لندن 15 أكتوبر 2015 (شينخوا) إن الشركات البريطانية تنظر بإيجابية لآفاق السوق الصينية وإمكاناتها المحتملة طويلة الأجل ، هكذا ذكر خبير باتحاد الصناعات البريطانية (سي بي آي) في مقابلة أجرتها معه مؤخرا وكالة أنباء ((شينخوا)).
وصرح جاي درو دروري كبير ممثلي اتحاد الصناعات البريطانية لدى الصين بأن "أعضاء الاتحاد استثمروا بنشاط في الصين خلال السنوات الـ20 الماضية. ولا يرون افتقارا إلى الثقة في الصين، وأظن أننا نرى إعادة توازن ما في الاقتصاد".
يعد اتحاد الصناعات البريطانية، الذي تأسس عام 1965،هيئة تجارية مؤثرة في بريطانيا تمثل مصالح شركاتها الأعضاء البالغ عددها 160 ألفا.
وذكر "نحن لا نفتقر إلى الثقة في اقتصاد الصين"، مضيفا أن نمو إجمالي الناتج المحلي على أساس سنوي في الصين، سواء كان 7 أو 4% خلال العامين الماضيين، يعادل اقتصاد هولندا في أوروبا، وهو اقتصاد متقدم ضخم واقتصاد يقوم على التصدير".
وأضاف أن "السوق الصينية تتيح إمكانية التنبؤ والاستقرار للشركات البريطانية التي تمتلك نظرة بعيدة المدى وتطلق خطط استثمار طويل الأجل" حيث تشهد البلاد عملية إعادة توازن اقتصادي يتمخض عنها كمية كبيرة من الفرص في قطاعات مثل الرعاية الصحية، والمالية، والصناعات الإبداعية ، وتجارة التجزئة.
وقال إن الصناعات الإبداعية التي تتمتع بريطانيا فيها بحضور ملحوظ في السوق الدولية والتجارة الإلكترونية التي تتصدر فيها الصين العالم هما مجالان يحملان إمكانات كبيرة للتعاون، حيث تحظى فيهما الدولتان بخبرة كبيرة وضربتا أيضا فيهما العديد من الأمثلة الناجحة.
وأشار إلى أن "الشركات، التي تريد المشاركة في نمط الأعمال الجديد الذي يبيع للمستهلكين الصينيين الراغبين بشدة في اقتناء المنتجات جيدة الجودة والقيام باستثمارات طويلة الأجل، تستفيد من النمو الذي حققته الصين خلال السنوات الخمس الماضية".
وأضاف الخبير الذي عمل وعاش في بكين لأكثر من عشر سنوات "إنه مختلف تماما عن النمط القديم الذي كانت تعمل فيه الصين كمركز تصنيع. ولهذا السبب يحدوني تفاؤل كبير تجاه السوق الصينية".
وذكر أن زيارة الدولة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى بريطانيا سترفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد وأن الشركات البريطانية سعيدة برؤية التحسن المستمر في العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية.
هناك العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في بريطانيا التي تأمل في دخول السوق الصينية. وعلاوة على ذلك، تقدم الحكومة البريطانية دعما كبيرا لها لتوسيع أنشطتها في قطاعات مثل الرعاية الصحية والخدمات المالية.
وقال درو إن أعضاء اتحاد الصناعات البريطانية متحمسون ومستعدون لمواصلة المشاركة في أجندة الإصلاح بالصين مثل تدويل العملة الصينية (الرنمينبي)، ومبادرة الحزام والطريق، فضلا عن برنامج البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.
ولفت إلى أنه "خلال زيارته للصين في الشهر الماضي، صرح وزير خزانتنا (وزير المالية البريطاني) جورج أوزبرون في مبني بورصة شانغهاي قائلا بوضوح إنه يريد علاقات أوثق بين بورصة لندن وبورصة شانغهاي".
وأشار إلى أن أعضاء اتحاد الصناعات البريطانية يتفهمون الأمور تماما ويرغبون في أن يكونوا جزءا من رحلة تدويل الرنمينبي، وإن بعض الأعضاء مثل مؤسسة "إيكاب" البريطانية للوساطة المالية تجرى الآن تعاملات بالرنمينبي وتدعم المنصة التي تنشأ حاليا في شانغهاي وهونغ كونغ ولندن.
وأضاف أنه يهتم بكل حرص بالخطة الخمسية الصينية الـ13 وسيظل يتابع ثلاثة مجالات ألا وهي حماية البيئة وتعهدات تغير المناخ، وتفاصيل مبادرة الحزام والطريق وكيف يمكن أن تستفاد منها الشركات البريطانية خلال السنوات الخمس المقبلة، والسياسات الملموسة لإعادة توازن الاقتصاد الصيني مثل إصلاح الشركات المملوكة للدولة ومواصلة انفتاح قطاعات الخدمات المالية.
ومن المقرر أن يقوم الرئيس شي جين بينغ بأول زيارة دولة له إلى المملكة المتحدة في الفترة من 19 إلى 23 أكتوبر الجاري.