هانوي 6 نوفمبر 2015 (شينخوا) عقب تحقيق نتائج مثمرة مع القادة الفيتناميين، اختتم الرئيس الصيني شي جين بينغ أول زيارة دولة يقوم بها إلى فيتنام، وغادر إلى سنغافورة يوم الجمعة.
وعلى الرغم من أن زيارة شي، التي دامت 27 ساعة فقط، تبدو وجيزة للغاية، إلا أنها أثمرت عن إنجازات فارقة.
وقال الرئيس الصيني خلال لقائه نظيره الفيتنامي إن "الزيارة تركت لدى انطباعا عميقا وتبين أنها ستتكلل بنجاح كبير".
-- زيارة مثمرة
وقدمت فيتنام ترحيبا نادرا رفيع المستوى للرئيس الصيني خلال زيارته، وهي الأولى من نوعها منذ توليه منصبه.
ولدى وصوله، أقيمت لشي مراسم استقبال رسمية مع إطلاق 21 طلقة تحية، وهي مراسم كانت فيتنام علقت العمل بها لسنوات. وخلال زيارة شي، عقد كبار القادة الفيتناميين اجتماعات معه، وتم دعوة الضيف المميز إلى مأدبة وغداء وإفطار، فضلا عن إلقاء خطاب في برلمان البلاد.
وذكر نائب وزير الخارجية الصيني ليو تشن مين أن "الاستقبال رفيع المستوى يظهر أن الجانب الفيتنامي يولي أهتماما كبيرالزيارة الرئيس شي بالإضافة إلى العلاقات الصينية- الفيتنامية".
وقال شي للرئيس الفيتنامي ترونغ تان سانغ إن "الزيارة حققت هدف تعزيز الصداقة التقليدية، ومواصلة التنسيق الإستراتيجي وتطوير التعاون البراغماتي".
وأضاف شي "لقد توصلنا إلى سلسلة من التوافقات حول التعاون البراغماتي في شتي المجالات".
وقد تجسدت التوافقات المذكورة بشكل جزئي في البيان الرسمي المشترك الذي حدد الخطوط العريضة للتعاون المستقبلي.
كما وقع الجانبان عددا من وثائق التعاون تشمل مجالات مثل التبادلات الحزبية، والنقل، والسياحة، والقدرة الإنتاجية، والثقافة، والسكك الحديدية، والطاقة، والمالية، والشؤون المحلية، وذلك بعد محادثات بين شي ونجوين فو ترونغ، الأمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي الفيتنامي.
ولدى تلخيصه النتائج، قال ليو إن الجانبين اتفقا حول التبادلات الحزبية، والتعاون في الأمن والدفاع، والانحياز نحو إستراتيجيات التنمية والتبادلات الشعبية.
وقال تران كونغ تروك، الرئيس السابق للجنة الحدود في الحكومة الفيتنامية، إنه يتعين على البلدين، في الخطوة القادمة، الاستمرار في مواصلة تنفيذ الاتفاقيات.
وأضاف تروك أن "الشيء الأكثر أهمية هو أنه ينبغي على الجانبين المحافظة على موقف جاد وبناء يقوم على حسن النوايا أثناء تنفيذ هذه القضايا".
-- حوار الرفقاء
وسلط شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الضوء على الصلات الخاصة والمصالح المشتركة بين الصين وفيتنام، وهما بلدان اشتراكيان يقودهما حزبان شيوعيان.
والتقى شي ترونغ مرتين، وتبادل معه وجهات النظر حول كيفية تقاسم الخبرات حول حكم دولة وبناء الحزب وذلك للعمل بشكل مشترك على تحسين قدرة الحكم لدى البلدين.
وقال شي إن الصين وفيتنام تشكلان مجتمعا ذي مصير مشترك وله أهمية إستراتيجية، مضيفا أن مستقبل القضية الاشتراكية للبلدين متشابك إلى حد كبير.
