(الصورة الارشيفية)
القاهرة 7 نوفمبر 2015 (شينخوا) انتقدت مصر اليوم (السبت) " تسرع " بعض الدول في اتخاذ إجراءات أثرت سلبا على اقتصادها لاسيما مجال السياحة، وذلك على خلفية سقوط الطائرة الروسية في سيناء، مؤكدة أنه ليس هناك أي فرضية حول سبب سقوطها قبل انتهاء التحققات".
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في مؤتمر صحفي (السبت)، "ما شهدناه فى الأيام الماضية من توتر وتسرع من قبل بعض الشركاء في اتخاذ إجراءات كان له تأثيره السلبى على الاقتصاد المصرى ومجال السياحة".
وأعلنت بريطانيا وروسيا تعليق الرحلات الجوية إلى منتجع شرم الشيخ، وأعدتا خطة لإجلاء مواطنيهما منه، فيما علقت أيضا بعض شركات الطيران الأجنبية رحلاتها لذات المنتجع.
كما خرجت تصريحات بريطانية وأمريكية ترجح سقوط الطائرة جراء انفجار قنبلة وضعت بها قبل اقلاعها من مطار شرم الشيخ.
وأضاف شكري " ما سمعناه عن وجود معلومات (لدى بعض الدول) حتى الان لم يتم موافاة الأجهزة الامنية المصرية بالتفاصيل بشأنها".
وتابع " هناك علامة استفهام لابد ان تطرح ايضا، فنحن الطرف الاكثر اتصالا بالموضوع، وكنا نتوقع ان المعلومات المتوفرة على المستوى الفنى يتم موافاتنا بها على المستوى الفنى بدلا من ان تطلق على الساحة الاعلامية بهذه العمومية".
وواصل " إننا نعمل من منطلق مسئوليتنا فى توفير الحماية والامن لزائرى مصر، ومن منطلق اصرارنا على مقاومة الارهاب.. اننا لم نستبعد اى احتمال (حول سبب سقوط الطائرة) لكن ليس هناك اى فرضية قبل الانتهاء من التحقيقات ووجود تقرير شامل يكشف الحقيقة".
وحول تفسيره لتسرع بعض الدول في اتخاذ اجراءات احادية للسياحة الوافدة منها إلى مصر، فى وقت لم تتوفر فيه معلومة مؤكدة عن سبب سقوط الطائرة الروسية ومقارنة ذلك بما حدث مع حوادث طيران أخرى، قال شكرى " لابد ان يكون هناك مقارنة، هناك حوادث ورحلات طيران اختفت دون تفسير، ولم تقدم ادلة على سبب اختفائها، ولم يؤد ذلك إلى التكهنات والنظريات والتأثير على شركة الطيران أو الدولة التى تتجه اليها هذه الطائرة وهى دول ايضا تعتمد على السياحة ولم تتخذ اجراءات احترازية بهذا الشكل".
وأردف " إننا نقدر القلق الذى قد يراود بعض الدول بعد حادث تحطم الطائرة الروسية.. والحكومة المصرية تفاعلت اتصالا بهذا القلق واستجابت لكثير من التنسيق والتعاون لطمأنة هذه الدول، فيما يتعلق بالاجراءات التى تتخذ فى المطارات المصرية، والتى تتواكب مع المعايير الدولية، والاستعداد الكثيف لتفعيل الاجراءات بشكل اعلى لمواجهة اى احتمالات".
واستطرد " نعيش فى مناخ من التوتر فى إطار انتشار ظاهرة الارهاب التى طالما نادينا الشركاء بان يتفاعلوا معها بمزيد من الجدية.. واستطيع ان اقول إن هذه الدعوات لم تلق (بالا) من كثير من الاطراف التى تعمل الآن على تحقيق مصالح رعاياها.. ولم تقدم (هذه الاطراف) القدر الذى كنا نأمله من التعاون والاستهداف المباشر لهذه التنظيمات وادراك ان هذه التنظيمات كافة تعمل وفقا لايدلوجية واحدة ومنهج مماثل".
