بكين 6 نوفمبر 2015 (شينخوا) لا يوجد من يفهم الخبرات التى استفادتها الصين من التحديث السريع فى سنغافورة أكثر من الطلاب الصينيين الذين عادوا من الدراسة هناك.
كان هذا واضحا فى تجمع فى اغسطس الماضي، عندما ناقش حوالي 100 من خريجي كلية لي كوان يو للسياسات العامة بجامعة سنغافورة الوطنية، تشجيع الصين للشركات الصغيرة المقامة حديثا.
لقد تحقق تنبؤهم، ففي منتدى ديفوس الصيفي فى شمال شرق الصين في الشهر التالي للموعد السابق، ألقى رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الضوء على الابتكار وريادة الاعمال ووصفهما بأنهما محرك نمو اقتصادي جديد. ومنذ ذلك الوقت، تم اتخاذ مجموعة من الاجراءات التفضيلية لدعم الشركات الصغيرة المقامة حديثا.
وقال يان شو فن، خريج من الجامعة وساعد فى تنظيم التجمع، "اصبح الدراسون فى سنغافورة اكثر براجماتية. فاحساس سنغافورة بعدم الامن كدولة صغيرة تحيطها جارات كبيرة أثر علينا، ما جعلنا نكافح دائما نحو التقدم."
ومع استعداد الدولتين للاحتفال بمرور 25 عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خلال زيارة الرئيس شي جين بينغ يومي الجمعة والسبت، أصبح عدد الطلاب الذين يسافرون الى سنغافورة للتعلم من "النموذج السنغافوري" أكبر بكثير.
وتظهر الاحصاءات الرسمية ان نحو 250 الف مسئول حكومي صيني كانوا يتدربون فى سنغافورة.
كان تشاو جون من بين الذين سافروا للدراسة هناك. ففي 2000، كان تشاو يعمل فى وزارة الزراعة وحصل على منحة دراسية فى سنغافورة حيث حصل على درجة الماجيستير فى السياسات العامة.
وأوضح ان الدراسة فى الكلية العالمية جددت معرفته القديمة فى مجالات مثل الاقتصاد والعلوم السياسية وعلم الاجتماع.
وبعد عودته من الدراسة، قرر تشاو الاستمرار فى دراساته لدرجة الدكتوراة فى كندا حيث استمر فيها 6 سنوات.
كمجتمع صيني عرقي على العموم ويقع بالقرب من الصين، جذبت طرق سنغافورة للتحديث انظار القادة الصينيين فى وقت مبكر.
ففي عام 1978، كانت الصين تطلق حملة الاصلاح والانفتاح. ومن ثم، لم يكن من قبيل الصدفة ان يزور الزعيم الصيني الراحل دنغ شياو بينغ سنغافورة ويهتم بتنميتها.
وقال تشنغ يونغ نيان، مدير معهد شرق اسيا بالجامعة السنغافورية، ان النموذج السنغافوري معروف بإدارته الاقتصادية والاجتماعية الفعالة ودور القانون والحوكمة الجيدة.
وقال قنغ جينغ، نائب الرئيس التنفيذي لشركة جرينلاند هولدينجز، ان الصين تعلمت من سنغافورة فى مجالات متنوعة، ولكن الدرس الاكثر الهاما قد يكون ان دولة بحزب حاكم دائم يمكن ان تشهد ايضا ازدهارا اقتصاديا وتقدما سياسيا، مشيرا إلى حزب العمل الشعبي الحاكم فى سنغافورة منذ تأسيس الدولة.
كما كانت سنغافورة أداة مساعدة للتقدم العلمي فى الصين.
عندما عاد مياو يوان هوا إلى الوطن بعد التخرج من جامعة نانيانغ التكنولوجية، أسس شركته فى مجال تكنولوجيا البيئة بعد تأثره ببيئة المعيشة فى سنغافورة، حيث الهواء النقي والشوارع النظيفة وينابيع لمياه الشرب النظيفة.
وفى 2001، وقعت الصين وسنغافورة اتفاقية اطارية للتبادلات والتدريب للمسئولين على المستوى المتوسط والرفيع. كما أقيمت اليات ثنائية رفيعة المستوى مثل مجلس التعاون المشترك الثنائي بين الصين وسنغافورة.
وقالت سوزانا ليونج، نائبة عميد كلية الاعمال بالجامعة السنغافورية وهي فى شانغهاي هذا الاسبوع للقيام بابحاث عن المشاكل القانونية للتمويل الالكتروني، ان الجامعة كانت من اوائل المؤسسات الاسيوية خارج البر الرئيس الصيني التى تطلق برامج دراسية باللغة الصينية.
وتدل حقيقة ان 90 فى المائة من طلاب البرامج من البر الرئيس الصيني على ان الشركات الصينية ترغب بشدة فى التوسع عالميا من خلال سنغافورة.