لندن 18 أكتوبر 2015 (شينخوا) قال دوغلاس فلينت رئيس مجموعة "اتش أس بي سي" القابضة في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) إن الرنمينبي (اليوان الصيني) سيصبح ثالث أكبر عملة في العالم بعد الدولار الأمريكي واليورو.
بيد أن فلينت، أشار أيضا إلى أن هذا قد يستغرق عقودا قليلة ليأخذ الرنمينبي حصته كعملة احتياطية عالمية مثل الدولار واليورو في الوقت الراهن.
--صعود العملة الصينية
وأعرب فلينت عن سعادته برؤية النمو السريع في الأعمال بالرنمينبي عالميا، قائلا إن ضم العملة الصينية إلى سلة عملات حقوق السحب الخاصة سيعتبر دليلا على نضج العملة الصينية.
وقال فلينت" حقوق السحب الخاصة تعد رمزا على نضج العملة. وأعتقد أنه مع النصيب المتنامي للتجارة الصينية التي يهيمن عليها الرنمينبي، من المريح للعالم أن يبدأ في التعامل مع الرنمينبي كعملة استثمار".
وأشار إلى أن المزيد من البنوك المركزية لديها خطوط مبادلة مع بنك الشعب الصيني-- بنك الصين المركزي-- والمزيد من مدراء الاحتياطي يدخلون الرنمينبي في خطط إدارتها للاحتياطي، موضحا أن " كل هذا يظهر النضج والثقة في العملة، لذا أظن أنه من المهم جدا أن يتقدم الرنمينبي باتجاه التدويل الكامل، ويصبح بالأساس ثالث أكبر عملة في العالم بعد الدولار واليورو".
ويخطط المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي لبحث إدراج العملة الصينية في سلة عملات حقوق السحب الخاصة.
بيد أنه أكد أن الأمر سيستغرق بعض الوقت للوصول إلى التدويل الكامل للرنمينبي، لأن السوق بحاجة إلى اكتساب الثقة في منحنى عائد أصول العملة مع إصدار المزيد من السندات قبل أن تكتسب جزء أكبر في خطط مدراء الاحتياطات الأجنبية.
وقال فلينت " أظن أن هذا سيستغرق عقودا قليلة قبل أن تصطف العملة الصينية جنبا إلى جنب مع الدولار واليورو من حيث نسبة الاحتياطي. وأظن أن أحد أكبر المجالات للرنمينبي سيكون توسيع سوق السندات داخل الصين، لذا سيكون هناك منحني عائد أوسع وأعمق للسندات الصينية الصادرة محليا وبعد ذلك دوليا".
وأعرب فلينت عن اعتقاده بأن تلعب لندن دورا محوريا في تعزيز عملية تدويل الرنمينبي لأنها تعتبر واحدة من أهم الأسواق للرنمينبي خارج آسيا وأكبر سوق لتبادل العملات الأجنبية بفضل التاريخ والخبرة والممارسة السيولة.
--من قوة إلى قوة
كما أدلى رئيس بنك (( أتش أس بي سي)( بدلوه حول زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ المرتقبة لبريطانيا من الاثنين إلى الجمعة.
وقال فلينت " أعتقد أن العلاقة بين الصين وبريطانيا تتحرك من قوة إلى قوة. فالدفء الملاحظ ودرجة التعاون بين البلدين من حيث الرؤية المشتركة للفرص المتاحة رائع للغاية، إذ يتحدث الجانبان والبلدان عن عام ذهبي وهو وضع بالتأكيد نرحب به ونراه حقا يتشكل".
وتابع بقوله " أظن أن زيارة الرئيس مهمة جدا. أظن أنها دليل كبير على الصداقة الجيدة بين البلدين، وستكون فرصة جيدة للجانبين للحديث عن كيفية دعم بعضهما البعض في مجالات الفرص والمنافع المتبادلة. كما ستوفر الفرصة لفتح مساحة للنقاش بشأن توسيع التجارة والتدفقات الاستثمارية بين البلدين".
كما استعرض مجالات عديدة تود مجموعة () اتش اس بي سي)) مراقبتها عن كثب خلال زيارة شي، قائلا " التدويل الجاري للرنمينبي يمثل أهمية كبيرة جدا للعالم ولندن والمؤسسات المالية".
وأضاف أن " طموح ربط بورصتي لندن وشانغهاي هو الدليل على الاستعداد لاستكشاف ما سيكون عليه مستقبل تبادل الأسهم عالميا. وتأتي عدد من الشركات الصينية من البر الرئيسي الصيني للاستثمار ما وراء البحار مرة أخرى في مجال يمكن للنظام المالي العالمي والنظام المصرفي مثل ) ) أتش أس بي سي( ( أن يساعد جدا في هذا التوسع ويريد الجزء لسياسة الصعود للصين".
وقال المصرفي البالغ من العمر 60 عاما إنه يشعر بالسعادة إزاء مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 والتي تقوم الصين من خلالها بضخ الاستثمارات ورؤوس الأموال الى الخارج.