وقال شكرى إنه " على المجتمع الدولى أن يبرهن اذا كان مهتما بالقضاء على ظاهرة الارهاب بما يتخذه من اجراءات فى هذا الشأن ".
وأشار إلى أن " مصر كانت من اوائل الدول التى شاركت فى الائتلاف الدولى لمواجهة داعش، وبعد سنة على المجتمع الدولى ان يقيم مدى فاعلية الحملة التى تقوم بها الدول العظمى، وهى دول لديها من القدرات والامكانيات ما يفوق كثير من دولنا، لكن بالرغم من ذلك لم تستطع أن تؤثر بشكل إيجابى، وهذا أيضا سؤال مشروع، لماذا لم تتخذ إجراءات أكثر تأثيرا واكثر قوة فى اعفاء العالم والبشرية من المخاطر؟".
وواصل " العبرة بالسياسات والنتائج، وطالبنا بان يكون هناك عملا شاملا لمواجهة كافة التنظيمات الارهابية.. عدم اتساق مواقف المجتمع الدولى فى تعامله مع هذه التنظيمات الارهابية يؤدى إلى انتشار هذه الظاهرة وعدم احتوائها".
وشدد شكرى على أنه من الضرورى على المجتمع الدولى ان يكثف من جهوده للوصول إلى رؤية موحدة لمواجهة هذه التنظيمات الارهابية وان يتعامل معها بكل تسمياتها اينما وجدت.
في غضون ذلك، أكدت مصادر مسئولة بمطار القاهرة الدولي انتهاء اللجنة الفنية المخصصة بالتحقيق في سقوط الطائرة الروسية من تفريغ الصندوق الأسود الخاص بالمعلومات، مشيرا إلى أنه سيتم تحليل جميع البيانات نقطة نقطة.
وأوضحت المصادر، أن اللجنة تعكف حاليا على تفريغ الصندوق الثاني الخاص بالمحادثات بين قائد الرحلة وبرج المراقبة، حسب بوابة (الأهرام) الإلكترونية.
وتضم اللجنة فريق مصري وآخر روسي وخبراء من فرنسا والمانيا لكونهما يمثلان الشركة المصنعة للطائرة ايرباص 321، إلى جانب خبراء ايرلنديين لكون الطائرة مسجلة في ايرلندا.
وشددت المصادر على أن التحقيقات لم تثبت وجود أي متفجرات أو عبوات ناسفة داخل الطائرة حتي الآن، واعتبر ما يدور اعلاميا حول الحادث ليس له علاقة بحوادث الطيران التي تستغرق وقتا طويلا للوقوف على ملابسات الحادث.
وأضافت أن ما يثار حاليا حول سقوط الطائرة الروسية " حملة مغرضة ومنظمة على مصر لانهيارها اقتصاديا إضافة إلى الضغوط الاعلامية والمخابراتية والامنية على روسيا".
وأشارت إلى أن مطار شرم الشيخ " مجهز على أعلى مستوى، ولديه أجهزة للكشف عن الحقائب، وأدق التفاصيل داخلها كالأجسام الغريبة، من بينها المتفجرات والذهب والمخدرات وخلافه".
ولفت إلى أن المطارات المصرية لاسيما مطار شرم الشيخ تم اجراء التفتيش عليه أكثر من مرة من قبل إدارة أمن النقل البريطاني، كما قامت شركات الطيران البريطانية باجراء التفتيش الدوري على مطار القاهرة، وأشادت بجميع الاجراءات الامنية المتبعة التي تتوافق مع المعايير الدولية للمنظمة الدولية للطيران المدني.
وسقطت الطائرة الروسية يوم (السبت) الماضي في وسط سيناء عقب دقائق من إقلاعها من شرم الشيخ متوجهة إلى مدينة سان بطرسبورج الروسية، ما أسفر عن مقتل 224 روسيا.