بكين 26 أكتوبر 2015 (شينخوا) من المقرر أن يتوجه رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في 31 الشهر الجاري إلى كوريا الجنوبية للقيام بزيارة رسمية لها ولحضور اجتماع قادة الصين واليابان وكوريا الجنوبية الذي سيعقد في سول في مطلع نوفمبر القادم.
ويعد هذا الاجتماع استئنافا لآلية اجتماع قادة الصين واليابان وكوريا الجنوبية بعد توقفها لثلاثة أعوام ونصف تقريبا، ما يعطى إشارة مهمة على تحسن العلاقات بين الصين واليابان والعلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية.
ويمكن أن يكون هذا الاجتماع فرصة هامة للدول الثلاث للتعامل مع جدول التعاون والتنمية لشمال شرق آسيا. وتأمل الصين أن يحدد هذا الاجتماع اتجاه تطور التعاون بينها. وقد يكون من أبرز الموضوعات التي سيتطرق إليها الاجتماع بين قادة الدول الثلاث هي اتفاق التجارة الحرة بين البلدان الثلاث والقضية النووية لشبه الجزيرة الكورية.
وبدوره قال تشانغ جيان بينغ، مدير مكتب التعاون الاقتصادي الدولي بمؤسسة دراسة الاقتصاد الخارجي التابعة للجنة الوطنية للتنمية والإصلاح ، إن إجمالي حجم اقتصادات الصين واليابان وكوريا الجنوبية يمثل أكثر من 70% من حجم اقتصادات منطقة آسيا بأكملها، مؤكدا ضرورة تسريع المفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة الصينية -اليابانية- الكورية الجنوبية نظرا لكونها تشكل أهمية للتكامل الاقتصادي في شرق آسيا وتأتي انطلاقا من المصلحة المشتركة، حيث توقع أن تشغل مسألة إقامة منطقة التجارة الحرة هذه حيزا من المحادثات المرتقبة لقادة الدول الثلاث .
وأضاف تشانغ أنه مع التخطيط لبدء الجولة التاسعة من المفاوضات الخاصة باتفاقية التجارة الحرة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية في اليابان في ديسمبر القادم، "نتطلع إلى أن تأخذ عملية إقامة منطقة التجارة الحرة الصينية- اليابانية- الكورية الجنوبية خطوة للأمام ".
أما بالنسبة إلى القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية، فقد أكدت الحكومة الصينية مرارا أن الصين تدفع دائما من أجل نزع السلاح النووي بشبه الجزيرة الكورية، كما تدعم إحلال السلام والاستقرار فيها. وإن الصين تتخذ موقفا ثابتا وواضحا تجاه هذه القضية وستبذل جهودا لدفع الحوار وبناء الثقة بين الأطراف لحلها.
تأسست آلية اجتماع قادة الصين واليابان وكوريا الجنوبية في عام 1999 في إطار اجتماع قادة رابطة الآسيان والصين واليابان وكوريا الجنوبية (10+3), وبعد ذلك، دخلت الآلية مرحلة جديدة حيث عقد قادة الدول الثلاث أول اجتماع خارج إطار "الآسيان زائد الصين واليابان وكوريا الجنوبية" عام 2008 وتناوبت الدول الثلاث سنويا منذ ذلك الحين على استضافة قمة لهذا الاجتماع .
ولكن مع إعلان الحكومة اليابانية "تأميم" جزيرة دياويو في سبتمبر عام 2012 ونزاعها مع كوريا الجنوبية حول جزيرة "دوكدو"، تدهورت العلاقات بينها وبين الصين وكوريا الجنوبية، ما أدى إلى توقف انعقاد هذا الاجتماع .
إن الصين واليابان وكوريا الجنوبية جيران مهمين لبعضهم البعض في منطقة آسيا-الباسيفيك كما تعد أكثر القوى تأثيرا في هذه المنطقة. وقد اضطلع اجتماع قادة الدول الثلاث خلال تلك السنوات بدور مهم في تعزيز الثقة وحماية السلام في شمال شرق آسيا ودفع التعاون الإقليمي. وأصبح استئناف هذه الآلية تطلعا مشتركا لشعوب منطقة آسيا- الباسيفيك.
يذكر أن العلاقات الثنائية الجيدة تشكل أساسا مهما للتعاون الثلاثي. فالعلاقات بين الصين وكوريا الجنوبية تتطور بشكل سريع خلال هذه السنوات حيث كثر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين وتم توقيع اتفاقية تجارة حرة بينهما وازداد تعاونهما التجاري عاما بعد عام وتوسعت اتصالاتهما الشعبية بشكل مستمر. وما يعرقل استئناف آلية اجتماع قادة الدول الثلاث هي اليابان. فما فعله رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي من دفع تمرير مشروعات قوانين أمنية جديدة أثار قلق جارتي اليابان.
وقد بذلت الصين جهودا كبيرة لاستئناف هذه الآلية. وكان عضو مجلس الدولة الصيني يانغ جيه تشي قد ذكر خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، خلال زيارته لطوكيو في الـ14 من الشهر الجاري، أن تحقيق نمو صحي ومستقر وطويل الأمد للعلاقات الصينية- اليابانية يتفق مع المصلحة الأساسية للبلدين والشعبين ويتعلق أيضا بسلام المنطقة واستقرارها ونموها، آملا في أن يعزز الجانبان الاتصالات والحوار لدفع التبادلات والتعاون الفعالين بين البلدين في شتي المجالات.
وأكد يانغ أن الصين تتمسك بسياسة دفع العلاقات الصينية- اليابانية الإستراتيجية متبادلة المنفعة على أساس الوثائق السياسية الصينية- اليابانية الأربع بروح "مواجهة التاريخ والتطلع للمستقبل". وهذه سياسة واضحة وثابتة. وتأمل الصين في أن ينفذ الجانب الياباني الاتفاقات المبدئية الأربعة التي توصلت إليها الصين واليابان لتناول العلاقات الصينية- اليابانية وتحسينها، وأن يعالج القضايا الحساسة الكبرى بشكل ملائم ، وأن يتمسك بإتباع طريق التنمية السلمية.
وأعرب يانغ عن ثقته بأن اجتماع القادة الثلاثي سيتكلل بالنجاح بفضل الجهود المشتركة للأطراف الثلاثة.