بكين 14 أكتوبر 2015 (شينخوا) بينما تدخل الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين وبريطانيا عقدها الثاني، يستعد الرئيس الصيني شي جين بينغ لإجراء أول زيارة دولة له إلى بريطانيا في الفترة من 19 إلى 23 أكتوبر الجاري تلبية لدعوة من الملكة إليزابيث الثانية، في زيارة من المتوقع أن تفتح فصلا جديدا في العلاقات بين البلدين.
وستدفع زيارة الرئيس شي تنشيط شراكات صينية- أوربية عمرها 40 عاما في وقت يستهل فيه الجانبان رحلة جديدة على أساس توافق في السلام والنمو والإصلاح والحضارة.
وفي وقت تدخل فيه الإصلاحات الكاسحة للصين سنة حاسمة، وتضع الصين خطتها الخمسية الـ13، سيغتنم الزعيم الصيني هذه الزيارة المهمة كفرصة لمواصلة التأكيد على سلمية التنمية الصينية والتصميم على سياسة الإصلاح والانفتاح.
--فصل جديد في العلاقات الصينية-البريطانية
قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند لنظيره الصيني وانغ يي في نيويورك في أواخر سبتمبر إن بريطانيا تتطلع إلى زيارة شي وستعمل على تسريع الجهود ترتيبا لزيارة أفضل.
وسلم الأمير ويليام خطاب دعوة الملكة إليزابيث الثانية خلال زيارته لبكين في مارس، كما أعلنت الملكة رسميا زيارة شي في مراسم افتتاح البرلمان الجديد في أواخر مايو.
وبينما تقترب الزيارة الآن، تنتظر الأسرة الملكية والحكومة والشعب البريطاني بشوق شديد زيارة شي المرتقبة واستعد الجميع تماما للترحيب به.
وخلال الزيارة، ستقيم الملكة حفل استقبال للرئيس شي وتدعوه لحضور غداء غير رسمي وعشاء رسمي. وسيتفقد الاثنان حرس الشرف الملكي. وسيحضر عدد من أعضاء الأسرة الملكية فعاليات شي خلال الزيارة-- في استقبال رفيع يعكس المستوى الرفيع للعلاقات.
كما سيجرى شي محادثات مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وسيضع الاثنان معا خططا مشتركة لتطوير العلاقات الصينية-البريطانية في المستقبل. وسيلتقي شي أيضا مع قادة أحزاب معارضة وقادة برلمانيين للاستماع إلى آرائهم وتطلعاتهم حول العلاقات بين البلدين.
ويعتقد تشو هونغ من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن رحلة شي القادمة، التي سيزور خلالها دولة أوروبية واحدة فقط، يعتبر أمرا نادرا للغاية في تاريخ العلاقات الصينية-الأوروبية، ويظهر هذا الأهمية التي توليها الصين لعلاقاتها مع بريطانيا، التي تعد دولة رئيسية في قلب الاتحاد الأوروبي.
وباعتبارهما دولتين كبيرتين على الساحة العالمية، تتقاسم الصين وبريطانيا مصالح مشتركة شاملة وتقع على عاتقهما مسؤولية مهمة لتعزيز السلام والاستقرار العالميين، على ما قال شي في اجتماع مع الأمير ويليام في مارس في قاعة الشعب الكبرى.
وحافظت الصين وبريطانيا كدولتين حاملتين لكارت العضوية الدائمة بمجلس الأمن على اتصالات جيدة وممتدة حول القضايا الإقليمية والعالمية.
وقال السفير الصيني لدى بريطانيا ليو شياو مينغ إن العلاقات بين الصين وبريطانيا صارت ناضجة ومستقرة على نحو متزايد، وهو ما يجلب منافع ملموسة للشعبين ويسهم أيضا بقوة في السلام والتنمية العالميين.
--توسيع التعاون لتحقيق الربح للجميع
ومن المقرر أن يلقي شي خلال زيارته كلمة مهمة في مدينة لندن سيستعرض من خلالها السياسات الداخلية والخارجية للصين وتحديد مسار التعاون التجاري والاقتصادي في المستقبل بين الصين وبريطانيا من ناحية والصين وأوروبا من ناحية أخرى.
