((أهم الموضوعات الدولية)) مقالة خاصة: بعد هجمات باريس الإرهابية المتزامنة، إلى أين تتجه الأزمة السورية؟

16:06:46 18-11-2015 | Arabic. News. Cn

بكين 18 نوفمبر 2015 (شينخوا) في أعقاب أحداث باريس الدامية التي سقط فيها يوم الجمعة الماضي عشرات القتلى والمصابين وتبناها تنظيم داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، بدأت فرنسا في استخدام قوتها العسكرية الرئيسية لمكافحة الإرهاب حيث أكدت أن حاملتها للطائرات "شارل ديغول" العاملة بالطاقة النووية ستبحر يوم الخميس في اتجاه الشرق الأوسط وتوقعت أن يزيد ذلك "من قدرة التحرك العسكري للجيش الفرنسي بواقع ثلاثة أضعاف".

وبدورهم يرى بعض الخبراء الصينيين أن الهجمات المميتة الأخيرة التي استهدفت ملعب "ستاد دو فرانس" وحفلا موسيقيا لفرقة روك من كاليفورنيا ومطاعم ومقاهي في باريس قد تدفع الدول الغربية إلى التعامل مع تنظيم داعش بجدية وإلى تعاون الغرب مع روسيا في مكافحة خطر الإرهاب، الأمر الذي قد تصحبه تحركات سريعة من أجل إيجاد تسوية للأزمة السورية.

-- تحول في الموقف الغربي

ويرى تانغ شي تشاو الباحث في الشؤون الشرق أوسطية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن عمليات القصف التي تنفذها حاليا طائرات حربية فرنسية ضد أهداف داعش مختلفة عن سابقتها وتمثل تحولا كبيرا في موقف الدول الغربية، ولا سيما فرنسا، التي كانت من قبل تضمر نوايا مختلفة من وراء مكافحتها العسكرية لهذا التنظيم.

وشرح تانغ رؤيته قائلا إن فرنسا بدأت في محاربة تنظيم داعش منذ العام الماضي ولكنها لم تكن تهدف من ذلك سوى إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. والآن، قد تسعى بعد هذه الموجة من الهجمات المنسقة التي شهدتها باريس إلى تعديل الإستراتيجية التي ستتبعها لمواجهة داعش مستقبلا .

وتتبادر إلى الذهن التدخلات العسكرية التي قامت بها فرنسا في منطقة الشرق الأوسط عند الحديث عن الاضطرابات الكبيرة التي تشهدها سوريا ومناطق أخرى بالشرق الأوسط، كما أنه معروف للجميع مطالبتها هي ومعظم دول الاتحاد الأوروبي برحيل الأسد كأحد شروط حل الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس منذ مارس الماضي.

وفي الوقت الراهن، تبرز وجهات نظر مختلفة داخل فرنسا تجاه السياسة التي تنتهجها الحكومة الفرنسية بشأن الأزمة السورية حيث بدأ عدد من الساسة المحافظين في مهاجمة سياسة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ووصفها بأنها غير واقعية وتنعدم للمرونة حيث قال رئيس الوزراء الفرنسي السابق آلان جوبيه "أعتقد أن علينا التحلى ببعض التواضع والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الأسد....فمن خلال هذا السبيل، ربما نكون قادرين على حفظ بعض ماء الوجه".

-- تعاون محتمل بين روسيا والغرب

وشاطره الرأى يان شيويه تونغ رئيس معهد العلاقات الدولية بجامعة تشينغهوا الصينية قائلا إن الدول الغربية تذوق الآن مرارة الوضع، ومن ثم، سيطرأ تغيير كبير على فهمها لهذا التنظيم وموقفها تجاهه وقوتها عند توجيه ضربات لمكافحته، مضيفا أن العامل الأهم في هذا الصدد يكمن في أن ثمة فرصة جديدة تظهر لاستعادة علاقات التعاون بين روسيا والدول الغربية التي أصيبت "بشرخ عميق" جراء الأزمة الأوكرانية.

وأعرب الخبير يان عن اعتقاده بأنه بعد الهجمات المتزامنة التي استهدفت العاصمة الفرنسية مؤخرا، ستتجه الدول الغربية إلى التعاون مع روسيا في مكافحة تنظيم داعش لتأتي محاربة هذا التنظيم في المرتبة الأولى، بل وستهدأ حدة الخلافات بين الغرب وموسكو ليصبح التعاون بينهما أمرا ممكنا.

ويتضح ذلك من خلال أحداث أمس الثلاثاء حيث أعلنت روسيا أن تحطم طائرتها في سيناء كان نتيجة هجوم إرهابي وقامت بشن عدد من الضربات ضد معقل تنظيم داعش بمدينة الرقة شمال سوريا بالتزامن مع ضربات وجهتها طائرات حربية فرنسية لنفس معقل هذا التنظيم.

