(أهم الموضوعات الدولية) تحقيق إخباري: نازحون سوريون في لبنان يغامرون بحياتهم من أجل الهجرة إلى أوروبا

17:20:43 10-10-2015 | Arabic. News. Cn

بيروت 10 أكتوبر 2015 (شينخوا) باتت الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا حلم يراود غالبية النازحين السوريين إلى لبنان، والذين يواجهون معضلتين لهذه الغاية، الأولى تكمن بعدم حيازتهم جوازات سفر من بلدهم تخولهم مغادرة لبنان إلى تركيا، والثانية بسبب الإجراءات الأمنية المشددة للقوى الأمنية اللبنانية على الشواطئ لمنعهم من الخروج بطريقة غير شرعية عبر قوارب إلى تركيا أو اليونان.

ويعاني النازحون السوريون في شمال لبنان أوضاعا معيشية صعبة بسبب نقص المساعدات التي كانت تقدمها لهم بعض الجمعيات بتمويل من دول في الخليج العربي، ما دفع الكثيرون منهم إلى السعي للهجرة بطرق غير شرعية، عبر قوارب تنقلهم من شواطئ الشمال إلى تركيا أو اليونان، ومنها إلى الدول الأوروبية.

ويوضح النازح السوري علي (52 عاما) والذي رفض إعطاء كامل اسمه "أنا هنا مع أولادي الأربعة منذ أربع سنوات، وكنت في سوريا موظفا في إحدى الدوائر الحكومية، واضطررت لترك حمص بعد احتدام المواجهات العسكرية فيها وبعد أن دمر منزلي، واليوم أنا شخص عاطل عن العمل وأعيش انتظر من يقدم لي المساعدات لكي أعيل عائلتي".

ويضيف "لقد كذبت الولايات المتحدة والدول الغربية على الشعب السوري، فالدول العربية لا تملك القرار لحل الأزمة وكل شيء اليوم بيد الولايات المتحدة والدول الغربية، والتي تستطيع أن تطرح مبادرة للسلام، هم يحاولون إقناعنا عبر وسائل الإعلام أنهم يهتمون لأمرنا، ولكننا في سوريا شعب مثقف ويعرف أن يميز بين الحقيقة والكذب، وهم يكذبون، وقد انكشف كذبهم عندما وعدوا الشعب السوري بتأمين حياة كريمة له في دول الجوار، واليوم كذلك يكذبون بشأن استقبال اللاجئين في دولهم، هم يريدون أن يظهروا أمام الرأي العام أنهم إنسانيون ولكن في الحقيقة هم يريدون أن يتجاروا بنا".

ويقول النازح السوري أبو محمد "أنا هنا في طرابلس منذ أربعة سنوات، وأقيم مع زوجتي وأولادي الثلاثة، وكنا بداية نحصل على الكثير من المساعدات، أما اليوم، فقد تراجعت هذه المساعدات ولا يوجد عمل لنا، ولا نستطيع العودة إلى بلادنا بسبب الحرب هناك".

ويضيف "لقد هاجر أصدقاء لي إلى اليونان عن طريق البحر قبل عدة أشهر وهم الآن دخلوا إلى ألمانيا وكنت سأسافر معهم، ولكن لا يوجد معي المبلغ المالي الذي طلبه مني المهرب، وهو ألفي دولار أمريكي على كل شخص من أفراد أسرتي".

وأوضح "أنا أعلم أن السفر بطريقة غير شرعية أمر صعب وفيه مخاطر، ولكن يبقى أفضل من حياتنا هنا، فهناك يمكن أن يكون لنا أمل في العيش، أما هنا فكل يوم يتضاءل أملنا وبتنا أشبه بمن ينتظر الموت".

الهجرة غير الشرعية لا تقتصر على النازحين السوريين إلى لبنان، فهناك أيضا نازحون فلسطينيون من مخيمات سوريا، ومعهم اللاجئون الفلسطينيون، حيث أكدت مصادر أمنية لبنانية أن المهاجرين غير الشرعيين هم سوريون ونازحون فلسطينيون من سوريا ولاجئون يعيشون في مخيمات لبنان.

