بكين/تايبى 4 نوفمبر 2015 (شينخوا) يشهد يوم السبت القادم اجتماعا تاريخيا بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والزعيم التايواني ما يينغ-جيو في سنغافورة حيث سيحى كلاهما الآخر بكلمة "سيد"، فيما يعد اختراقا في التبادلات والاتصالات المباشرة بين زعيمي جانبي مضيق تايوان بعد صعوبات وتقلبات واجهها الطرفان منذ عام 1949.
وقال تشانغ تشي جون رئيس مكتب عمل تايوان للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومكتب شؤون تايوان بمجلس الدولة هنا اليوم (الأربعاء) إنه تماشيا مع مبدأ صين واحدة توصل البر الرئيس وتايوان لاتفاقية عملية تظهر رغبة الطرفين في تنحية الخلافات جانبا واحترام بعضهما البعض.
وأشاد تشانغ بالاجتماع المرتقب بين شي وما بصفتيهما "زعيمي جانبي مضيق تايوان"، ووصفه بالعلامة البارزة في العلاقات عبر المضيق على مدار سبعة عقود. وقال إنه "سيخلق مجالا جديد" لرفع التبادلات والتواصل بين جانبي المضيق إلى مستوى جديد.
وقال تشانغ إن الاجتماع يأتي في وقت هام للعلاقات عبر المضيق التي وصلت مجددا لمفترق طرق، مضيفا أن الاجتماع سيساعد في تحسين الثقة عبر مضيق تايوان وتعزيز الأرضية السياسية المشتركة ودفع التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق قدما وحماية السلام والاستقرار في المنطقة.
وقال حزب الكومينتانغ الحاكم في تايوان في بيان نُشر على موقعه الالكتروني إن الاجتماع سيكون بمثابة "نقطة فاصلة رئيسية" للجانبين من أجل تحقيق تعاون متبادل النفع.
وقال وانغ جين-بينغ رئيس المجلس التشريعي لتايوان إن المجلس التشريعي يدعم أي حوار بين جانبي المضيق يساهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وتوقع نجاح الاجتماع.
وقال تشانغ إن شي وما سيتبادلان وجهات النظر حول تعزيز التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق وسيناقشان قضايا هامة متعلقة بتعميق التعاون بين جانبي المضيق وتحسين المستويات المعيشية للسكان.
ومن المتوقع أيضا أن يحضر الزعيمان حفل عشاء بعد الاجتماع.
تعثرت العلاقات بين البر الرئيس وتايوان بعد قيام قوات الكومينتانغ بزعامة تشيانغ كاي-شيك بالفرار إلى تايوان عام 1949 بعد حرب أهلية.
وكانت هناك صراعات عسكرية ومواجهات سياسية حادة بين الجانبين حتى نهايات ثمانينيات القرن الماضي عندما بدأ كسر الجليد في العزلة المتبادلة.
وحظي توافق عام 1992 الذي تم التوصل له بعد محادثات بين جانبي المضيق عام 1992 ونص على مبدأ صين واحدة باعتراف العالم.
وقال تشانغ إن اجتماع شي-ما سيعقد في سنغافورة بعد "الأخذ في الاعتبار بعدة أمور"، ولم يدل بالمزيد من التفاصيل.
ولم يتم اختيار سنغافورة مصادفة لعقد هذا الاجتماع.
في ابريل عام 1993 التقى وانغ داو هان رئيس جمعية البر الرئيس للعلاقات عبر مضيق تايوان وكو تشن-فو رئيس مؤسسة التبادلات عبر المضيق ومقرها تايوان في سنغافورة من أجل تمهيد الطريق لتحسين العلاقات عبر المضيق.
وتأسست الجمعية في 1990 والمؤسسة فى1991 وهما منظمتان غير حكوميتين مخولتان من جانب البر الرئيس وتايوان بالمشاركة في مشاورات عبر جانبي المضيق.
وقال تشانغ إنه منذ أكثر من عقد من الزمن لم يكن من الممكن عقد اجتماع بين زعيمي جانبي المضيق بسبب المناورات الاستفزازية للقوى الانفصالية في تايوان التي أوصلت الوضع لدرجة الأزمة.
وفي ابريل عام 2005 عقد هو جين تاو سكرتير عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وقتئذ وزعيم حزب الكومينتانغ لين تشان وقتذاك أول اجتماع بين زعيمي الحزبين منذ ستة عقود.
وقال تشانغ "على مدار الأعوام السبعة الماضية قام الجانبان ببناء ثقة متبادلة وفتحا مسارا للتنمية السلمية للعلاقات على الأسس السياسية المشتركة لتوافق عام 1992 ومعارضة استقلال تايوان".
ووقع الجانبان 23 اتفاقية عبر المشاورات بين جمعية البر الرئيس للعلاقات عبر مضيق تايوان ومؤسسة التبادلات عبر المضيق، وقاما بحل مجموعة كبيرة من القضايا المتصلة بشكل وثيق بمصالح الشعب على جانبين المضيق.
وتم تعميق التعاون الاقتصادي بين جانبي المضيق، كما تم تطبيق "الروابط الثلاثة المباشرة" بين الجانبين في إشارة للبريد المباشر والنقل المباشر والعلاقات التجارية المباشرة عبر جانبي المضيق بما يفيد سكان الجانبين.
وقال تشانغ إن تحسين التبادلات في مجالات متنوعة أدى لعلاقات أوثق بين الشعب، مضيفا أن الجانبين قاما أيضا بخفض الخلافات الداخلية في التعامل مع الشؤون الخارجية عن طريق المشاورات.
وتبادل المسؤولون عن شؤون جانبي المضيق في الطرفين الزيارات المتكررة منذ بدء آلية التواصل المنتظم في عام 2014.
وقال تشانغ "جاء اجتماع شي وما نتيجة الجهود المنسقة للجانبين وجميع المواطنين واستفاد من النتائج التراكمية التي تحققت بفضل التنمية السلمية للعلاقات بين جانبي المضيق".
وقال تشانغ إن ابناء الشعب على جانبي المضيق يأملون في أن تظل العلاقات سلمية ومستقرة وأن تحقق رخاء أكبر وأن يكون الاجتماع بين الزعيمين خطوة هامة تتماشى مع تطلعات الناس والاتجاهات الراهنة.
وقال تشانغ إن البر الرئيس يتبنى دائما "موقفا استباقيا ومنفتحا" تجاه عقد اجتماع بين زعيمي جانبي المضيق.
وقال مسؤول البر الرئيس إن اجتماع شي-ما "هام" وأن له "معنى إيجابي" للتنمية طويلة المدى للعلاقات عبر المضيق.
الرئيس الصيني يلتقي بزعيم تايوان في سنغافورة |
مسؤول: لقاء شي -ما "علامة بارزة " في العلاقات عبر مضيق تايوان |