وقد صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا بأن الجفاء في العلاقات بين روسيا والدول الغربية فى طريقه إلى الانتهاء. فبعد الهجمات الإرهابية التي عاشتها باريس، أبدت أوروبا إرادة تجاه مكافحة الإرهاب بشكل مشترك مع روسيا، وهذا قد ينهى وضع العزلة الذي فرضته الدول الغربية على روسيا في السنوات الأخيرة.

ومن جانبها، ذكرت لي لي الخبيرة الصينية في الشؤون العسكرية أنه في أعقاب ليلة باريس الدامية سيصبح إنشاء جبهة موحدة تضم الولايات المتحدة وروسيا وربما حتى الحكومة السورية شيئا باديا للعيان، ما يدفع بتجاه التوصل إلى آراء متقاربة بين روسيا والدول الغربية ويصب في صالح قيام الغرب بتسريع الخطى سعيا لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

--الموقف الأمريكي عامل حاسم

بيد أن الخبير تانغ أشار إلى أنه بعد وقوع هذه الكارثة، تظل مسألة ما إذا كان الحلفاء الغربيون سيصبحون "كتلة حديدية" في مواجهة داعش أمرا غير مؤكد، قائلا إنه "رغم إرسال فرنسا لحاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، إلا أن مسألة ما إذا كانت الدول الغربية سترسل قوات برية إلى سوريا وما إذا كانت ستطرأ تغييرات حقيقية على موقفها أو حتى ما إذا كانت ستتعاون مع بشار ستظل جميعا أمورا قيد المراقبة".

وإلى جانب ذلك، من الواضح أن موقف الولايات المتحدة- التي تتزعم التحالف الغربي لمكافحة داعش - يحمل على ما يبدو أهمية خاصة حيث أعرب تانغ عن اعتقاده بأن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليس لديه حاليا نية في إرسال قوات برية إلى سوريا" حيث صرح خلال قمة مجموعة الـ20 التي عقدت مؤخرا في تركيا بأن إرسال قوات برية لمكافحة داعش سيكون "عملا خاطئا"، متمسكا بمحاربته عبر قوات محلية تلقت تدريبا على أيدى القوات الأمريكية في العراق وسوريا.

وهنا، يشير الخبير يان شيويه تونغ إلى أنه بعد أعوام من مكافحة الإرهاب سواء في العراق أو أفغانستان، باتت الولايات المتحدة تدرك جيدا بأن حربا كهذه ستكون شاقة وتتطلب جهدا كبيرا وتستغرق وقتا طويلا. لذلك، سيظل أوباما متمسكا بموقف أكثر تحفظا تجاه التدخل البرى في سوريا.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

((أهم الموضوعات الدولية)) مقالة خاصة: بعد هجمات باريس الإرهابية المتزامنة، إلى أين تتجه الأزمة السورية؟

新华社 | 2015-11-18 16:06:46

بكين 18 نوفمبر 2015 (شينخوا) في أعقاب أحداث باريس الدامية التي سقط فيها يوم الجمعة الماضي عشرات القتلى والمصابين وتبناها تنظيم داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، بدأت فرنسا في استخدام قوتها العسكرية الرئيسية لمكافحة الإرهاب حيث أكدت أن حاملتها للطائرات "شارل ديغول" العاملة بالطاقة النووية ستبحر يوم الخميس في اتجاه الشرق الأوسط وتوقعت أن يزيد ذلك "من قدرة التحرك العسكري للجيش الفرنسي بواقع ثلاثة أضعاف".

وبدورهم يرى بعض الخبراء الصينيين أن الهجمات المميتة الأخيرة التي استهدفت ملعب "ستاد دو فرانس" وحفلا موسيقيا لفرقة روك من كاليفورنيا ومطاعم ومقاهي في باريس قد تدفع الدول الغربية إلى التعامل مع تنظيم داعش بجدية وإلى تعاون الغرب مع روسيا في مكافحة خطر الإرهاب، الأمر الذي قد تصحبه تحركات سريعة من أجل إيجاد تسوية للأزمة السورية.

-- تحول في الموقف الغربي

ويرى تانغ شي تشاو الباحث في الشؤون الشرق أوسطية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن عمليات القصف التي تنفذها حاليا طائرات حربية فرنسية ضد أهداف داعش مختلفة عن سابقتها وتمثل تحولا كبيرا في موقف الدول الغربية، ولا سيما فرنسا، التي كانت من قبل تضمر نوايا مختلفة من وراء مكافحتها العسكرية لهذا التنظيم.

وشرح تانغ رؤيته قائلا إن فرنسا بدأت في محاربة تنظيم داعش منذ العام الماضي ولكنها لم تكن تهدف من ذلك سوى إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. والآن، قد تسعى بعد هذه الموجة من الهجمات المنسقة التي شهدتها باريس إلى تعديل الإستراتيجية التي ستتبعها لمواجهة داعش مستقبلا .

وتتبادر إلى الذهن التدخلات العسكرية التي قامت بها فرنسا في منطقة الشرق الأوسط عند الحديث عن الاضطرابات الكبيرة التي تشهدها سوريا ومناطق أخرى بالشرق الأوسط، كما أنه معروف للجميع مطالبتها هي ومعظم دول الاتحاد الأوروبي برحيل الأسد كأحد شروط حل الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس منذ مارس الماضي.