كان اللاجئ الفلسطيني خليل المغربي الذي يعيش في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، قد تبلغ قبل أيام خبر العثور على جثة ابنته المهندسة ريهام (24 عاما) داخل أحد المستشفيات في تركيا، بعد أن قذفتها الأمواج من المياه الإقليمية اليونانية، حيث كانت على متن قارب غرق هناك ونجا شقيقها محمد (22 عاما).

ويقول خليل والد الفتاة "لقد غادرت ابنتي وابني مطار بيروت بطريقة شرعية منتصف الشهر الماضي، ووصلوا إلى تركيا ومنها صعدوا في مركب غير شرعي إلى اليونان، وقبل وصولهم إلى الشاطئ هناك، اصطدم القارب بباخرة وغرق من كان فيه، وقد نجا ابني محمد مع عدد من الركاب بعد أن أنقذتهم البحرية اليونانية، في حين لم نعرف أي شيء عن مصير ابنتي، وقبل أيام ابلغونا أنها في أحد المستشفيات في تركيا".

ويتابع "أوضاعنا هنا صعبة للغاية، فنحن لم نعد نحصل على المساعدات التي كانت تقدمها لنا منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينية (أونروا)، ولا يسمح لنا بالعمل في لبنان، ومن أجل ذلك بتنا نفكر بالهجرة بأي طريقة إلى الدول الأوروبية".

وكشف مصدر أمنى لبناني عن أن نحو 90 ألف سوري غادروا لبنان عبر طرابلس في شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين.

وتنتشر على طول الشاطئ في شمال لبنان عناصر القوى الأمنية اللبنانية، وذلك بهدف ملاحقة المهربين ومنع استخدام هذا الشاطئ للهجرة غير الشرعية.

واستطاعت القوى الأمنية توقيف العديد من المهربين خلال الأشهر الماضية، وهي مستمرة في ملاحقتهم، ولكن القضاء على ظاهرة تهريب البشر أمر صعب، كون الذين يسعون للهجرة مستعدين للموت من أجل الوصول إلى أوروبا.

يذكر أن أكثر من مليون نازح سوري يقيمون في لبنان وسط ظروف وأوضاع حياتية ومعيشية صعبة في وقت يعكس وجود هؤلاء ضغوطا خدماتية واقتصادية وأمنية على البلاد.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

(أهم الموضوعات الدولية) تحقيق إخباري: نازحون سوريون في لبنان يغامرون بحياتهم من أجل الهجرة إلى أوروبا

新华社 | 2015-10-10 17:20:43

بيروت 10 أكتوبر 2015 (شينخوا) باتت الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا حلم يراود غالبية النازحين السوريين إلى لبنان، والذين يواجهون معضلتين لهذه الغاية، الأولى تكمن بعدم حيازتهم جوازات سفر من بلدهم تخولهم مغادرة لبنان إلى تركيا، والثانية بسبب الإجراءات الأمنية المشددة للقوى الأمنية اللبنانية على الشواطئ لمنعهم من الخروج بطريقة غير شرعية عبر قوارب إلى تركيا أو اليونان.

ويعاني النازحون السوريون في شمال لبنان أوضاعا معيشية صعبة بسبب نقص المساعدات التي كانت تقدمها لهم بعض الجمعيات بتمويل من دول في الخليج العربي، ما دفع الكثيرون منهم إلى السعي للهجرة بطرق غير شرعية، عبر قوارب تنقلهم من شواطئ الشمال إلى تركيا أو اليونان، ومنها إلى الدول الأوروبية.

ويوضح النازح السوري علي (52 عاما) والذي رفض إعطاء كامل اسمه "أنا هنا مع أولادي الأربعة منذ أربع سنوات، وكنت في سوريا موظفا في إحدى الدوائر الحكومية، واضطررت لترك حمص بعد احتدام المواجهات العسكرية فيها وبعد أن دمر منزلي، واليوم أنا شخص عاطل عن العمل وأعيش انتظر من يقدم لي المساعدات لكي أعيل عائلتي".

ويضيف "لقد كذبت الولايات المتحدة والدول الغربية على الشعب السوري، فالدول العربية لا تملك القرار لحل الأزمة وكل شيء اليوم بيد الولايات المتحدة والدول الغربية، والتي تستطيع أن تطرح مبادرة للسلام، هم يحاولون إقناعنا عبر وسائل الإعلام أنهم يهتمون لأمرنا، ولكننا في سوريا شعب مثقف ويعرف أن يميز بين الحقيقة والكذب، وهم يكذبون، وقد انكشف كذبهم عندما وعدوا الشعب السوري بتأمين حياة كريمة له في دول الجوار، واليوم كذلك يكذبون بشأن استقبال اللاجئين في دولهم، هم يريدون أن يظهروا أمام الرأي العام أنهم إنسانيون ولكن في الحقيقة هم يريدون أن يتجاروا بنا".