وتوفر زيارة شي لبريطانيا فرصة لكي تفهمه بشكل أفضل وتقف عن قرب على أفكاره، وفقا لستيفن بيري رئيس نادي مجموعة الـ48.
واتفق شي ورئيس الوزراء البريطاني كاميرون في محادثات ثنائية جرت على هامش قمة الأمن النووي في لاهاي أواخر مارس على دفع البرامج التعاونية قدما في مجالات مثل الطاقة النووية والسكك الحديدية فائقة السرعة والتكنولوجيا الفائقة والمالية بين مجالات أخرى.
ومنذ عام 2012، وتسعى لندن إلى أن تصبح مركزا رئيسيا في الغرب لتداول اليوان الصيني. وركزت 3 اتفاقيات من بين 53 اتفاقية تم التوصل إليها في الحوار المالي والاقتصادي الصيني-البريطاني في سبتمبر هذا العام على التعاون المالي الثنائي.
وفي أول زيارة دولة له إلى الصين في سبتمبر الماضي، قال وزير المالية البريطاني جورج سبورن إن بريطانيا ترحب بمشاركة الصين في بناء برامجها النووية الجديدة. وأشار بشكل خاص إلى بناء وتشغيل برنامج هيكلي بوينت، قال إن بريطانيا تريد أن تجعله منصة لتعاون لرأس المال الصيني والتكنولوجيا الفرنسية والسوق البريطانية. وإذا تم تنفيذ ذلك، ستكون المرة الأولى التي تستثمر فيها الصين في صناعة نووية غربية.
وفي ابريل الماضي، شجعت بريطانيا شركاتها ومؤسساتها المالية سواء في الداخل أو في الصين على المشاركة في مشروع السكة الحديد البريطاني أتش أس2.
وخلال زيارته القادمة لبريطانيا، سيحضر شي مأدبة ويزور مشاريع بحثية ومؤسسات محلية في مانشستر، المدينة الصناعة الرئيسية التي تريد الحكومة البريطانية تنشيطها. وقد تعهدت بريطانيا بالعمل مع الصين في مبادرة الحزام والطريق وخطط أخرى لجذب رأس المال الصيني للمساعدة في برنامج التنشيط.
-- توسيع التبادلات بين الأفراد
وخلال أول زيارة دولة له لدول الاتحاد الأوروبي، قال الرئيس الصيني في كلمته الرئيسية بالكلية الأوروبية في براغ البلجيكية إن الصين وأوروبا بحاجة إلى بناء أربعة" جسور" للسلام والنمو والإصلاح والتقدم الحضاري لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون.
وحول جسر الرخاء الثقافي المشترك الذي يربط بين الحضارتين الكبيرتين الصينية والأوروبية، قال شي إن الصين تمثل الحضارة الشرقية بصورة مهمة، فيما تعد أوروبا محل ميلاد الحضارة الغربية.
وسيشارك شي خلال زيارته المرتقبة في فعاليات ثقافية لتعميق الصداقة الصينية-البريطانية وتعزيز التبادلات الثقافية. وفي السنوات الأخيرة، توسعت التبادلات بين الأفراد، التي تلعب دورا مهما في الصداقة الصينية-البريطانية.
ويتزامن هذا العام مع " عام التبادل الثقافي الصيني-البريطاني" الأول، ويخطط الجانبان لتنظيم أنشطة متنوعة في الدولة الأخرى، ما يشكل منصة أكبر للصناعات الإبداعية الثقافية في البلدين ويوفر الفرص للأفراد من البلدين للتمتع بالأعمال الأدبية والفنية والتحاور مع بعضهم البعض.
وبينما يوجد نحو 150 ألف طالب صيني يدرسون في بريطانيا، يوجد 6 آلاف طالب بريطاني يدرسون في الصين. ووفقا لتقرير بريطاني، أصبحت الصين أكبر مصدر للطلبة الأجانب في بريطانيا.
وفي نفس الوقت، تشهد بريطانيا " حمى الماندرين" أو اللغة الصينية، حيث أقيم أكثر من 20 معهد كونفوشيوس في 10 سنوات، لتصبح الأولى بين دول الاتحاد الأوروبي.
الرئيس الصيني سيزور المملكة المتحدة |
الصين وبريطايا ستحققان نتائج وافرة فى زيارة شي |