وفي الوقت الراهن، تبرز وجهات نظر مختلفة داخل فرنسا تجاه السياسة التي تنتهجها الحكومة الفرنسية بشأن الأزمة السورية حيث بدأ عدد من الساسة المحافظين في مهاجمة سياسة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ووصفها بأنها غير واقعية وتنعدم للمرونة حيث قال رئيس الوزراء الفرنسي السابق آلان جوبيه "أعتقد أن علينا التحلى ببعض التواضع والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الأسد....فمن خلال هذا السبيل، ربما نكون قادرين على حفظ بعض ماء الوجه".

-- تعاون محتمل بين روسيا والغرب

وشاطره الرأى يان شيويه تونغ رئيس معهد العلاقات الدولية بجامعة تشينغهوا الصينية قائلا إن الدول الغربية تذوق الآن مرارة الوضع، ومن ثم، سيطرأ تغيير كبير على فهمها لهذا التنظيم وموقفها تجاهه وقوتها عند توجيه ضربات لمكافحته، مضيفا أن العامل الأهم في هذا الصدد يكمن في أن ثمة فرصة جديدة تظهر لاستعادة علاقات التعاون بين روسيا والدول الغربية التي أصيبت "بشرخ عميق" جراء الأزمة الأوكرانية.

وأعرب الخبير يان عن اعتقاده بأنه بعد الهجمات المتزامنة التي استهدفت العاصمة الفرنسية مؤخرا، ستتجه الدول الغربية إلى التعاون مع روسيا في مكافحة تنظيم داعش لتأتي محاربة هذا التنظيم في المرتبة الأولى، بل وستهدأ حدة الخلافات بين الغرب وموسكو ليصبح التعاون بينهما أمرا ممكنا.

ويتضح ذلك من خلال أحداث أمس الثلاثاء حيث أعلنت روسيا أن تحطم طائرتها في سيناء كان نتيجة هجوم إرهابي وقامت بشن عدد من الضربات ضد معقل تنظيم داعش بمدينة الرقة شمال سوريا بالتزامن مع ضربات وجهتها طائرات حربية فرنسية لنفس معقل هذا التنظيم.

وقد صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا بأن الجفاء في العلاقات بين روسيا والدول الغربية فى طريقه إلى الانتهاء. فبعد الهجمات الإرهابية التي عاشتها باريس، أبدت أوروبا إرادة تجاه مكافحة الإرهاب بشكل مشترك مع روسيا، وهذا قد ينهى وضع العزلة الذي فرضته الدول الغربية على روسيا في السنوات الأخيرة.

ومن جانبها، ذكرت لي لي الخبيرة الصينية في الشؤون العسكرية أنه في أعقاب ليلة باريس الدامية سيصبح إنشاء جبهة موحدة تضم الولايات المتحدة وروسيا وربما حتى الحكومة السورية شيئا باديا للعيان، ما يدفع بتجاه التوصل إلى آراء متقاربة بين روسيا والدول الغربية ويصب في صالح قيام الغرب بتسريع الخطى سعيا لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

--الموقف الأمريكي عامل حاسم

بيد أن الخبير تانغ أشار إلى أنه بعد وقوع هذه الكارثة، تظل مسألة ما إذا كان الحلفاء الغربيون سيصبحون "كتلة حديدية" في مواجهة داعش أمرا غير مؤكد، قائلا إنه "رغم إرسال فرنسا لحاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، إلا أن مسألة ما إذا كانت الدول الغربية سترسل قوات برية إلى سوريا وما إذا كانت ستطرأ تغييرات حقيقية على موقفها أو حتى ما إذا كانت ستتعاون مع بشار ستظل جميعا أمورا قيد المراقبة".

وإلى جانب ذلك، من الواضح أن موقف الولايات المتحدة- التي تتزعم التحالف الغربي لمكافحة داعش - يحمل على ما يبدو أهمية خاصة حيث أعرب تانغ عن اعتقاده بأن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليس لديه حاليا نية في إرسال قوات برية إلى سوريا" حيث صرح خلال قمة مجموعة الـ20 التي عقدت مؤخرا في تركيا بأن إرسال قوات برية لمكافحة داعش سيكون "عملا خاطئا"، متمسكا بمحاربته عبر قوات محلية تلقت تدريبا على أيدى القوات الأمريكية في العراق وسوريا.

وهنا، يشير الخبير يان شيويه تونغ إلى أنه بعد أعوام من مكافحة الإرهاب سواء في العراق أو أفغانستان، باتت الولايات المتحدة تدرك جيدا بأن حربا كهذه ستكون شاقة وتتطلب جهدا كبيرا وتستغرق وقتا طويلا. لذلك، سيظل أوباما متمسكا بموقف أكثر تحفظا تجاه التدخل البرى في سوريا.

الصور

010020070790000000000000011101451348298741