تحقيق إخبارى: موسم قطاف الزيتون بجنوب لبنان ..حصاد خير للبنانيين وللنازحين السوريين

20:14:52 07-11-2015 | Arabic. News. Cn

جنوب لبنان 7 نوفمبر 2015 (شينخوا) حل موسم قطاف الزيتون بجنوب لبنان وعجت كرومه بحركة لا تهدأ خصوصا وأن في الجنوب أكثر من 4 ملايين شجرة زيتون، وهي الشجرة التي تحتل المرتبة الثالثة من مجمل الأراضي الزراعية.

ويعتبر قطاف الزيتون في الجنوب مهنة موسمية بالنسبة لأكثر من 200 ألف نازح سوري يقيمون بجنوب لبنان حيث يشكل مورد رزق طوال شهرين من الخريف يعينهم على تلبية حاجاتهم الأساسية التي يعجز لبنان عن تلبيتها في ضوء كثافة أعدادهم التي جعلتهم يصبحون قرابة 30 في المائة من سكان البلاد.

وفي سهل (مرجعيون) في جنوب لبنان التقت وكالة أنباء (شينخوا) مع ساعات الصباح الأولى النازحة السورية من (ادلب) سلوى العقيبي برفقة اطفالها الأربعة الذين تتراوح اعمارهم ما بين 8 و 15 عاما الذين كانوا في طريقهم إلى حقول الزيتون حاملين عدة أكياس متوسطة الحجم وبعض الزاد ومياه الشرب.

وتقول سلوى إنها تقصد يوميا الحقول والكروم التي جنى اصحابها الزيتون عنها لتعمل حتى فترة العصر في تمشيط هذه الكروم لجمع حبات الزيتون التي غفل عنها المزارعون أرضا أو على الأشجار.

وتضيف العقيبي "زيتون هذه الكروم هو مورد رزقنا حاليا ويدر علينا مبالغ مالية مقبولة تسد جانبا من مصاريفنا في ظل التقتير وانخفاض مساعدات الدول المانحة."

وفي هذا المجال يوضح النازح من ريف (دمشق) عادل ابو احمدي أن "من يمشط الكروم يبيع حصيلته بسعر 6 دولارات أمريكية لكل كيلو غرام من الزيتون أو يجمع حبوبه ليعصرها زيتا ويبيع الصفيحة بسعر 150 دولارا مما يسد جانبا من الحاجيات ويقينا شر العوز."

ويضيف ابو احمدي أن زيت زيتون جنوب لبنان معروف بجودته منذ القدم ويعتبر غذاء صحيا جيدا يسعى المواطن اللبناني إلى الحصول على أفضل أنواعه ويحرص على شراء ما يستهلكه منه طوال العام من المزارعين مباشرة خلال موسم القطاف ما يجعله مصدر رزق لشريحة واسعة من المجتمع اللبناني وللنازحين السوريين.

بدورها، تقول النازحة إلى بلدة (حاصبيا) جوهرة العسلي إن تمشيط بساتين الزيتون مع أطفالها الثلاثة طوال 8 ساعات يوميا هو "عمل سهل ومسلي ومربح نتمكن خلاله من جمع 15 إلى 20 كيلو غراما نبيعها لأصحاب معاصر الزيتون لنحصل على غلة يومية تتراوح بين 50 و 70 دولارا ."

وتضيف العسلي إن "موسم قطاف الزيتون هو موسم خير بتنا ننتظره كل عام لكنه قصير جدا ولا تتجاوز مدته الشهرين فقط."

أما النازح من بلدة (بيت جن) محمد المحمدي الذي يجمع من حوله اقارب واصحاب مشكلا ورشة عمل تضم 10 اشخاص فيقول ل(شينخوا) "نعمل سويا لفترة شهرين في قطاف الزيتون وتبلغ اجرة العامل الذكر حوالي 24 دولارا والأنثى 20 دولارا."

ويرى أن "العمالة السورية تساهم في قطف نصف موسم الزيتون بلبنان في ظل نقص اليد العاملة اللبنانية في هذا المجال حيث يتهافت المزارعون اللبنانيون للحصول على عمال قطاف سوريين."

ويجزم "لولا النازحين السوريين لكان المزارع اللبناني عاجزا عن قطاف موسمه في ظل غياب عمال لبنانيين ينجزون هذه المهمة."

