تقرير اخباري: السودان يطلق السبت حوارا وطنيا بالخرطوم وسط مواقف سياسية متباينة

22:40:34 09-10-2015 | Arabic. News. Cn

الخرطوم 9 اكتوبر 2015 (شينخوا) يبدأ السودان السبت بالعاصمة الخرطوم حوارا وطنيا لمناقشة قضايا رئيسية في البلاد في مسعى للاتفاق على مصالحه الاستراتيجية، وسط تباين مواقف القوى السياسية من المشاركة في المبادرة التي دعا اليها الرئيس عمر البشير.

وتنطلق جلسات الحوار الوطني السوداني السبت بمشاركة رؤساء دول مجاورة، تأكد منها حتى الآن مشاركة الرئيس التشادي ادريس ديبي.

كما سيشارك ممثلون للاتحاد الافريقي والجامعة العربية.

ومن المنتظر ان يلقى الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار.

ويناقش مؤتمر الحوار في جلسات ست قضايا رئيسية في البلاد، هي السلام، الهوية، الحقوق الحريات، الاقتصاد، العلاقات الخارجية، الحكم والادارة، حسب الآلية التنسيقية العليا للحوار الوطني.

وتقول اللجنة القائمة على تنظيم مؤتمر الحوار إن الغرض منه "الاتفاق على مصالح السودان الاستراتيجية العليا وكيفية حكمه ومنع الوصول للسلطة عن طريق السلاح".

وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد اطلق في يناير من العام 2014 دعوة للاحزاب المعارضة والحركات المسلحة للدخول في حوار سوداني- سوداني لمعالجة قضايا البلاد.

وفي وقتها وجدت تلك الدعوة قبولا نسبيا من قبل القوى السياسية السودانية، لكن تمسك الحزب الحاكم الذي يتزعمه البشير بقيام الانتخابات العامة في موعدها في ابريل الماضي رغم مطالبات بتأجيلها، ادى الى تعثر عملية الحوار بعد انسحاب بعض قوى المعارضة الفاعلة، احتجاجا على الخطوة.

ومع اكتمال الاستعدادات لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني، تباينت مواقف القوى السياسية السودانية من المشاركة في الحوار، اذ اعلنت احزاب معارضة رئيسية رفضها المشاركة لاسباب مختلفة.

فيما اعلن متحالفون مع حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) وقوى معارضة اخرى، في مقدمتها حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي المشاركة في الحوار.

وقد دفع هذا الامر الحزب الحاكم الى دعوة الرافضين للحوار الى العدول عن موقفهم.

وقال نائب رئيس الحزب الحاكم ابراهيم محمود حامد في تصريحات صحفية إن "حزب المؤتمر الوطني كما الشعب السوداني يريد ان يكون هناك امن واستقرار وسلام، لا نريد ان نتفاوض كما يتفاوض البعض الآن في دول الجوار، يتفاوضون بعد ان قضى القتال على الاخضر واليابس".

وطالب حامد مجددا القوى السياسية الرافضة للحوار بالعدول عن موقفها، محملا اياها مسؤولية استمرار "معاناة الشعب السوداني".

لكن دعوات الحزب الحاكم لم تجد حتى الآن اي استجابة لدى قوى المعارضة الرئيسية، اذ جدد حزب الامة بقيادة الصادق المهدي في مؤتمر صحفى مساء الخميس رفضه للحوار.

كما قطع الحزب الاتحادي بعدم مشاركة زعيمه محمد عثمان الميرغني في جلسات الحوار.

وقال فضل الله برمة ناصر نائب رئيس حزب الامة القومي لوكالة انباء ((شينخوا)) اليوم (الجمعة) "إن حزب الامة يرفض المشاركة في مؤتمر الحوار".

ويعزو الحزب المعارض عدم مشاركته الى عدم "توفر اجواء ايجابية للحوار، وانه لا يستوفي متطلبات استحقاق الحوار الجاد"، حسب ناصر.

كما يعد عدم الاستجابة لمطالباتهم سببا لرفض المشاركة.

وقال ناصر في هذا الصدد "طالبنا باتاحة الحريات ووقف العدائيات واطلاق سراح المعتقلين والغاء القوانين المقيدة للحريات العامة، كل ذلك لم يحدث، والنتيجة اننا لن نشارك".

وبجانب هذين الحزبين، ترفض قوى الاجماع الوطني، وهو تحالف يضم احزاب معارضة ومنظمات مجتمع مدني المشاركة في الحوار، حسب قيادي به.

