بكين 12 أكتوبر 2015 (شينخوا) بدأ نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قاو لي زيارة رسمية تستغرق 3 أيام لسنغافورة اليوم (الاثنين) سيرأس خلالها الاجتماع السنوي لآليات التعاون بين الصين وسنغافورة.
جاءت زيارة تشانغ في وقت تحتفل فيه البلدان بالذكرى الخامسة والعشرين لبدء العلاقات الدبلوماسية بينهما واختيار سنغافورة منسقا للحوار بين الآسيان والصين.
وعلى مدار الأعوام الخمسة والعشرين الماضية حقق التعاون المتبادل نتائج مهمة في مجموعة واسعة من المجالات تشمل الاقتصاد والتبادل التجاري والتمويل والعلوم والتكنولوجيا والتعليم وحماية البيئة وتدريب الأفراد والحوكمة الاجتماعية.
يتماشى التعاون بين البلدين مع المصالح الاستراتيجية للبلدين واتجاه تطوير العلاقات بين الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، وقدم إسهامات هامة لتنمية العلاقات بين الصين وسنغافورة والعلاقات بين الصين والآسيان.
وتواجه الصين وسنغافورة الآن فرصا جديدة للتعاون في حين تستكشفان مجالات جديدة للتعاون.
أولا، من المتوقع أن يتحول برنامج التعاون الحكومي الثالث إلى مشروع رائد في الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين.
وقد طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة "الحزام والطريق" في عام 2013 بهدف تعزيز التواصل والتعاون والرخاء المشترك على طول المسارات التجارية لطريق الحرير البري والبحري القديم .
ومن المتوقع أن يتم إنشاء المشروع الثالث في غرب الصين وهو أمر بالغ الأهمية للمنطقة الأقل تطورا نظرا لأنه سيعزز التنمية الاقتصادية وسيخفض تكاليف الاستثمار والمشروعات هناك.
وهذا المشروع سيتم بناؤه على الأساس السليم للتعاون الثنائى الذي أرسى في المشروعين السابقين: منطقة سوتشو الصناعية ومدينة تيانجين البيئية.
تأسست منطقة سوتشو الصناعية في مقاطعة جيانغسو بشرق الصين عام 1994 على مساحة 278 كيلو مترا مربعا، وهو أكبر مشروع تعاوني بين الصين وسنغافورة وأصبح نموذجا للتعاون الثنائي.
وحتى الآن اجتذبت المنطقة الصناعية استثمارات أجنبية بقيمة 26.7 مليار دولار أمريكي في 5200 برنامج. وتستثمر أكثر من 90 شركة من أهم 500 شركة في الصين في تلك المنطقة الصناعية.
في الوقت نفسه من المتوقع أن تصبح مدينة تيانجين البيئية الموجودة في مدينة تيانجين الساحلية بشمال الصين وتأسست عام 2008 نموذجا للتنمية المستدامة. وبحلول عام 2017 سيتم الانتهاء من كافة مرافق البنية التحتية والبرامج البيئية الخاصة بالمدينة على أساس تعداد سكاني يصل إلى 350 ألف نسمة.
وثانيا، تعد اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وسنغافورة وهى رائدة فى منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان هامة لتنمية المنطقة بأكملها.
ومن المتوقع أن تسرع الصين وسنغافورة مفاوضات تحديث اتفاقية التجارة الحرة المتبادلة الموقعة في أكتوبر عام 2008.
ومن الممكن أن تناقش المفاوضات خفض التعريفة الجمركية والإعفاء الجمركي وكذلك توسيع المجالات التقليدية للتعاون لتشمل تجارة الخدمات والتمويل.
وإلى جانب ذلك تجري الصين تعاونا في قدرات الانتاج مع دول نامية تشمل دول الآسيان وسنغافورة التي تعد مركزا ماليا وتجاريا عالميا بمزايا فريدة من نوعها في الموقع الجغرافي والتمويل والخدمات، وهو ما قد يسهم في عملية صياغة التعاون الثلاثي ومتعدد الأطراف الذي يهدف لتعزيز التنمية المشتركة في المنطقة.
وبفضل الامكانات الهائلة يعتقد أن الصين وسنغافورة ستعززان التعاون الشامل بينهما وستضربان مثالا للتعاون بين الصين والآسيان.