ويقول النازح السوري أبو محمد "أنا هنا في طرابلس منذ أربعة سنوات، وأقيم مع زوجتي وأولادي الثلاثة، وكنا بداية نحصل على الكثير من المساعدات، أما اليوم، فقد تراجعت هذه المساعدات ولا يوجد عمل لنا، ولا نستطيع العودة إلى بلادنا بسبب الحرب هناك".

ويضيف "لقد هاجر أصدقاء لي إلى اليونان عن طريق البحر قبل عدة أشهر وهم الآن دخلوا إلى ألمانيا وكنت سأسافر معهم، ولكن لا يوجد معي المبلغ المالي الذي طلبه مني المهرب، وهو ألفي دولار أمريكي على كل شخص من أفراد أسرتي".

وأوضح "أنا أعلم أن السفر بطريقة غير شرعية أمر صعب وفيه مخاطر، ولكن يبقى أفضل من حياتنا هنا، فهناك يمكن أن يكون لنا أمل في العيش، أما هنا فكل يوم يتضاءل أملنا وبتنا أشبه بمن ينتظر الموت".

الهجرة غير الشرعية لا تقتصر على النازحين السوريين إلى لبنان، فهناك أيضا نازحون فلسطينيون من مخيمات سوريا، ومعهم اللاجئون الفلسطينيون، حيث أكدت مصادر أمنية لبنانية أن المهاجرين غير الشرعيين هم سوريون ونازحون فلسطينيون من سوريا ولاجئون يعيشون في مخيمات لبنان.

كان اللاجئ الفلسطيني خليل المغربي الذي يعيش في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، قد تبلغ قبل أيام خبر العثور على جثة ابنته المهندسة ريهام (24 عاما) داخل أحد المستشفيات في تركيا، بعد أن قذفتها الأمواج من المياه الإقليمية اليونانية، حيث كانت على متن قارب غرق هناك ونجا شقيقها محمد (22 عاما).

ويقول خليل والد الفتاة "لقد غادرت ابنتي وابني مطار بيروت بطريقة شرعية منتصف الشهر الماضي، ووصلوا إلى تركيا ومنها صعدوا في مركب غير شرعي إلى اليونان، وقبل وصولهم إلى الشاطئ هناك، اصطدم القارب بباخرة وغرق من كان فيه، وقد نجا ابني محمد مع عدد من الركاب بعد أن أنقذتهم البحرية اليونانية، في حين لم نعرف أي شيء عن مصير ابنتي، وقبل أيام ابلغونا أنها في أحد المستشفيات في تركيا".

ويتابع "أوضاعنا هنا صعبة للغاية، فنحن لم نعد نحصل على المساعدات التي كانت تقدمها لنا منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينية (أونروا)، ولا يسمح لنا بالعمل في لبنان، ومن أجل ذلك بتنا نفكر بالهجرة بأي طريقة إلى الدول الأوروبية".

وكشف مصدر أمنى لبناني عن أن نحو 90 ألف سوري غادروا لبنان عبر طرابلس في شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين.

وتنتشر على طول الشاطئ في شمال لبنان عناصر القوى الأمنية اللبنانية، وذلك بهدف ملاحقة المهربين ومنع استخدام هذا الشاطئ للهجرة غير الشرعية.

واستطاعت القوى الأمنية توقيف العديد من المهربين خلال الأشهر الماضية، وهي مستمرة في ملاحقتهم، ولكن القضاء على ظاهرة تهريب البشر أمر صعب، كون الذين يسعون للهجرة مستعدين للموت من أجل الوصول إلى أوروبا.

يذكر أن أكثر من مليون نازح سوري يقيمون في لبنان وسط ظروف وأوضاع حياتية ومعيشية صعبة في وقت يعكس وجود هؤلاء ضغوطا خدماتية واقتصادية وأمنية على البلاد.

الصور

010020070790000000000000011101431347010851