تونس 13 نوفمبر 2015 (شينخوا) بدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم (الجمعة) زيارة خاطفة إلى تونس تندرج في إطار جولة تستغرق أربعة أيام يزور خلالها النمسا وتركيا.

ويرافق كيري في هذه الزيارة التي ستستمر لعدة ساعات، وفد رفيع يتألف من ويليام براون فيلد مساعد وزير الخارجية لمكتب مكافحة المخدرات وإنفاذ القانون، وتوم مالويونسكي مساعد وزيرة الخارجية لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، وبيج ألكسندر مساعد مدير مكتب الشرق الأوسط، واريك بيلوفسكي مدير مجلس الأمن الوطني، وتوم سوليفان نائب رئيس هيئة الأركان، بالإضافة إلى جون كيربي الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية.

وبحسب وزارة الخارجية التونسية، فإن رئيس الدبلوماسية الأمريكية سيرأس خلال هذه الزيارة وفد بلاده إلى الجولة الثانية من الحوار الإستراتيجي الأمريكي - التونسي.

وأشارت إلى أن جدول أعمال جون كيري يتضمن سلسلة من اللقاءات والإجتماعات مع عدد من كبار المسؤولين التونسيين، منهم الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ووزير الخارجية الطيب البكوش، ووزير الدفاع فرحات الحرشاني، إلى جانب عدد من مسؤولي مكونات المجتمع المدني في البلاد.

وإنطلق الحوار الإستراتيجي الأمريكي - التونسي أثناء زيارة الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي لواشنطن، في مايو الماضي، وهي زيارة تم خلالها التوقيع على عدد من الإتفاقات السياسية والأمنية أثارت جدلا كبيرا في تونس، خاصة منها إتفاقية منح تونس، صفة الحليف الإستراتيجي لأمريكا من خارج الحلف الأطلسي.

ويهدف هذا الحوار الإستراتيجي بحسب الجانبين التونسي والأمريكي إلى تعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية بين البلدين، حيث سيتم خلال جولته الثانية مناقشة جملة من المسائل التي تتعلق بسبل تعزيز علاقات التعاون في المجالين الإقتصادي والأمني، بالإضافة إلى تمتين الشراكة السياسية.

وقبل بدء أعمال هذه الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي الأمريكي - التونسي، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية، إن جون كيري سيعبر عن "الدعم الامريكي للديمقراطية التونسية وجهود تعزيز امنها وتطور اقتصادها".

ويتطلع المسئولون التونسيون أن تساهم هذه الزيارة في تعزيز الدعم الأمريكي لبلادهم خاصة على الصعيدين الإقتصادي والعسكري، وذلك على ضوء التحديات الجسيمة التي تواجهها البلاد على مستوى الصعيدين المذكورين.

وكان مسؤول امريكي قد اعلن قبل ذلك أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيناقش خلال تواجده في تونس ضمانات قروض بقيمة 500 مليون دولار، والتعاون الأمني وذلك في إطار مساندة التحول الديمقراطي في تونس.

وأبدت الإدارة الأمريكية في مايو الماضي إستعدادها لدراسة ضمانات قروض بقيمة تصل إلى 500 مليون دولار لتونس إذا كان هذا التمويل مطلوبا للمساعدة على تعزيز الإصلاحات الاقتصادية.

وبحسب وزارة الخارجية الامريكية، فإن المساعدات الامريكية لتونس بلغت اكثر من 700 مليون دولار منذ 2011 ، علما و أن تونس كانت قد أعلنت في سبتمبر الماضي انها بحاجة إلى مساعدات مالية بقيمة 1.7 مليار دولار.

ويرى مراقبون أن الجانب الأمني سيُحظى أيضا بإهتمام الجانبين التونسي والأمريكي خلال هذه الزيارة، بالنظر إلى تزايد التهديدات الإرهابية التي تتربص بتونس، خاصة وان تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي توسع وتمدد في ليبيا، أضحى لا يبعد عن الحدود التونسية سوى 70 كيلو مترا بحسب تصريحات سابقة لرئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد.

وكان مسؤول أمريكي قد وصف تونس قبل زيارة كيري لها بأنها "مكان بالغ الأهمية ... وثقل مضاد لمن يرون أن الإسلام ينافي الديمقراطية"، وإعتبر أنها "لا تزال تواجه تحديات... و"سنخطط لإستغلال زيارة جون كيري لتسليط الضوء على دعمنا لديمقراطية تونس وجهودها لبناء أمنها وتنمية اقتصادها، وكيف يمكن لأمريكا المساعدة في تعزيز أمن الحدود التونسية ".

يُشار إلى أن سفير أمريكا لدى تونس بتونس دانيال روبنشتاين إجتمع أمس مع وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني، واكد له "استعداد بلاده لمواصلة تعزيز القدرات العملياتية للجيش التونسي عبر التكوين والتدريب ومده بالمعدات إلى جانب دعم التنسيق وتبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب".

وذكرت وزارة الدفاع التونسية في بيان نُشر اليوم (الجمعة)، أن الحرشاني أعرب عن ارتياحه لمستوى التعاون بين تونس وأمريكا، ولدعم الإدارة الأمريكية لبلاده في مكافحتها للإرهاب.