وأشار إلى أن " المؤسسات المالية والشركات البريطانية ستنخرط في بناء الحزام والطريق وهذا شيء رائع ليس فقط للبلدين وإنما للعالم أيضا".
--محرك النمو العالمي
كما تحدث فلينت، الذي يرأس مجموعة ) ) أتش أس بي سي( ( منذ ديسمبر عام 2010 ، ايجابيا عن النمو الاقتصادي الصيني وبرامج الإصلاح المحورية.
وقال " رؤيتنا بشأن الاقتصاد الصيني هي أنها ) الصين( تبقى واحدة من أهم الدول في العالم، بفضل مساهمتها في النمو الإضافي وتقدمها الأكبر. وتوقعنا هو أن الصين ستواصل النمو بنحو 7 بالمئة في العامين المقبلين. وعلى الرغم من أن هذا النمو يعتبر أقل إلى حد ما، إلا أنه لا زال يعتبر من النسب الكبيرة للنمو الإضافي الذي سيستمتع بها العالم".
ووفقا لتوقعاته للربع الأخير من حيث الاقتصاد الكلي، توقع بنك (( اتش اس بي سي)) نموا بنحو 7.1 بالمئة للصين في عام 2015 و7.2 بالمئة للعام المقبل وكلاهما أعلى من توقعات السوق.
وقال فلينت " من حيث النمو الاقتصادي العالمي، أحد أهم الحقائق هو إننا نرى الاقتصاد الصيني بعدد من الطرق. بعض الأجزاء القديمة للاقتصاد تواجه تحديات بوضوح، وتشهد نموا أبطأ، بيد أن الجزء الحديث للاقتصاد مثل العالم الرقمي والمرتبط بالانترنت ينمو بسرعة شديدة. وقطاع الخدمات ينمو بسرعة جدا، ولذا هناك أجزاء عديدة للاقتصاد الصيني".
وفي حديثه عن محركات النمو على المدى الطويل للصين، أعرب فلينت عن اعتقاده بأن الحضرنة تقود النمو كثيرا وسوف تكون واحدة من الأسس للنمو في الصين جنبا إلى جنب مع قطاع الخدمات وطلب المستهلكين.
وقال " الصين سوف تكون مصدرا ومحركا مهما للنمو الاقتصادي الإضافي العالمي. الشركات الصينية تتوسع ما وراء الحدود المحلية والإقليمية لتقديم الخدمات القادرة عليها والتكامل في الاقتصاد العالمي ما سيؤدي إلى زيادة النمو".
--إصلاحات رائعة
وقال فلينت إن مجموعة () اتش أس بي سي(( تدعم بقوة مع نظرائها في هذه الصناعة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأضاف " أحد أكثر الأمور إثارة في السنوات الثلاث أو الأربع الماضية هو العدد المتنامي للبنوك الصينية في لندن وتوسعها داخل لندن، وأدوارها التي تلعبها في دعم التدفقات الاستثمارية الموجهة للخارج إلى أوروبا وأدوارها حقا في التداول بالرنمينبي".
وتابع بقوله إن" البنوك في المملكة المتحدة تتعاون بشكل عميق مع نظيراتها الصينية من حيث مساعدتها في بناء وجودها في المملكة المتحدة وكذا مساعدة الشركات الصينية على بناء وجودها وتوسيع انتشارها في عموم أوروبا".
وفي سياق علاقة أوثق بين الصين وبريطانيا، أعلنت مجموعة (( اتش أس بي سي)) خطتها لتوسيع عملياتها في دلتا نهر اللؤلؤ، إحدى أهم المناطق الديناميكية اقتصاديا في الصين، في أوائل هذا العام.
وأوضح فلينت أن" الخطة تعترف بالأهمية الاقتصادية الكبيرة إقليميا لدلتا نهر اللؤلؤ، التي تعد دوما واحدة من أهم المناطق التجارية داخل الصين. وقوة الدلتا لا تكمن فقط في التوسع في التجارة واللوجيستيات وإنما تصبح أيضا وادي سيليكون في نواح كثيرة من حيث وجود وسائل التواصل الاجتماعي وشركات الانترنت والشركات فائقة التكنولوجيا في هذا الجزء من الدولة".
وأضاف أنه سعيد جدا بمناطق التجارة الحرة للصين والتي تشكل نافذة الإصلاح المحورية للجولة الجديدة من الإصلاحات الصينية.
وقال عنها " إنها تعطي للصين الفرصة لاختبار تطوير سوق معينة في مساحة محددة والتعلم من التجربة التي تحدث داخل منطقة متميزة والاستفادة من التي تعمل جيدا وتعميمها في باقي البلاد".
يذكر أن مجموعة (( اتش اس بي سي)) تحقق معظم أرباحها في الخارج بما يصل الى حوالي 80 بالمئة في آسيا.