مانيلا 18 نوفمبر 2015 (شينخوا) تصدر التكامل والتعاون الاقتصاديين الاقليميين الموضوعات التي تمت مناقشتها خلال اجتماع القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة اسيا-الباسيفيك لعام 2015 الذي انطلقت أعماله في العاصمة الفلبينية اليوم (الاربعاء).
كما سلط الاجتماع الضوء على مبادرة الحزام والطريق الصينية حيث من المتوقع ان يعرض الرئيس الصيني شي جين بينغ, الذي طرحها في 2013 بهدف تعزيز التكامل والترابط الاقليميين, التقدم الذى تم إنجازه في تنفيذ المبادرة والفرص التي تجلبها للمنطقة والعالم.
مبادرة صينية نعمة للتكامل الاقليمي
كما يشير محلل سياسي, فقد عرقلت البنية الاساسية غير المناسبة سير التنمية الاقتصادية للعديد من دول منطقة اسيا الباسيفيك الا ان المبادرات الصينية ومنها الحزام والطريق تمثل حلا هاما لتلك الازمة.
ويقول بنتيو ليم استاذ العلوم السياسية في جامعة اتينيو دي مانيلا "لذلك جاءت مبادرة الحزام والطريق والبنك الاسيوي لاستثمارات البنية الاساسية. فمع توافر الاستثمارات, تتمكن الدول من تسريع اقامة مشروعات البنية الاساسية من اجل دفع النمو الاقتصادي قدما."
ويهدف الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين لاحياء طريقين قديمين للتجارة وزيادة فتح الاسواق على نحو يجلب المنافع للجميع.
ومنذ طرحها في 2013, حازت المبادرة على اشادة على نطاق واسع في آسيا واوروبا وافريقيا، حيث انها تقدم فرصا عديدة من اجل حياة وتنمية افضل للدول والمناطق المعنية.
ووصولا لذلك الهدف, توصلت الصين بالفعل لاتفاقيات مع العديد من الدول بشأن ضم الجهود لتعزيز المبادرة الطموحة والملهمة التي تضم بين اعضائها اكثر من 60 دولة ومنطقة يصل اجمالي تعدادها السكاني إلى 4.4 مليار نسمة.
وجدد شي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الاحد اتفاقهما على دمج مبادرة الحزام والطريق الصينية مع الاتحاد الاقتصادي الاوراسي الذي بدأته روسيا في انطاليا بتركيا لدى حضورهما قمة مجموعة العشرين لعام 2015.
وخلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني لفيتنام في اوائل الشهر الجاري, اتفقت الدولتان على توسيع التعاون داخل اطار عمل المبادرة الصينية.
وابرمت اتفاقيات مماثلة بين الصين ودول اخرى مثل سنغافورة وقازاقستان ومنغوليا وماليزيا.
كما احرزت الصين تقدما عبر الاسيان منظمة شانغهاي للتعاون وكذلك الية التعاون بين دول مجموعة البريكس.
وقال ليم "انه مسعى غير عادي واستراتيجية جديدة لم اشهدها من قبل. فمن خلال المبادرة, تشجع الصين الدول على اقامة شراكة اقتصادية وتعزيز الارتباطية والتكامل."
منصة تفتح ابوابها للجميع
يشير العديد من المراقبين الى انه بعدم وضع حواجز امام الدول الاخرى للمشاركة, تكون مباردة الحزام والطريق الصينية منفتحة للغاية وتدعو بذكاء كل الدول الاخرى لصياغة قواعدها.
ورحب الرئيس الصيني في مناسبات مختلفة بكل الاقتصادات المهتمة بالمشاركة في المبادرة.
فقال في مارس إن مبادرتي الحزام والطريق والبنك الاسيوي لاستثمارات البنية الاساسية منفتحتان. وترحب الصين بكل الدول الواقعة على طرق المبادرتين وفي اسيا وكذلك الاصدقاء والشركاء حول العالم للمشاركة بفاعلية في المشروعين.
كما اكد على موقف الصين من المبادرة هذا الشهر خلال القائه كلمة امام الجامعة الوطنية في سنغافورة. وقال إن الصين عازمة على تنفيذ مباردة الحزام والطريق مع الدول المجاورة لها لتحقيق السلام والتنمية بشكل مشترك.
ويقول تشو شاو جيه، نائب مدير مركز الدراسات الصينية في جامعة ملبورن, "تعمل الصين بجد لتيسير الاستقرار الاقتصادي في اسيا والباسيفيك وكذا في العالم وتشارك بنشاط في الحوكمة العالمية وبناء اقتصاد عالمي مفتوح."
اقامة المزيد من العلاقات الاقتصادية النشطة
بعد عامين فقط من طرح المبادرة, تعززت العلاقات الاقتصادية في الدول والمناطق المعنية بالفعل لدرجة كبيرة.
ارتفعت الاستثمارات الاجنبية الخارجية المباشرة للصين من عدة مليارات من الدولارات في 2004 الى نحو 116 مليار دولار العام الماضي, ما يجعلها ثالث اكبر مصدر لرأس المال في العالم.
وباقامة البنك الاسيوي لاستثمارات البنية الاساسية, وبنك التنمية الجديد للبريكس وصندوق طريق الحرير الجديد, تضخ الصين استثماراتها في الاقتصادات الصاعدة بدلا من الدول المتقدمة فحسب.
وتكشف الارقام الصينية الرسمية عن استثمار الشركات الصينية في 48 دولة تقع على طول الحزام والطريق العام الماضي بزيادة 66 بالمئة على اساس سنوي لتبلغ 12.03 مليار دولار وبشكل رئيسي في سنغافورة وقازاقستان ولاوس واندونيسيا وروسيا وتايلاند.
وفي نفس الوقت, استثمرت الدول الواقعة على طول الحزام والطريق 6.12 مليار دولار في الصين خلال الارباع الثلاثة الاولى من العام 2015 بزيادة 18.4 بالمئة على اساس سنوي. كما اقامت 1604 شركات في الصين بزيادة 19 بالمئة على اساس سنوي.
وتعد قمة الابيك, منصة للاعضاء لتبادل الخبرات ومساعدة بعضهم البعض في حل المشكلات الاقتصادية, فرصة كبيرة لزعماء الاقتصادات الاعضاء لدفع المبادرات الصينية من اجل تحقيق خطة الارتباطية الخاصة بالابيك للفترة من 2015-2025.
وتشمل الخطة, التي تمت الموافقة عليها خلال قمة الابيك في بكين العام الماضي، وضع اساس للارتباطية الشاملة في منطقة اسيا الباسيفيك, حيث تتضمن اقامة طرق وسكك حديد وخطوط ملاحة وازالة العقبات الخاصة بالتنظيم وتخفيف قيود التفاعلات بين الشعوب.