ويضيف المحمدي "انها فرصة ذهبية لنا كنازحين نستغلها في الكد للحصول على مبلغ يساعدنا على أيام فصل الشتاء حيث تتراجع فرص العمل إلى درجة الصفر."

بدوره، يشرح النازح من ريف (ادلب) سامر الحاج أن "عددا من النازحين بسبب خبرته في عصر الزيتون يعمل في تشغيل المعاصر وصيانتها وفي تعليب الزيت."

ويقول "أعمل إلى جانب 9 عمال من النازحين السوريين في إحدى معاصر الزيتون عند الطرف الغربي لبلدة (حاصبيا) وأتقاضى أجرا مقداره 30 دولارا يوميا مقابل فترة عمل تتراوح بين 10 و 12 ساعة."

ويضيف الحاج "هذا العمل فرصة نادرة نحصل فيها على دخل يسد جانبا من حاجياتنا الضرورية وخاصة وقود التدفئة وايجار المنازل المستأجرة اضافة إلى المواد الغذائية."

أما النازح من (حلب) حسن الحسين الذي يبيع الزيتون بنوعيه الأخضر والأسود فقد أقام خيمة صغيرة إلى جانب طريق يصل بين جنوب وشرق البلاد في بلدة (راشيا الوادي) حيث يعرض بضاعته للمارة.

ويقول الحسين "وجود عشرات البسطات التي اقامها نازحون على جانبي هذا الطريق الاستراتيجي بات مشهدا مألوفا للمارة الذين يقبلون على ابتياعها فالزيتون يلقب ب "شيخ المائدة" لدى اللبناني في الوجبات اليومية الثلاث".

ويضيف "الزيتون باب رزق مهم لي كنازح فقير يركض خلف القرش لسد حاجته مع التقتير القاسي الذي تعتمده الجهات الدولية المانحة في تقديماتها تحت شعار عدم توفر التمويل اللازم ."

ويختم "موسم الزيتون هو حقا مناسبة خيرة وشجرته المباركة ورد ذكرها في مختلف الكتب السماوية، ولأنها عنوان السلام فان النازحين يتمنون في موسم العام القادم أن يعملون في قطاف أشجار زيتون بلدهم سوريا."

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق إخبارى: موسم قطاف الزيتون بجنوب لبنان ..حصاد خير للبنانيين وللنازحين السوريين

新华社 | 2015-11-07 20:14:52

جنوب لبنان 7 نوفمبر 2015 (شينخوا) حل موسم قطاف الزيتون بجنوب لبنان وعجت كرومه بحركة لا تهدأ خصوصا وأن في الجنوب أكثر من 4 ملايين شجرة زيتون، وهي الشجرة التي تحتل المرتبة الثالثة من مجمل الأراضي الزراعية.

ويعتبر قطاف الزيتون في الجنوب مهنة موسمية بالنسبة لأكثر من 200 ألف نازح سوري يقيمون بجنوب لبنان حيث يشكل مورد رزق طوال شهرين من الخريف يعينهم على تلبية حاجاتهم الأساسية التي يعجز لبنان عن تلبيتها في ضوء كثافة أعدادهم التي جعلتهم يصبحون قرابة 30 في المائة من سكان البلاد.

وفي سهل (مرجعيون) في جنوب لبنان التقت وكالة أنباء (شينخوا) مع ساعات الصباح الأولى النازحة السورية من (ادلب) سلوى العقيبي برفقة اطفالها الأربعة الذين تتراوح اعمارهم ما بين 8 و 15 عاما الذين كانوا في طريقهم إلى حقول الزيتون حاملين عدة أكياس متوسطة الحجم وبعض الزاد ومياه الشرب.

وتقول سلوى إنها تقصد يوميا الحقول والكروم التي جنى اصحابها الزيتون عنها لتعمل حتى فترة العصر في تمشيط هذه الكروم لجمع حبات الزيتون التي غفل عنها المزارعون أرضا أو على الأشجار.

وتضيف العقيبي "زيتون هذه الكروم هو مورد رزقنا حاليا ويدر علينا مبالغ مالية مقبولة تسد جانبا من مصاريفنا في ظل التقتير وانخفاض مساعدات الدول المانحة."