ووقعت الصين وفيتنام خطة تمتد لخمسة أعوام حول تدريب الكوادر بدءا من عام 2016. وخلال زيارة ترونغ إلى الصين في أبريل، وقع الجانبان أيضا خطة للتعاون الحزبي.
وخلال إلقائه خطابا أمام المئات من النواب الفيتناميين بالجمعية الوطنية للبلاد، أستشهد شي بتصريح للزعيم الفيتنامي الراحل هو تشي منه قال فيه إن "الصين وفيتنام تتمتعان بصداقة تقوم على الرفقة والأخوة"، قائلا إنه ينبغي على البلدين أن يصبحا نعم الرفيقين اللذين يساعدان ويثقان في بعضهما البعض، ونعم الشريكين اللذين يتسمان بالتعاون المربح للطرفين، ونعم الجارين اللذين تربطهما مودة كبيرة، ونعم الصديقين اللذين يتمتعان بتبادلات وزيارات متكررة.
وقال نجوين نجوك ترونغ، رئيس مركز بحثي في فيتنام، إن "جولة شي لها أهمية كبيرة وجاءت في وقت حاسم لكل من البلدين والحزبين"، مضيفا أن الزيارة سوف تخلق زخما جديدا للعلاقات.
-- وراثة التقاليد
كما زار شي ضريح الزعيم الفيتنامي الراحل هو تشي منه الذي قدم إسهامات كبيرة لتعزيز الصداقة التقليدية مع الصين.
وخلال المحادثات مع القادة الفيتناميين، حث شي الجانبين على توارث والحفاظ على الصداقة التقليدية "القائمة على الرفقة والأخوة" وقام ببنائها وتنشئتها بعناية ماو تسي تونغ وهو تشي منه، وغيرهما من زعماء الأجيال السابقة.
وقال شي أثناء خطابه في البرلمان الفيتنامي إن الشعبين الصيني والفيتنامي حاربوا الغزاة خلال التاريخ، جنبا إلى جنب، والآن يتقاسمون نفس السبب لبناء دولة مزدهرة.
ولفت نائب وزير الخارجية الصيني ليو تشن مين إلى أن "الصين تثمن الصداقة التقليدية، وتأمل بمواصلة تعزيز التعاون الودي وطويل الأمد مع فيتنام".
-- تقليل الاختلافات
كما أكد الرئيس الصيني أيضا على موقف الصين حول الخلافات البحرية بين البلدين، وحث الجانبين على إدارة الخلافات بطريقة مناسبة والسيطرة عليها، وحماية الاستقرار في البحر والتركيز أكثر على التعاون.
ولفت ليو إلى أن "قادة البلدين، الذين يتعاملون مع بعضهم البعض كرفاق، تبادلوا وجهات النظر بشكل صريح وودي حول كيفية إدارة الخلافات بين البلدين والسيطرة عليها"، مضيفا أن "توافقا هاما" قد تم تحقيقه.
ووفقا لبيان رسمي مشترك صدر يوم الجمعة، اتفقت الصين وفيتنام على إطلاق مهمة مسح مشترك في المياه خارج مدخل خليج بيبو بدءا من شهر ديسمبر القادم، والتي ينظر إليها على أنها بداية لمزيد من التعاون البحري بين البلدين.
كما خطط الجانبان للتعزيز المستمر للمفاوضات بشأن ترسيم المياه خارج مدخل خليج بيبو، والعمل بشكل فعال على تعزيز التنمية المشتركة لهذه المياه.
وأشار ليو إلى أن الصين وفيتنام توصلتا أيضا إلى توافق يشير إلى أنه يتعين على الجانبين السعي لإيجاد حل جوهري وطويل الأمد للخلافات من خلال المشاورات والمفاوضات الودية، مع البحث بشكل نشط عن وسائل انتقالية.
وقال تروك إن "الزيارة ستفتح أمام فيتنام والصين المجال لمواصلة حل الخلافات، وهو ما يتماشى مع أمنيات ورغبات الشعبين".