وقال محمد ضياء القيادى بحزب البعث العربي الاشتراكي، احد احزاب التحالف ل(شينخوا) "لقد اكد حزب البعث وتحالف قوى الاجماع الوطني عدم المشاركة في الحوار لانه لا يحقق اهداف السلام والاستقرار والتداول السلمي للسلطة".

وتابع انه "بعد اكثر من عام على دعوة البشير للحوار الوطني تأكد لنا بان النظام غير جدير بادارة اي حوار ينهي ازمات السودان".

ووجه ضياء اتهامات للنظام السوداني، قائلا إنه "ما يزال النظام يعتمد الحل العسكري لادارة قضية الحرب، كما يعتمد الحل الامني لادارة قضايا الحريات والنشاط السياسي".

كما تحفظت حركة "الإصلاح الآن" ومجموعة قوى سياسية انسلخت الشهر الماضي من "مجلس احزاب الوحدة الوطنية" المتحالف مع الحزب الحاكم، على انطلاق الحوار الوطني السبت.

وقالت هذه الاحزاب التي شكلت تحالفا جديدا تحت مسمى "تحالف احزاب الوحدة الوطنية"، إن العملية لن تكون مستوفية لمقومات حوار يفضي لسلام دائم.

وهذه الاحزاب هي "الشرق للعدالة والتنمية، حزب تحرير السودان، القومي المتحد، الرباط، وحدة وادي النيل، والاتحاد الاشتراكي المايوي".

وبالاضافة الى الاحزاب السياسية، ترفض الحركات المسلحة الرئيسية في دارفور (العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان جناح منى اركو مناوي، وحركة تحرير السودان فصيل عبدالواحد محمد نور) المشاركة في الحوار، رغم جهود بذلها الرئيس التشادى ادريس ديبي لاقناعها.

كما ترفض الحركة الشعبية ـ قطاع شمال، التي تقاتل الحكومة السودانية في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق، حضور الحوار السوداني.

وتشترط الحركات المسلحة فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق للمشاركة في الحوار قيام منبر مواز تحت اشراف الاتحاد الافريقي ولجنته المختصة بالشأن السوداني والمعروفة باسم "آلية الاتحاد الافريقي رفيعة المستوى بشأن السودان"، وهو ما ترفضه الخرطوم.

ورغم مقاطعة احزاب المعارضة والجماعات المسلحة الرئيسية لمؤتمر الحوار الوطني، الا ان الحزب الحاكم مصمم على عقده في موعده.

وجدد الحزب الحاكم التأكيد على ان مؤتمر الحوار هو فرصة اخيرة لتسوية القضايا السياسية في السودان.

ويعول الحزب الحاكم في نجاح مبادرته على مشاركة مجموعة احزاب تتحالف معه في ائتلاف يسمى "احزاب حكومة الوحدة الوطنية".

كما تشارك احزاب معارضة في اعمال مؤتمر الحوار الوطني، ابرزها حزب المؤتمر الشعبي المعارض بقيادة حسن الترابي.

وقال كمال عمر الامين السياسي للمؤتمر الشعبي في تصريحات صحفية اليوم "إن الحكومة قد فتحت صدرها وتبنت قضايا السودان ومجابهتها، وإنه لم يسبق لاي نظام حكم مرَّ على البلاد أن فعل ذلك".

وفند عمر الاسباب التى ساقتها بعض قوى المعارضة لرفض الحوار ولاسيما ما يتعلق بتهيئة اجواء الحوار، قائلا "لقد اصدر الرئيس البشير قرارات بوقف اطلاق النار والعفو عن قادة الحركات المسلحة، وهذه القرارات تتيح مزيداً من الضمانات".

ويشارك ايضا مسلحون في الحوار، حسب ما اعلن رئيس حزب التحرير والعدالة القومي التجاني سيسي.

وقال سيسي الذي كان وقع اتفاقا للسلام مع الحكومة في عام 2010 بالدوحة في تصريح اوردته وكالة الانباء السودانية (سونا) اليوم إن "عددا مقدرا من حاملي السلاح سيشاركون السبت في مؤتمر الحوار الوطني بعد توفر ضمانات من رئيس الجمهورية".

