القاهرة 16 أكتوبر2015 (شينخوا) اعتبر محللون مصريون اليوم (الجمعة)، انتخاب مصر عضوا بمجلس الأمن اعترافا دوليا بثورة 30 يوليو 2013، وانتصارا للدبلوماسية المصرية.
وفازت مصر أمس (الخميس) بمقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي لمدة عامين، تبدأ يناير المقبل، بعد أن حصلت على أصوات 179 دولة من أصل 193، هم إجمالي الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وإلى جانب مصر، فازت أيضا السنغال واليابان واوكرانيا واوروجواي، وذلك بعد أن حصدت كل منها أكثر من ثلثي أصوات الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، في التصويت الاول بعد طرحها من قبل جماعاتها الاقليمية.
وسوف تحل الدول المنتخبة محل خمسة أعضاء تنتهي ولايتهم نهاية العام الجاري، هم الاردن وتشاد ونيجيريا وليتوانيا وتشيلي.
أما الدول الخمس الاخرى غير الدائمة العضوية في المجلس فهي انجولا وماليزيا ونيوزيلندا واسبانيا وفنزويلا، وتنتهي ولايتها نهاية العام المقبل.
ويتألف مجلس الامن من 15 دولة بينها خمس دائمة العضوية هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، لديها وحدها حق النقض، في حين تتداول المقاعد العشرة الاخرى بقية الدول الاعضاء في الجمعية العامة.
وقال الدكتورة نهى بكير أستاذة العلاقات الدولية والمنظمات الدولية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، إن فوز مصر بعضوية مجلس الأمن يدل على " ثقة كبيرة من المجتمع الدولي في مصر.. واعترافا بثورة 30 يونيو ".
وأضافت بكير، في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، " لكي تفوز أي دولة بعضوية غير دائمة في مجلس الأمن لابد أن تحصل على ثلثي أصوات الـ 193 دولة أعضاء في الأمم المتحدة، ومصر حصلت على 50 صوتا اضافيا عن الاصوات المطلوبة".
وتابعت " هذا يدل على ثقة كبيرة من المجتمع الدولي لدور مصر في المنطقة، وقوة علاقة مصر بالاتحاد الافريقي، الذي وافق على تمثيل مصر له في الأمم المتحدة، ويعد اعترافا بثورة 30 يونيو 2013" التي أطاحت بالرئيس الإسلامي محمد مرسي.
وواصلت إن هذا الفوز يشير إلى وجود " تفهم عالمي لما حدث في 30 يونيو على أنه ثورة شعبية تمثل رغبة شعب في الاحتفاظ بهويته وعدم اقصاء طرف لحساب اخر".
واعتبرت هذا الفوز " نجاح لمؤسسات الدولة المصرية لاسيما الدبلوماسية المصرية التي اقنعت الدول بدور القاهرة الفعال".
وأشارت إلى أن مصر استطاعت أن تضمن "توافقا أفريقيا" علي ترشيحها بسبب دورها الكبير في القضايا الأفريقية لاسيما الملف الليبي، والتعامل بشئ من الدبلوماسية والصبر في قضية سد النهضة الأثيوبي.
وتوقعت أن تركز مصر في ولايتها بمجلس الأمن على إصلاح منظومة الأمم المتحدة، ودفع القضية الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات.
من جانبها، رأت الدكتورة هبة البشبيشي أستاذة العلاقات الدولية بجامعة القاهرة هذا الفوز " انتصار شديد للدبلوماسية المصرية.. وعودة للدور المصري الخارجي بقوة".
وقالت لـ((شينخوا))، إن " السياسة الخارجية لمصر في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي رائعة، فهو لم يعزل نفسه بعد ثورة 30 يونيو، وصمم على استعادة دور مصر الخارجي".
وعن أسباب هذا الفوز، أوضحت أن هناك مساندة أفريقية لمصر، عزتها إلى حديث السيسي في الاتحاد الافريقي عن معاناة القارة السمراء والطموحات في تحقيق تنمية مستدامة، ما كان له بالغ الاثر على الدول الافريقية التي اشادت بعودة الدور المصري.
وأردفت إن مصر لم تتبن فكرة المواجهة في ملف سد النهضة، ما بدد المخاوف من تأزم العلاقات مع افريقيا.
ورأت أن " مصر حسنت صورتها أمام افريقيا أولا ثم أمام العالم، وأصبحت فاعلة في المجتمع الدولي".
واستطردت إن مصر تبنت كذلك فكرة تعدد الفاعلين الدوليين، فبعد أن كانت أمريكا الحليف الاساسي لمصر.. نجحت القاهرة في تحقيق انتشار في آسيا وروسيا والصين".
وأشارت إلى أن مصر نجحت في رفع تصنيفها الدولي بسبب تحركها في القضايا الفلسطينية والليبية غيرها، فسياسة الحياد لم تعد مقبولة من العالم.
وأوضحت أن مصر نجحت في مواجهة الإرهاب في وقت بدأ العالم يعترف بأزمة مكافحة الإرهاب، إلى جانب ثباتها في تطبيق خارطة الطريق.
وتوقعت أن تكون القضية الفلسطينية والتنمية في افريقيا وتمكين المرأة من أكثر الملفات التي ستركز عليها مصر في مجلس الأمن.
في غضون ذلك، قال حزب الوفد، أكبر الأحزاب الليبرالية في مصر، إن فوز الأخيرة بمقعد في مجلس الأمن " استفتاء دولي على ثورة الشعب في 30 يونيو، وعلى استعادة مصر لمكانتها الدولية والاقليمية ".
وأشار إلى أن مصر سوف تكون عند حسن ظن المجتمع الدولي في سعيها نحو حفظ الأمن والسلام.