مانيلا 18 نوفمبر 2015 (شينخوا) دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الأربعاء) إلى بذل جهود منسقة من أجل تعزيز الارتباطية في منطقة اسيا-الباسيفيك وتسريع وتيرة التوصل الى اتفاقية منطقة تجارة حرة لمنطقة اسيا-الباسيفيك.
وخلال خطابه في قمة المديرين التنفيذيين لمنتدي التعاون الاقتصادي لاسيا-الباسيفيك في العاصمة الفلبينية مانيلا، قدم شي مقترحا من اربع نقاط للمنطقة "لتوجيه دفة السفينة العملاقة لاقتصاد منطقة اسيا-الباسيفيك نحو الاتجاه الصحيح."
ودعا شي اقتصادات الابيك إلى المضي قدما في الاصلاح والابتكار وبناء اقتصاد منفتح وتنفيذ اجندة التنمية المستدامة 2030 وتعزيز الارتباطية في المنطقة.
وشدد شي على انه ينبغي عدم السماح لاي شيء يزعزع عملية التنمية في المنطقة وعلى دول الابيك بذل قصارى جهدهم من اجل تهيئة بيئة سلمية تبعث على التنمية.
وأضاف انه على دول المنطقة ان تحترم سبل التنمية الخاصة بكل دولة وفقا لظروفها الخاصة وحل الخلافات بينهما عبر الحوار والمفاوضات.
وقال شي "انا واثق ان المحيط الهادئ الشاسع سيكون جسرا للتعاون ورابطة صداقة ومكانا نطلق عليه وطننا المشترك."
ومشيرا الى ان ارتباطية افضل ستعمل على تعزيز فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية، اشار شي الى ان اعضاء الابيك وقعوا العام الماضي فى بكين اتفاقية بشأن تعزيز الارتباطية المادية والمؤسساتية والشعبية بحلول 2025.
وأكد شي على ان خطة الارتباطية تحتاج الى تطبيقها بشكل جاد من اجل تحقيق نتائج ملموسة.
واقتبس شي حكمة صينية قديمة تقول "حتى اقصر رحلة لا يمكن اكمالها الا بخطوة أولى. ولا يمكن الانتهاء من اصغر المهام دون اتخاذ إجراءات."
وقال ولسون لي فلورس، كاتب بصحيفة ((فلبيني ستار))، ان الارتباطية مهمة للغاية لمستقبل منطقة اسيا-الباسيفيك، بالنظر الى العديد من مرافق البنية التحتية التي في حاجة للتحديث ومن اجل تحرير الشعوب من الفقر."
وقال ان دفاع شي عن الارتباطية سيسرع من التقدم الاقتصادي للمنطقة.
وفي خطابه، دعا شي أيضا إلى بذل الجهود من أجل تعزيز انفتاح اقتصاد اسيا-الباسيفيك والتمسك بنظام تجاري متعدد الأطراف.
وواصفا الخطوة التى اتخذها قادة الابيك فى بكين فى 2014 بشأن اطلاق عملية اتفاقية تجارة حرة لاسيا-الباسيفيك بالتاريخية ومع وجود اتفاقيات تجارة حرة اقليمية جديدة متنوعة تعمل على زيادة القلق بشأن التفكك، حث اقتصادات آسيا-الباسيفيك على الاسراع في التوصل الى اتفاقية التجارة الحرة لاسيا-الباسيفيك.
وأضاف "اننا في حاجة لتكريس انفسنا نحو التعاون القائم على منفعة الطرفين ومقاومة الحمائية وتيسير المنافسة العادلة."
وأوضح "يتطلع العديد من الاسيويين الى قيادة ديناميكية صينية للاتفاقية، ويأملون فى التوصل اليها فى أقرب وقت ممكن رغم بعض العقبات."
ومن ناحية أخرى، أشار شي إلى ان سياسيات التحفيز النقدي وحدها ليست كافية من أجل معالجة المشاكل العميقة في الاقتصاد العالمي.
واقترح الرئيس الصيني بذل جهود اكبر من أجل دفع الاصلاحات الهيكلية الاقتصادية من اجل ان يتناسب نظام العرض بشكل افضل مع الهيكل المتغير للطلب.
وقال شي "هذه المنطقة يمكن ان تأخذ الريادة في العالم من خلال تبني افكار وانماط وطرق جديدة للتنمية."
واقترح شي اطلاق العنان للابيك للقيام بدور كمنصة سياسات لتعزيز التعاون في مجالات مثل اقتصاد الانترنت والاقتصاد الأزرق والاقتصاد الاخضر والحضرنة مع رؤية لتحسين قدرة المنطقة على الابتكار المستقل.
وشدد أيضا على اهمية تنفيذ اجندة التنمية المستدامة وحث جميع الدول على حشد الموارد الحكومية والتعاونية والمدنية للاسهام في تنفيذ الأجندة.
واقتبس شي المقولة الصينية القديمة ان افضل وسيلة لإدارة دولة هو ان تجعل شعبها أفضل.
وقال شي "ان الهدف الأخير للتنمية هو خدمة الشعب من خلال جلب المزيد والمزيد من ثمار التنمية للجميع."
الفرص الصينية
كثاني اكبر اقتصاد فى العالم، كان الاداء الاقتصادي الصيني دائما محور الاهتمام. وفي خطابه، أطلع الرئيس شي الاجتماع على الوضع الحالي للاقتصاد الصيني واتجاه الإصلاح، حيث يرى المحللون انه توجد فرص عظيمة للتعاون والتنمية على المستوى الاقليمي.
