القاهرة 10 نوفمبر 2015 (شينخوا) أثار قرار روسيا وبعض الدول الغربية تعليق الرحلات السياحية إلى شرم الشيخ عقب سقوط طائرة ركاب روسية في سيناء قلق العاملين بمجال السياحة في المنتجع المصري الشهير.
وسقطت الطائرة الروسية السبت قبل الماضي في منطقة وسط سيناء شرق القاهرة، عقب 23 دقيقة من إقلاعها من شرم الشيخ، في رحلة عودة إلى مدينة سان بطرسبورج الروسية.
وأسفر الحادث عن مقتل 224 روسيا هم جميع الركاب وأفراد طاقم الطائرة.
ورجحت بريطانيا وأمريكا أن يكون الحادث وقع بسبب انفجار قنبلة وضعت في الطائرة قبل اقلاعها، وذلك استباقا لنتائج التحقيقات التي يجريها فريق مصري - روسي بمشاركة خبراء من فرنسا وألمانيا وايرلندا ومستشارين من شركة إيرباص.
لكن رئيس لجنة التحقيق الطيار أيمن المقدم رد على الموقف البريطاني - الأمريكي في مؤتمر صحفي السبت الماضي، مؤكدا أنه " لا استنتاجات" حتى الآن حول أسباب سقوط الطائرة، مشيرا إلى أن اللجنة تدرس جميع السيناريوهات المحتملة، ولم تصل بعد لسبب محدد.
ولم تحدد لجنة التحقيق سقفا محددا للإعلان عن النتائج.
غير أن بريطانيا أعلنت تعليق الرحلات السياحية إلى شرم الشيخ وقررت إجلاء مواطنيها من المنتجع المصري، ثم سارت روسيا على خطى الأولى، كما قررت بعض شركات الطيران تعليق رحلاتها أيضا.
"لو ربنا بيحبنا ميكنش (لايكون) انفجار الطائرة بسبب قنبلة" بهذه الجملة علق ممدوح سامي 34 عاما، صاحب محل لبيع الهدايا التذكارية في شرم الشيخ على حادث الطائرة الروسية وقرارات تعليق الرحلات إلى المنتجع المصري.
وقال سامي لوكالة أنباء (شينخوا) إن حركة البيع والشراء في شرم الشيخ قبل الحادث "تعبانة (أي ضعيفة)"، وسقوط الطائرة سوف يؤثر عليها سلبا.
وأضاف إنه لو أثبتت التحقيقات أن انفجار الطائرة لم يكن بسبب قنبلة فإن الأزمة "مش هتطول بإذن الله"، وسوف تستغرق أقل من شهر وترجع الأمور لطبيعتها.
واستدرك: لكن لو سقطت الطائرة بسبب انفجار قنبلة فإن الأزمة في شرم الشيخ " ممكن تأخذ فترة".
ودعا سامي إلى ايجاد بدائل للسائح الروسي والبريطاني، مضيفا " جنسيات تانية مثل أوكرانيا وبولندا ممكن تعوضنا"، كما دعا إلى تنشيط السياحة الداخلية والسياحة العربية، رافضا فكرة تخفيض أسعار الخدمات السياحية في شرم الشيخ، قائلا "لو رخصت أكثر من كده هتبوظ".
وشاطره الرأي صبحى عبد الله مالك محل لبيع الملابس في شرم الشيخ بتعليقه على قرارات تعليق الرحلات السياحية "هتأثر علينا وعلى السياحة (سلبا)".
وأضاف ل(شينخوا) "لكن مرت علينا ظروف أسوأ من هذه.. وضُربت (السياحة) في شرم الشيخ أثناء الأزمة الاقتصادية.. هنستحمل عشان مصر".
وأوضح عبدالله أنه يعمل في شرم الشيخ منذ 14 عاما، وأن نفقات المحل ما بين إيجار ومصاريف كهرباء إلى جانب نفقاته هو اليومية تصل إلى حوالي ثمانية آلاف جنيه (نحو ألف دولار)، وتمنى أن يغطي فقط هذه النفقات خلال الفترة القادمة.
وقال إن حركة البيع والشراء كانت ضعيفة، لكن أصبحت أضعف بعد حادث الطائرة الروسية، ثم عاد متوقعا " القادم أحسن.. مش هتفصل كده على طول".
ولم يختلف الحال بالنسبة لمصطفى الفقى (52 عاما) سائق تاكسي بشرم الشيخ، مؤكدا أن وضع السياحة في المنتجع الشهير " ضعيف جدا" منذ خمس سنوات.
ويعاني قطاع السياحة المصري منذ اندلاع ثورة 25 يناير2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
وزار مصر نحو 14.7 مليون سائح في عام 2010، الأمر الذي حقق عائدات قدرها 12.5 مليار دولار، لكن هذه العائدات انخفضت بشدة إلى 7.3 مليار دولار في عام 2014 بسبب تراجع عدد السائحين.
وأشار الفقي إلى أن دخله بالكاد يكفي نفقات أسرته، مضيفا " لولا إننا لا نعرف شيئا غير السياحة كنت غادرت شرم الشيخ".
وعلق على قرارات روسيا وبعض الدول تعليق الرحلات السياحية إلى شرم الشيخ، قائلا "ربنا يصلح الحال والدول دى تغير قراراتها.. مفيش شغل دلوقتى".
أما وليد بكر وهو مدير بفندق (دريمز بيتش) في شرم الشيخ فيقول إن فندقه لم يتأثر إلى الآن بقرارات روسيا وبريطانيا.
وأوضح ل(شينخوا) إن نسبة إلغاء الحجوزات لا تذكر رغم هذه القرارات، ونعمل "بالمعدل الطبيعي سواء في الحجوزات أو الإلغاء وكأن شيئا لم يحدث".
وواصل "شرم الشيخ امان والسياح يمشوا فيها 24 ساعة في اليوم.. وسقوط الطائرة حدث منذ أكثر من أسبوع والسياح يأتون ومفيش مشكلة أخرى حصلت".
وأردف " إذا وقعت حادثة فهذا ليس معناه إنها ممكن تتكرر أو إنها متعمدة".
وتابع " ننتظر القرار النهائى (من هذه الدول) عندما تنتهى التحقيقات (في حادث الطائرة) ويعلن السبب وراءه.. اعتقد هتكون هناك قرارات ثانية سواء من حكومات هذه الدول أو الحكومة المصرية أو شركات السياحة".
وعن انطباعات السياح الروس عقب الحادث، قال " السياح أنفسهم مقتنعين إن مفيش حاجة غلط حصلت من عندنا.. احتمال كبير يكون خطأ فني وراء الحادث".
