عمان 17 نوفمبر 2015 (شينخوا) أعرب مبعوث الصين الخاص للشرق الأوسط قونغ شياو شنغ عن قلق الصين من تزايد واستمرار الصراعات في منطقة الشرق الاوسط .
واكد قونغ شياو شنغ في مؤتمر صحفي عقده اليوم (الثلاثاء) في مقر السفارة الصينية بعمان استعداد الصين بلعب دور أكثر ايجابية وفعالية فيما يتعلق بقضايا منطقة الشرق الاوسط وهو ما اكده للمسؤولين الذين التقاهم في جولته في المنطقة.
واكد قونغ شياو شنغ تطابق وجهات النظر والمواقف بين الصين والاردن حيال مختلف القضايا والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط وبخاصة القضية الفلسطينية التي هي الاساس وجوهر الصراع في المنطقة.
و قال إنه وفي ظل الاوضاع الراهنة والتصاعد المستمر والاوضاع المتوترة يتوجب على المجتمع الدولي أن يبذل كافة الجهود الممكنة لايجاد حلول سياسية لقضايا المنطقة.
وأضاف أنه لا بديل عن الحل السياسي والدبلوماسي لجميع تطورات الوضع في المنطقة، مؤكدا أن الحل العسكري لن يحقق الأمن والأمان والاستقرار والتنمية ولن يقضي على الارهاب .
وقال إن هناك أولويات فيما يتعلق باهتمام المجتمع الدولي بقضايا المنطقة ، حيث أنه يركزحاليا على الوضع في سوريا ولكن جميع قضايا المنطقة مرتبطة ارتباطا وثيقا ببعضها البعض ويجب التركيز عليها جميعا دون استثناء .
ودعا إلى إيجاد موقف موحد من قبل المجتمع الدولي لايجاد حل شامل لجميع قضايا المنطقة ،لافتا إلى أن الحل الشامل يجب أن يتضمن حلول للقضية الفلسطينية والقضايا في سورية واليمن وليبيا وإيران والعراق ومكافحة الارهاب ولذلك يجب عدم تهميش أي قضية او الاهتمام بقضية على حساب القضايا الاخرى.
وأكد أن أي حل لاي قضية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار المواضيع المتعلقة بهذه ،حيث عندما نتحدث عن القضية الفلسطينية يجب أن نتحدث عن ايجاد حلول للابعاد الانسانية والاقتصادية والاجتماعية بما فيها اللاجئين والقضايا ذات العلاقة.
وأشار إلى أن العلاقات الاردنية الصينية علاقات متميزة وتشهد تطورا ملحوظا في مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات وهناك افاق رحبة للتعاون في المستقبل مستعرضا التعاون الاقتصادي والاستثماري الكبير بين البلدين خصوصا الاستثمارات الصينية في الاردن.
كما قال إن هناك تقدما على موضوع القضية السورية، حيث هناك اهتمام كبير من المجتمع الدولي لايجاد حل سياسي لها، لافتا إلى أن انعقاد اجتماعين في فيينا خلال اسبوعين دليل على هذا الاهتمام.
وقال إن السياسات الخاطئة لبعض الدول الكبرى هي سبب رئيسي وراء عدم التوصل لحلول لقضايا المنطقة .
وأضاف أن الحل الحقيقي لقضايا المنطقة هي بيد دول المنطقة، مشيرا إلى أن العرب لديهم القدرة والحكمة لمعالجة اشكالياتهم دون الاعتماد على اقتراحات الاخرين .
وقال إنني موافق على ضرورة بذل الجهود الدولية لايجاد حلول لقضايا المنطقة ولكن هذه الجهود وهذه الحلول يجب أن تكون على اساس احترام البلدان العربية وإرادة شعوبها ولذلك دور المجتمع الدولي هو دعم واحترام اختيارات الشعوب العربية.
وقال إذا كانت بلدان المنطقة ترى أن هناك ضرورة لعقد مؤتمر دولي للسلام نحن ندعم ذلك ونحن دائما ندعم كافة الحلول التي تم اختيارها من قبل الشعوب العربية بأرادتها المستقلة..
وقال إن مصالح الصين متطابقة مع مصالح بلدان المنطقة ،حيث نتطلع على تحقيق السلام والأمن والأمان في المنطقة وتحقيق النمو الاقتصادي.
كما أن مواقفنا من الصراع في المنطقة متطابقة مع معظم مواقف بلدان المنطقة والمجتمع الدولي ونحن نتطلع بكل صدق لايجاد حلول سياسية لقضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقضية السورية عبر الجهود الدبلوماسية الصينية ، مشيرا إلى التنسيق المستمر مع الاردن لايجاد حلول سياسية لجميع القضايا.
وحول نتائج اجتماعات فيينا بخصوص سوريا قال إنه من المبكر الحكم على نتائجها ولكن العالم يدرك أهمية حل القضية السورية باسرع وقت ممكن .
وقال إن هناك عنصرا جديدا يجب الاهتمام به وهو الهجمات الارهابية التي ضربت بيروت وباريس وقد دفعت المجتمع الدولي إلى بلورة اتفاق جديد حول قضايا الارهاب وايجاد حلول سياسية للقضايا الساخنة.
يشار إلى أن قونغ شياو شنغ يزور الاردن ضمن جولة له شملت إيران والامارات العربية المتحدة لتبادل وجهات النظر مع مسؤولين في المنطقة والاستماع إلى أرائهم حول أخر التطورات والمستجدات في المنطقة .
وكان قونغ التقى امس نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الاردني ناصر جودة، حيث بحثا العلاقات الثنائية وأخر التطورات والمستجدات في المنطقة والتحديات التي تواجهها إضافة إلى الجهود الدولية المبذولة لمواجهة آفة التطرف والارهاب
