسة.
وتوضح أن هذه الاعتبارات النفسية اضافة الى الأسباب الاقتصادية وبينها تكلفة نقل التلامذة من مكان اقامتهم الى المدارس تقف حجر عثرة أمام متابعة عدد كبير من الطلاب النازحين لدراستهم.
وتشير احصاءات وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان الى وجود حوالي 400 الف طالب بين النازحين السوريين تستوعب المدارس الرسمية من بينهم حوالي 200 ألف في حين تقوم جهات ترعى مدارس اسلامية باستيعاب حوالي 15 ألف طالب.
وكانت الوزارة قد اطلقت في 15 سبتمبر الماضي حملة "العودة إلى المدرسة" للطلاب من النازحين السوريين وذلك بدعم مالي بلغ 94 مليون دولار أمريكي من خلال صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وجهات مانحة دولية.
يذكر ان لبنان كان طالب مرارا المجتمع الدولي بمساعدته على مواجهة أعباء النزوح السوري الكثيف الذي تواجه البلاد بسببه ضغوطا كبيرة اجتماعية وأقتصادية وأمنية وصحية وتربوية وخدماتية.