وبحسب الحزب الحاكم، سيبقى باب المشاركة في الحوار مفتوحا امام "كل من يعود لرشده ويريد ان يكون جزءا من هذا الحوار" طوال فترة انعقاده.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تقرير اخباري: السودان يطلق السبت حوارا وطنيا بالخرطوم وسط مواقف سياسية متباينة

新华社 | 2015-10-09 22:40:34

الخرطوم 9 اكتوبر 2015 (شينخوا) يبدأ السودان السبت بالعاصمة الخرطوم حوارا وطنيا لمناقشة قضايا رئيسية في البلاد في مسعى للاتفاق على مصالحه الاستراتيجية، وسط تباين مواقف القوى السياسية من المشاركة في المبادرة التي دعا اليها الرئيس عمر البشير.

وتنطلق جلسات الحوار الوطني السوداني السبت بمشاركة رؤساء دول مجاورة، تأكد منها حتى الآن مشاركة الرئيس التشادي ادريس ديبي.

كما سيشارك ممثلون للاتحاد الافريقي والجامعة العربية.

ومن المنتظر ان يلقى الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار.

ويناقش مؤتمر الحوار في جلسات ست قضايا رئيسية في البلاد، هي السلام، الهوية، الحقوق الحريات، الاقتصاد، العلاقات الخارجية، الحكم والادارة، حسب الآلية التنسيقية العليا للحوار الوطني.

وتقول اللجنة القائمة على تنظيم مؤتمر الحوار إن الغرض منه "الاتفاق على مصالح السودان الاستراتيجية العليا وكيفية حكمه ومنع الوصول للسلطة عن طريق السلاح".

وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد اطلق في يناير من العام 2014 دعوة للاحزاب المعارضة والحركات المسلحة للدخول في حوار سوداني- سوداني لمعالجة قضايا البلاد.

وفي وقتها وجدت تلك الدعوة قبولا نسبيا من قبل القوى السياسية السودانية، لكن تمسك الحزب الحاكم الذي يتزعمه البشير بقيام الانتخابات العامة في موعدها في ابريل الماضي رغم مطالبات بتأجيلها، ادى الى تعثر عملية الحوار بعد انسحاب بعض قوى المعارضة الفاعلة، احتجاجا على الخطوة.

ومع اكتمال الاستعدادات لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني، تباينت مواقف القوى السياسية السودانية من المشاركة في الحوار، اذ اعلنت احزاب معارضة رئيسية رفضها المشاركة لاسباب مختلفة.

فيما اعلن متحالفون مع حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) وقوى معارضة اخرى، في مقدمتها حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي المشاركة في الحوار.

وقد دفع هذا الامر الحزب الحاكم الى دعوة الرافضين للحوار الى العدول عن موقفهم.

وقال نائب رئيس الحزب الحاكم ابراهيم محمود حامد في تصريحات صحفية إن "حزب المؤتمر الوطني كما الشعب السوداني يريد ان يكون هناك امن واستقرار وسلام، لا نريد ان نتفاوض كما يتفاوض البعض الآن في دول الجوار، يتفاوضون بعد ان قضى القتال على الاخضر واليابس".

وطالب حامد مجددا القوى السياسية الرافضة للحوار بالعدول عن موقفها، محملا اياها مسؤولية استمرار "معاناة الشعب السوداني".

لكن دعوات الحزب الحاكم لم تجد حتى الآن اي استجابة لدى قوى المعارضة الرئيسية، اذ جدد حزب الامة بقيادة الصادق المهدي في مؤتمر صحفى مساء الخميس رفضه للحوار.

كما قطع الحزب الاتحادي بعدم مشاركة زعيمه محمد عثمان الميرغني في جلسات الحوار.

وقال فضل الله برمة ناصر نائب رئيس حزب الامة القومي لوكالة انباء ((شينخوا)) اليوم (الجمعة) "إن حزب الامة يرفض المشاركة في مؤتمر الحوار".

ويعزو الحزب المعارض عدم مشاركته الى عدم "توفر اجواء ايجابية للحوار، وانه لا يستوفي متطلبات استحقاق الحوار الجاد"، حسب ناصر.

كما يعد عدم الاستجابة لمطالباتهم سببا لرفض المشاركة.

وقال ناصر في هذا الصدد "طالبنا باتاحة الحريات ووقف العدائيات واطلاق سراح المعتقلين والغاء القوانين المقيدة للحريات العامة، كل ذلك لم يحدث، والنتيجة اننا لن نشارك".

وبجانب هذين الحزبين، ترفض قوى الاجماع الوطني، وهو تحالف يضم احزاب معارضة ومنظمات مجتمع مدني المشاركة في الحوار، حسب قيادي به.

