غزة 9 أكتوبر 2015 (شينخوا) قتل خمسة فلسطينيين اليوم (الجمعة) في أول مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ اندلاعها في الضفة الغربية مطلع شهر اكتوبر الجاري.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة لوكالة انباء ((شينخوا))، إن المواجهات التي اندلعت ظهر اليوم بين شبان فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة خلف السياج الفاصل شرق قطاع غزة أسفرت عن مقتل خمسة فلسطينيين، وإصابة أكثر من 38 فلسطينيا آخرين بجروح.
وانطلق الشبان الفلسطينيون بعد صلاة الظهر مباشرة إلى نقاط التماس مع الجيش الإسرائيلي شرق قطاع غزة ورشقوا الجنود الإسرائيليين بالحجارة وتمكن بعضهم من رفع العلم الفلسطيني على السياج الفاصل، بحسب ما ذكر شهود عيان ل((شينخوا))، فيما رد الجنود بإطلاق الرصاص الحي والمطاط والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
وأوضح القدرة أن القتلى هم أحمد الهرباوي، وشادي دولة، وعبدالله الوحيدي في مطلع العشرينات من عمرهم، فيما قتل الفتى محمد الرقب (15 عاما)، وعدنان أبو عليان (22 عاما) خلال المواجهات التي اندلعت شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأضاف القدرة، أن من بين الجرحى ال38 الذين وصف حالاتهم بالمتوسطة إلى الطفيفة ونقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج ، اثنين من الصحفيين.
وطالب القدرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية وكافة المنظات الحقوقية والانسانية الدولية، "بفضح جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل بعد تعمده القنص المباشر في الرأس والرقبة والصدر مما يدلل على رغبته الإجرامية في تصفية المواطنين بشكل مباشر".
في المقابل قال الجيش الإسرائيلي، إن قواته أطلقت النار تجاه "مشاغبين" اقتربوا من السياج الحدودي مع قطاع غزة وفق ما أوردت الإذاعة الإسرائيلية العامة.
وهذه أول مواجهات يشهدها قطاع غزة منذ تصاعد التوتر في الضفة الغربية والقدس مطلع هذا الشهر ما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى 14، وإصابة المئات، مقابل مقتل أربعة إسرائيليين في عمليتي طعن وإطلاق نار.
وكانت المواجهات الميدانية بدأت في مدينة القدس منذ ثلاثة أسابيع على خلفية اقتحامات إسرائيلية للمسجد الأقصى خلال فترة الأعياد اليهودية التي شهدت دخول مستوطنين لباحات المسجد والقيام ببعض الطقوس الدينية هناك.
وحملت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسرائيل، المسؤولية عن "التصعيد" في قطاع غزة.
واعتبر الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في بيان صحفي مقتضب تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، أن "الدماء التي سالت في غزة دليل على أنها حاضرة في الميدان إلى جانب شعبنا المنتفض في الضفة الغربية والقدس".
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية دعا قبل اندلاع مواجهات غزة في خطبة الجمعة اليوم، إلى تصعيد المواجهة الحاصلة مع إسرائيل عبر "انتفاضة شاملة"، مؤكدا استعداد قطاع غزة للانخراط في ذلك.
وحث هنية خلال خطبته التي ألقاها في أحد مساجد مدينة غزة، على "تعميق وتصعيد المواجهة الحاصلة مع الاحتلال الإسرائيلي باعتبارها انتفاضة شاملة وذلك كطريق وحيد نحو التحرير وحماية المقدسات والأرض الفلسطينية".
وقال إن قطاع غزة "يقف خلف معركة القدس والأقصى وخلف هذه الانتفاضة المجيدة المباركة رغم بعد المسافة والحصار والضيق، ولن يتخلى عن دوره الإستراتيجي".
وأضاف هنية، أن "غزة جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين وأهلها جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ونحن لن نتوانى عن أن نكون في المكان والفعل المناسبين دعما لشعبنا وأهلنا ومقدساتنا ".
وحث هنية، على "استثمار هذا الانعطاف التاريخي والفرصة الإستراتيجية لتأجيج المقاومة والمواجهة وإيجاد أطر وهياكل تعزز وحدة القيادة والفعل والقرار".
وقال "جاهزون ومستعدون لكل شيء من شأنه أن يعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية ويرسخ أقدام هذا الشعب في خندق المقاومة بعيدا عن أي مناورات قديمة جديدة ".
وطالب هنية الأمتين العربية والإسلامية "بأن لا تنسى معركة القدس رغم همومها وجروحها الداخلية بضرورة توفير شبكة أمان عربية وإسلامية للانتفاضة الحاصلة سياسيا وماليا وإعلاميا وشعبيا ".
في هذه الأثناء تظاهر العشرات من أنصار حركة الجهاد الإسلامي في مدينة غزة اليوم تنديدا "بالاعتداءات" الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس .
ورفع المشاركون في المظاهرة التي خرجت عقب صلاة الجمعة من مساجد غزة الأعلام الفلسطينية ورايات الحركة، بالإضافة إلى مجسمات لقبة الصخرة .
وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام خلال المظاهرة، إن "الهجمة الإسرائيلية المسعورة على مدينة القدس ومسجدها وأهلها تمثل محاولة لإنهاء هذا الصراع لمصلحة المحتل".
وأضاف عزام "وعليه فإن واجب الدفاع عن القدس ومسجدها وأهلها لا يقتصر على الفلسطينيين وحدهم ولكن يصبح مسؤولية على العرب والمسلمين، ويجب أن تقدم الحكومات العربية والإسلامية كل أشكال الدعم لإسناد المقدسيين وحماية المسجد الأقصى".
وشدد على أن "القدس كانت وستظل جوهر هذا الصراع وجوهرة تاريخ العرب والمسلمين".
وأكد عزام، أن "حق الشعب الفلسطيني في المقاومة ثابت وراسخ ولن يتنازل عنه مهما اختلفت الظروف واختلت الموازين".
ودعا القيادي في الجهاد الإسلامي الفصائل الفلسطينية، إلى ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، ونبذ الانقسام الفلسطيني الذي بدأ بسيطرة حركة حماس على قطاع غزة بالقوة منتصف عام 2007 إثر جولات من القتال الداخلي مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.
وقال "لا يجوز استمرار المتاهة التي تعيشها الساحة الفلسطينية والتي كانت من أهم أسباب جرأة إسرائيل علينا وعلى القدس ولذلك يجب تكثيف الجهود للوصول إلى توافق ينهي الانقسام لتوفير بيئة صالحة لاستمرار صمود الشعب الفلسطيني".
ودعا عزام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى ضرورة عقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، معتبرا انعقاده خطوة مهمة لترتيب الوضع الداخلي.
ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ إعلانها القدس الغربية عاصمة لها عام 1950 منتهكة بذلك "قرار التقسيم" الصادر عن الأمم المتحدة في 1947 وينص على منح القدس وبيت لحم وضعا دوليا.
وازداد هذا الرفض بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وضمها في يونيو عام 1967.