بكين 20 نوفمبر 2015 (شينخوا) جاء تعهد الصين بتحقيق نمو متوسط الى عال ومواصلة الانفتاح, ليطلق العنان لفرص التنمية كما أن دعوتها فى قمم مجموعة العشرين والأبيك إلى المزيد من الترابط أوضحت التزامها بالتنمية الاقتصادية العالمية.
وقد أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ على الابتكار كوصفة مقصودة للاقتصاد العالمى المتباطئ فى قمة مجموعة العشرين فى مدينة انطاليا التركية يوم الاحد الماضي.
وتعهد شي فى اجتماع مجموعة العشرين التى تعد المنتدى الاساسى للتعاون الاقتصادى والمالى العالمى بأن الصين ستعزز نموا من متوسط الى عال وستواصل خلق فرص لدول اخرى.
ونقل الرئيس ايضا مفهوم "فرص الصين" الى اجتماع القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون لآسيا- الباسيفيك (الأبيك) فى وقت تتحرك فيه المنطقة فى اتجاه مزيد من التكامل الاقتصادى.
وتحدث شي عن التقدم فى تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق"والفرص التى تجلبها المبادرة للمنطقة والعالم. وتهدف جهود شي إلى تعزيز المعنويات فى أرجاء المنطقة وسط تكهنات اقتصادية عالمية متشائمة.
وصفة للنمو الاقتصادى المتباطؤ
وفى خطاب بعنوان "النمو الابتكارى الذى يحقق المنفعة للجميع" اشار الزعيم الصيني الى ان مجموعة العشرين يتعين ان تعمل من اجل الحفاظ على نمو اقتصادى مستقر على المدى القصير وتسعى إلى ضخ قوة دافعة إلى الاقتصاد العالمى على المدى الطويل.
وقال شي ان الأعضاء فى مجموعة العشرين يجب ان يغتنموا الفرص وأن يجعلوا من التنمية مدفوعة بالابتكار وتشجيع نقاط النمو الجديدة, الأولويات الجديدة للتعاون فى مجموعة العشرين.
واضاف شى ان الصين لديها الثقة والقدرة على تعزيز نمو من متوسط الى عال ومواصلة خلق فرص تنموية للدول الاخرى.
وقال انه من المتوقع ان ينمو الاقتصاد الصيني بنسبة تقرب من 7 فى المائة هذا العام وهو ما سيظل يسهم بما يصل الى نحو ثلث النمو العالمى.
وقال يوكسيل جورميز الاقتصادى الكبير فى البنك المركزى التركى لشينخوا ان العالم يتعين ان يقرأ ارقام الاقتصاد الصينى بطريقة سليمة. وقال ان النمو فى الصين مستمر فيما يتعلق بالحجم وان كان ينخفض كنسبة مئوية.
واضاف "عندما تصبح الصين اقتصادا بقيمة 20 تريليون دولار امريكي, فإنه حتى مع تحقيق نمو بنسبة 5 فى المائة سوف تخلق قيمة صافية تبلغ تريليون دولار فى عام واحد".
وقال شي انه بهدى من خطتها الخمسية الجديدة (2016 - 2020) للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية سوف تتمسك الصين بطريق التنمية الابتكارية والمنسقة والخضراء والمنفتحة والقائمة على المشاركة وسوف تشجع نظاما يدعم الابتكار.
الدعوة الى ترابط افضل
وفى كلمته أمام قمة الرؤساء التنفيذيين فى الأبيك يوم الأربعاء الماضي فى مانيلا قال شي ان ترابطا افضل سوف يزيد من إمكانات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار شي إلى أن أعضاء الأبيك وقعوا فى العام الماضى فى بكين على اتفاق حول تعزيز الروابط المادية والمؤسسية والشعبية بحلول عام 2025.
واكد شي ان مخطط الترابط يحتاج الى تنفيذه بجدية من اجل تحقيق نتائج ملموسة.
وقال ويلسون لى فلوريس أحد كتاب الأعمدة فى صحيفة ((فلبين ستار)) "ان الترابط هام للغاية بالنسبة لمستقبل منطقة آسيا- الباسيفيك لأن البنية التحتية المتخلفة لدينا تحتاج للتحديث من أجل تحرير الشعب من الفقر".
واضاف ان دعوة شي لتحقيق ترابط افضل سوف يسرع بالتقدم الاقتصادى للمنطقة.
وفى خطابه دعا شي ايضا الى بذل جهود لتعزيز الانفتاح لاقتصاد آسيا -الباسيفيك وتدعيم النظام التجارى متعدد الاطراف.
وبالإشارة الى "الخطوة التاريخية للأمام" التى اتخذها قادة الابيك فى بكين العام الماضى بإطلاق عملية انشاء منطقة التجارة الحرة لآسيا- الباسيفيك والمخاوف المتزايدة من التفتت مع ظهور العديد من اتفاقيات التجارة الحرة الاقليمية الجديدة, حث شي على ضرورة قيام اقتصادات آسيا- الباسيفيك "بالإسراع فى اقامة منطقة التجارة الحرة لآسيا- الباسيفيك ودفع التكامل الاقتصادى الاقليمى الى الامام".
وفى الوقت نفسه تعهد الرئيس الصيني "ببناء نظام جديد للاقتصاد المنفتح مع مستوى أعلى للانفتاح".
وقال شي ان الصين سوف تسرع جهود ابرام اتفاقيات للتجارة الحرة عالية المستوى.
واضاف شي ان المفاوضات الخاصة بالارتقاء بمنطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان قد اكتملت تقريبا وسوف تحقق قريبا نتائج ايجابية.
ومن المتوقع ان يبدأ سريان مفعول منطقة التجارة الحرة بين الصين واستراليا وبين الصين وكوريا الجنوبية بنهاية هذا العام مما يمنح قوة جديدة للنمو الاقتصادى.
وقال شي ان" الصين ستعمل ايضا مع الاطراف المعنية للانتهاء مبكرا من المفاوضات بشأن الشراكة الاقتصادية الشاملة الاقليمية فى الوقت الذى تسرع فيه المحادثات حول منطقة التجارة الحرة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية". وتمثل الشراكة الاقتصادية الشاملة الاقليمية اتفاقية للتجارة الحرة تضم الآسيان بأعضائها العشرة و 6 دول اخرى من بينها الصين.
وأكد شي مجددا ان سياسة الصين بشأن الاستثمار الأجنبى لن تتغير, وقال "ان ابواب الصين على العالم الخارجى سوف تبقى مفتوحة دائما".
وحول مبادرة الحزام والطريق قال شي ان الصين تلتزم بالاقليمية المنفتحة ووقعت على اتفاقات مع دول فى المنطقة وخارجها لتحقيق التناغم فى السياسات واستراتيجيات التنمية.
وقال انه "عن طريق تنفيذ مبادرة الحزام والطريق سوف نتجه الى تعاون أوسع واعمق واكثر تقدما على المستوى الاقليمى وندعم سويا اطار العمل الاقليمى الخاص بالتعاون المنفتح والشامل والمتوازن والذى يحقق المنفعة المشتركة".