وقال شي "مع تباطؤ النمو العالمي، تعمل الصين بجد من أجل التغلب على الصعوبات ومواجهة التحديات من خلال تعزيز التنظيم الكلي والدفع الفعال للاصلاحات."
ووقال شي ان الاقتصاد الشامل عمل فى اطار معقول وحافظ على نمو سريع مستقر وحقق معدل نمو 6.9 بالمائة فى الارباع الثلاثة الاولى هذا العام واسهم فى حوالي 30 فى المائة فى النمو الاقتصادي العالمي.
وبالنظر الي ان حجم الاقتصاد الصيني الذي يبلغ اكثر من 10 تريليونات من الدولارات، قال شي ان مثل هذه النتيجة لم تأتي بسهولة فى عملية اعادة الهيكلة الاقتصادية والتحويل.
وقال "بشكل عام، لم تتغير الاساسيات الاقتصادية الايجابية للصين ويظل المسار طويل الاجل دون تغيير. وكذا الحقائق الاسياسية الخاصة بالاقتصاد الصيني."
ومعترفا بان الاقتصاد الصيني لا يزال في صراع مع بيئة خارجية وداخلية معقدة، قال شي انه توجد فرص وتحديات "غير مسبوقة" أمام الصين.
وفي اشارة إلى المقترح الخاص بالخطة الخمسية ال13، قال الرئيس شي ان الصين ستعزز الاصلاح والابتكار وستسرع وتيرة تحويل نمط النمو واعادة هيكلة الاقتصاد ومعالجة القضايا الصعبة الخاصة بالتنمية واستكشاف محركات جديدة للتنمية وخلق المزيد من الفرص الجديدة للتنمية.
وقال شي ان الصين ستبدي اهمية اكبر بالكفاءة والجودة والابتكار والعدالة والمساواة والتنمية الخضراء والانفتاح على العالم الخارجي.
وقال فلورس "ان اصلاح الاقتصاد الصيني سيؤثر بشكل ايجابي على الصين وعلى منطقة اسيا الباسيفيك لضمان النمو الاقتصادي المستدام وطويل الأجل والقائم على العدالة"، مضيفا ان استقرار وتقدم الصين يشكل اساسا قويا لتنمية منطقة اسيا-الباسيفيك.
ويتفق تشيتو رومانا، وهو صحفي محنك عاش وعمل في الصين لاكثر من 3 عقود، مع وجهة نظر فلورس.
وقال "ان الصين اذا استطاعت ان تحافظ على معدل نمو اقتصادي مرتفع نسبيا، سيعود ذلك بالنفع على اقتصاد منطقة اسيا الباسيفيك وعلى الاقتصاد العالمي أيضا."
وقال ريتشارد جافاد، استاذ مساعد في العلوم السياسية في جامعة دي لا سالي في مانيلا "ان التحول الصيني من قوة صناعية كثيفة العمالة الي اقتصاد ابتكاري يعتمد على الاستهلاك فهذا يعني تقليل الانبعاثات الكربونية والنقل التدريجي للعديد من المواقع الصناعية إلى دول مجاورة فى الاسيان وجنوب اسيا وظهور الشركات الصينية ذات التصنيف العالمي التي يمكن ان تقدم كافة اشكال الخدمات والتكنولوجيات الحديثة."
وقال الرئيس الصيني "بينما ندفع نحو استراتيجية انفتاح أكثر نشاطا، سنبني نظاما جديدا لزيادة انفتاح الاقتصاد."
وتعهد شي بأن تسرع الصين من وتيرة الجهود الخاصة بالتوصل الى اتفاقيات تجارة حرة على اعلى مستوى.
وقال شي ان المفاوضات الخاصة بتحديث اتفاقية التجارة الحرة بين الصين والاسيان تم الانتهاء منها تقريبا، وستثمر قريبا عن نتائج ايجابية.
كما من المتوقع ان تدخل اتفاقية التجارة الحرة بين الصين واستراليا والاتفاقية بين الصين وكوريا الجنوبية حيز التنفيذ بحلول نهاية العام الجاري، ما يعطي دفعة جديدة للنمو الاقتصادي.
وقال شي "ان الصين مستعدة للعمل مع الأطراف ذات الصلة للانتهاء مبكرا من المفاوضات الخاصة بالشراكة الاقتصادية الشاملة الاقليمية في الوقت الذي ستسرع فيه وتيرة محادثات اتفاقية للتجارة الحرة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية."
وستضم الشراكة الاقتصادية الشاملة الاقليمية دول الاسيان ال10 و6 دول أخرى، من بينها الصين.
واكد شي ان سياسة الصين حول الترحيب بالاستثمارات الأجنبية لن تتغير."
وحول مبادرة الحزام والطريق، قال شي ان الصين ملتزمة بالانفتاح الاقليمي ووقعت اتفاقيات مع العديد من الدول في المنطقة وخارجها من اجل التنسيق بين سياسات واستراتيجيات التنمية في تلك الدول مع الصين.
وقال الزعيم الصيني "من خلال تطبيق المبادرة، سنعزز بشكل اكبر واوسع التعاون على المستوى الاقليمي، وسنعزز اطارا اقليميا يعتمد على التعاون المنفتح والشامل والمتوازن والقائم على منفعة جميع الأطراف".