بكين 3 نوفمبر 2015 (شينخوا) أصدر الحزب الشيوعي الصيني اليوم (الثلاثاء) النص الكامل من اقتراحات تنمية الصين خلال الفترة ما بين عامي 2016 و2020 بهدف "تحقيق نمو يتراوح بين المتوسط والمرتفع".

وعلى الرغم من عدم إعلان أهداف رقمية، شرح الرئيس شي جين بينغ لاحقا حقيقة أن النمو السنوي بمعدل 6.5% سيكون مهما للصين من أجل "بناء مجتمع مزدهر على نحو معتدل" بحلول عام 2020.

وقال شي في تصريحاته "لكي تقوم الصين بمضاعفة إجمالي الناتج المحلي مقارنة بعام 2010 ودخل الفرد لسكان الحضر والريف بحلول عام 2020 لابد أن يكون النمو السنوي خلال الفترة ما بين 2016 و2020 على الأقل 6.5% ".

وقال إن هذا الهدف تم اقتراحه بعد الأخذ في الاعتبار الإمكانات الاقتصادية والمخاطر.

وأضاف أنه في ظل دخول الصين مرحلة الوضع "الطبيعى الجديد" يتطلب الأمر وقتا ومجالا لاستيعاب الإفراط في الانتاج الصناعي وإعادة هيكلة الاقتصاد والتحول إلى نموذج قائم على الإبداع.

وقد شهد الاقتصاد الصيني نموا بنسبة 6.9% على أساس سنوي خلال الربع الثالث من عام 2015 وهو أدنى معدل منذ النصف الثاني من عام 2009، لكنه يتماشى مع الهدف الحكومي وهو حوالي 7%.

وقال ليو يوان تشون نائب مدير الأكاديمية الوطنية للتنمية والاستراتيجية بجامعة الشعب إنه إذا تم اتخاذ اجراءات فعالة ستتمكن الصين من الحفاظ على معدل نمو بنسبة 7% تقريبا خلال الأعوام الخمسة القادمة.

وقال ليو إنه برغم تأثير ارتفاع معدل الشيخوخة بين السكان وإعادة الهيكلة الاقتصادية والموارد المحدودة، لن ينخفض معدل النمو عن 6%.

وقال تشي فو لين مدير المعهد الصيني للإصلاح والتنمية في هاينان إن معدل نمو بنسبة 6.5% يتيح مساحة لضمان النمو المستدام.

وقال تشي إن تغير عقلية النمو سيكون له أثر دائم على مستقبل الصين.

ووفقا لاقتراحات اليوم سيحقق "الإبداع والتنسيق والبيئة والانفتاح والمشاركة" أهدافها الاقتصادية خلال الأعوام القادمة.

وأشار شي إلى أن التركيز سيكون على تحقيق النمو عن طريق التحول الاقتصادي وتعزيز البنية الصناعية وتحسين البيئة وتحسين الجودة والكفاءة.

حضرنة أسرع

من أهداف الخطة الخمسية زيادة معدل الحضرنة بناء على عدد السكان المسجلين. ومن المتوقع أن يبلغ المعدل حوالي 45% بحلول عام 2020.

وعلى الرغم من أن عدد سكان المدن يقترب من 55% من إجمالي عدد السكان فإن عددا كبيرا منهم ومعظمهم من العمال المهاجرين محرومون من (وضع الإقامة الرسمي) ومحرومون من الحصول بشكل متساو على حقهم في التعليم وحقوق التوظيف وخدمات الضمان الاجتماعي.

وقال شي إن جعل العمال المهاجرين حضريون "بحق" أمر هام لتوفير العمالة والطلب الاستهلاكي واستقرار سوق العقارات وتوسيع استثمارات البنية التحتية الحضرية.

كما سيفيد ذلك أيضا العدالة الاجتماعية وهي هدف هام للوصول لمجتمع مزدهر بحلول عام 2020.

مكافحة الفقر

وتخطط الصين للقضاء على الفقر بحلول عام 2020. وقال شي إن القضاء على الفقر في المناطق الريفية هو أصعب تحد في بناء "مجتمع مزدهر على نحو معتدل". وحتى نهاية عام 2014 كان لدى الصين 70.2 مليون شخص في المناطق الريفية تحت خط الفقر أي ينخفض دخلهم السنوي عن 2300 يوان (376 دولار أمريكي بأسعار عام 2010).

وتخطط الحكومة لتحسين البنية التحتية للريف بما في ذلك الطرق والحصول على المياه والكهرباء والانترنت. كما أن هناك تعهدات بتحسين التعليم والرعاية الصحية والخدمات العامة جنبا إلى جنب مع نظام الخدمات الاجتماعية للأطفال والنساء وكبار السن في الريف.

ومع زيادة الإنفاق المالي على مكافحة الفقر سيتم تشجيع الاستثمارات الخاصة والجماعات المحلية على المشاركة في الحرب على الفقر.

وفيما يتعلق بتحقيق هدف القضاء على الفقر بحلول عام 2020 قال الرئيس "إذا اتخذت الحكومة خطوات فعالة ومنسقة ستتمكن الصين من انتشال 10 مليون شخص من الفقر سنويا خلال الفترة ما بين عامي 2016 و2020".

تغيير سياسة طفل واحد

قال الرئيس إن تغيير سياسة تنظيم الأسرة يعني نهاية سياسة طفل واحد ويسمح لجميع الأزواج بإنجاب طفلين. وستوازن السياسة الجديدة التعداد السكاني وتدعم التنمية.

وحتى نهاية اغسطس الماضي تقدم 1.69 مليون زوج وزوجة أي 15.4% فقط من المؤهلين طلبا لإنجاب طفل ثان وفقا للبيان.

وذكر البيان أن أكثر من 15% من تعداد السكان يبلغون من العمر 60 عاما أو أكثر وأن عدد السكان في سن العمل بدأ ينخفض وأن هذا الانخفاض "مستمر".

وقال شي إن السياسة الجديدة ستخفف ضغوط الشيخوخة للسكان وتزيد عرض العمل وتعزز تنمية سكانية متوازنة.