وفي هذا المجال يوضح النازح من ريف (دمشق) عادل ابو احمدي أن "من يمشط الكروم يبيع حصيلته بسعر 6 دولارات أمريكية لكل كيلو غرام من الزيتون أو يجمع حبوبه ليعصرها زيتا ويبيع الصفيحة بسعر 150 دولارا مما يسد جانبا من الحاجيات ويقينا شر العوز."

ويضيف ابو احمدي أن زيت زيتون جنوب لبنان معروف بجودته منذ القدم ويعتبر غذاء صحيا جيدا يسعى المواطن اللبناني إلى الحصول على أفضل أنواعه ويحرص على شراء ما يستهلكه منه طوال العام من المزارعين مباشرة خلال موسم القطاف ما يجعله مصدر رزق لشريحة واسعة من المجتمع اللبناني وللنازحين السوريين.

بدورها، تقول النازحة إلى بلدة (حاصبيا) جوهرة العسلي إن تمشيط بساتين الزيتون مع أطفالها الثلاثة طوال 8 ساعات يوميا هو "عمل سهل ومسلي ومربح نتمكن خلاله من جمع 15 إلى 20 كيلو غراما نبيعها لأصحاب معاصر الزيتون لنحصل على غلة يومية تتراوح بين 50 و 70 دولارا ."

وتضيف العسلي إن "موسم قطاف الزيتون هو موسم خير بتنا ننتظره كل عام لكنه قصير جدا ولا تتجاوز مدته الشهرين فقط."

أما النازح من بلدة (بيت جن) محمد المحمدي الذي يجمع من حوله اقارب واصحاب مشكلا ورشة عمل تضم 10 اشخاص فيقول ل(شينخوا) "نعمل سويا لفترة شهرين في قطاف الزيتون وتبلغ اجرة العامل الذكر حوالي 24 دولارا والأنثى 20 دولارا."

ويرى أن "العمالة السورية تساهم في قطف نصف موسم الزيتون بلبنان في ظل نقص اليد العاملة اللبنانية في هذا المجال حيث يتهافت المزارعون اللبنانيون للحصول على عمال قطاف سوريين."

ويجزم "لولا النازحين السوريين لكان المزارع اللبناني عاجزا عن قطاف موسمه في ظل غياب عمال لبنانيين ينجزون هذه المهمة."

ويضيف المحمدي "انها فرصة ذهبية لنا كنازحين نستغلها في الكد للحصول على مبلغ يساعدنا على أيام فصل الشتاء حيث تتراجع فرص العمل إلى درجة الصفر."

بدوره، يشرح النازح من ريف (ادلب) سامر الحاج أن "عددا من النازحين بسبب خبرته في عصر الزيتون يعمل في تشغيل المعاصر وصيانتها وفي تعليب الزيت."

ويقول "أعمل إلى جانب 9 عمال من النازحين السوريين في إحدى معاصر الزيتون عند الطرف الغربي لبلدة (حاصبيا) وأتقاضى أجرا مقداره 30 دولارا يوميا مقابل فترة عمل تتراوح بين 10 و 12 ساعة."

ويضيف الحاج "هذا العمل فرصة نادرة نحصل فيها على دخل يسد جانبا من حاجياتنا الضرورية وخاصة وقود التدفئة وايجار المنازل المستأجرة اضافة إلى المواد الغذائية."

أما النازح من (حلب) حسن الحسين الذي يبيع الزيتون بنوعيه الأخضر والأسود فقد أقام خيمة صغيرة إلى جانب طريق يصل بين جنوب وشرق البلاد في بلدة (راشيا الوادي) حيث يعرض بضاعته للمارة.

ويقول الحسين "وجود عشرات البسطات التي اقامها نازحون على جانبي هذا الطريق الاستراتيجي بات مشهدا مألوفا للمارة الذين يقبلون على ابتياعها فالزيتون يلقب ب "شيخ المائدة" لدى اللبناني في الوجبات اليومية الثلاث".

ويضيف "الزيتون باب رزق مهم لي كنازح فقير يركض خلف القرش لسد حاجته مع التقتير القاسي الذي تعتمده الجهات الدولية المانحة في تقديماتها تحت شعار عدم توفر التمويل اللازم ."

ويختم "موسم الزيتون هو حقا مناسبة خيرة وشجرته المباركة ورد ذكرها في مختلف الكتب السماوية، ولأنها عنوان السلام فان النازحين يتمنون في موسم العام القادم أن يعملون في قطاف أشجار زيتون بلدهم سوريا."

الصور

010020070790000000000000011101431347934831