وقال محمد ضياء القيادى بحزب البعث العربي الاشتراكي، احد احزاب التحالف ل(شينخوا) "لقد اكد حزب البعث وتحالف قوى الاجماع الوطني عدم المشاركة في الحوار لانه لا يحقق اهداف السلام والاستقرار والتداول السلمي للسلطة".

وتابع انه "بعد اكثر من عام على دعوة البشير للحوار الوطني تأكد لنا بان النظام غير جدير بادارة اي حوار ينهي ازمات السودان".

ووجه ضياء اتهامات للنظام السوداني، قائلا إنه "ما يزال النظام يعتمد الحل العسكري لادارة قضية الحرب، كما يعتمد الحل الامني لادارة قضايا الحريات والنشاط السياسي".

كما تحفظت حركة "الإصلاح الآن" ومجموعة قوى سياسية انسلخت الشهر الماضي من "مجلس احزاب الوحدة الوطنية" المتحالف مع الحزب الحاكم، على انطلاق الحوار الوطني السبت.

وقالت هذه الاحزاب التي شكلت تحالفا جديدا تحت مسمى "تحالف احزاب الوحدة الوطنية"، إن العملية لن تكون مستوفية لمقومات حوار يفضي لسلام دائم.

وهذه الاحزاب هي "الشرق للعدالة والتنمية، حزب تحرير السودان، القومي المتحد، الرباط، وحدة وادي النيل، والاتحاد الاشتراكي المايوي".

وبالاضافة الى الاحزاب السياسية، ترفض الحركات المسلحة الرئيسية في دارفور (العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان جناح منى اركو مناوي، وحركة تحرير السودان فصيل عبدالواحد محمد نور) المشاركة في الحوار، رغم جهود بذلها الرئيس التشادى ادريس ديبي لاقناعها.

كما ترفض الحركة الشعبية ـ قطاع شمال، التي تقاتل الحكومة السودانية في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق، حضور الحوار السوداني.

وتشترط الحركات المسلحة فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق للمشاركة في الحوار قيام منبر مواز تحت اشراف الاتحاد الافريقي ولجنته المختصة بالشأن السوداني والمعروفة باسم "آلية الاتحاد الافريقي رفيعة المستوى بشأن السودان"، وهو ما ترفضه الخرطوم.

ورغم مقاطعة احزاب المعارضة والجماعات المسلحة الرئيسية لمؤتمر الحوار الوطني، الا ان الحزب الحاكم مصمم على عقده في موعده.

وجدد الحزب الحاكم التأكيد على ان مؤتمر الحوار هو فرصة اخيرة لتسوية القضايا السياسية في السودان.

ويعول الحزب الحاكم في نجاح مبادرته على مشاركة مجموعة احزاب تتحالف معه في ائتلاف يسمى "احزاب حكومة الوحدة الوطنية".

كما تشارك احزاب معارضة في اعمال مؤتمر الحوار الوطني، ابرزها حزب المؤتمر الشعبي المعارض بقيادة حسن الترابي.

وقال كمال عمر الامين السياسي للمؤتمر الشعبي في تصريحات صحفية اليوم "إن الحكومة قد فتحت صدرها وتبنت قضايا السودان ومجابهتها، وإنه لم يسبق لاي نظام حكم مرَّ على البلاد أن فعل ذلك".

وفند عمر الاسباب التى ساقتها بعض قوى المعارضة لرفض الحوار ولاسيما ما يتعلق بتهيئة اجواء الحوار، قائلا "لقد اصدر الرئيس البشير قرارات بوقف اطلاق النار والعفو عن قادة الحركات المسلحة، وهذه القرارات تتيح مزيداً من الضمانات".

ويشارك ايضا مسلحون في الحوار، حسب ما اعلن رئيس حزب التحرير والعدالة القومي التجاني سيسي.

وقال سيسي الذي كان وقع اتفاقا للسلام مع الحكومة في عام 2010 بالدوحة في تصريح اوردته وكالة الانباء السودانية (سونا) اليوم إن "عددا مقدرا من حاملي السلاح سيشاركون السبت في مؤتمر الحوار الوطني بعد توفر ضمانات من رئيس الجمهورية".

وبحسب الحزب الحاكم، سيبقى باب المشاركة في الحوار مفتوحا امام "كل من يعود لرشده ويريد ان يكون جزءا من هذا الحوار" طوال فترة انعقاده.

الصور

010020070790000000000000011100001346980501