بكين 20 نوفمبر 2015 (شينخوا) ساعد اجتماع القادة الاقتصاديين للمنتدى التعاون الاقتصادي آسيا-الباسيفيك، الذي اختتم لتوه وهو منصة هامة أعرب خلالها القادة عن التزاماتهم ناحية التكامل الاقتصادي وتعزيز الارتباطية في المنطقة, في ارساء الثقة العالمية في الصين والمشهد الاقتصادي العالمي.
وبعد اجتماعات استمرت لمدة يومين, طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مقترحا من اربع نقاط بشأن كيفية "تسيير السفينة العملاقة لاقتصاد آسيا الباسيفيك في الاتجاه الصحيح."
ودعا اقتصادات الأبيك الى المضي قدما في الاصلاح والابتكار وبناء اقتصاد مفتوح وتنفيذ جدول اعمال التنمية المستدامة 2030 وتعزيز الارتباطية البينية.
ويتماشى المقترح مع تلك المقترحات التي طرحها شي في نهاية الاسبوع خلال قمة مجموعة العشرين في تركيا حيث دعا لتقوية التنسيق فى سياسات الاقتصاد الكلي والتنمية التي يقودها الابتكار والاقتصاد العالمي المفتوح كسبل لتعزيز النمو العالمي.
الثقة في الصين
كل تلك المقترحات تعهدات وإسهامات تقدمها الصين لآسيا الباسيفيك والعالم ككل وتظهر رغبة الصين في السعي نحو ضخ قوة دافعة جديدة في الاقتصاد العالمي, حسبما يقول خبراء.
وردا على مخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي الصيني, اوضح شي خلال قمة الابيك ان اقتصاد الصين الشامل يعمل داخل اطار معقول وحافظ على نمو مستقر وسريع باعتدال ليحقق نسبة نمو بلغت 6.9 بالمئة في الثلاثة ارباع الاولى من العام الجاري وليسهم ب30 بالمئة تقريبا من النمو الاقتصادي العالمي.
ويقول لينغ شينغ قوانغ، الاستاذ الفخري في جامعة فوكوي باليابان إن الاقتصاد الصيني مازال ينمو بسرعة ثابتة.
وتهدف الخطة الخمسية الـ13, التي تسعى لمضاعفة اجمالي الناتج المحلي مقارنة بمستوى 2010 ودخل الفرد لكل من سكان الريف والحضر بحلول 2020, للحفاظ على معدل نمو اجمالي الناتج المحلي السنوي من 6 الى 7 بالمئة, حسبما قال.
وتقول سوزان ام بنويت المدير العام بشركة (ايرو مونتريال) إن الصين تنمو بسرعة كبيرة للغاية ولاعب اقتصادي هام للغاية في منطقة آسيا الباسيفيك.
واضافت ان التباطؤ الاقتصادي يحدث في كل مكان بالعالم حتى في الولايات المتحدة.
ويقول ردو ادينجتون، رئيس جي بي مورجان استراليا ونيوزيلندا، إنه متفائل بشأن الاقتصاد الصيني.
واضاف "الصين تمر بتغير هام حاليا. تحول تركيزها من الاقتصاد بقيادة التصدير الى الاستهلاك المحلي. فكل التغيرات ستستغرق بعض الوقت."
تعهدات الصين
خلال اجتماع الابيك, اعلن شي ان الصين اقامت صندوق طريق الحرير وتعمل حاليا بفاعلية مع اكثر من 50 دولة للتحضير لاطلاق البنك الآسيوي لاستثمارات البنية الاساسية.
كما حث الدول المعنية على تسريع اقامة منطقة تجارة حرة في آسيا-الباسيفيك واستغلال انفتاح وشمولية ترتيبات التجارة الحرة.
وقال يوان فرانسيسكو رافو، رئيس مجلس استشارات الاعمال للابيك إن مبادرة الحزام والطريق فكرة رائعة واعتراف بدور الصين العام في منطقة اسيا-الباسيفيك.
ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة اتينو دي مانيلا إنه بتنفيذ مبادرة الحزام والطريق والبنك الآسيوي لاستثمارات البنية الاساسية, تقدم الصين للدول الواقعة على طريقي الحرير فرصا لتحسين الارتباطية وبذلك تفتح اسواقا اوسع لدول آسيا واوروبا.
ويشير المتخصص في الشؤون الآسيوية والاستاذ المساعد في العلوم السياسية بجامعة دي لا سال إن مبادرة الحزم والطريق الصينية اساسية لسد فجوة العجز الضخم في الانفاق على البنية الاساسية في آسيا.
وقال إن الصين في وضع فريد لتحسين الارتباطية والمشهد الكلي للبنية الأساسية في القارة.
ويقول بامبانج سوريونو، رئيس مؤسسة نانيانج اسيان ومقرها جاكرتا إن اقامة البنك الآسيوي لاستثمارات البنية الاساسية منح الثقة والامال لاعضاء الآسيان، وسيقدم الدعم المالي للمشروعات الكبرى في المنطقة.
ويقول تشيتو رومانا الخبير الفلبيني في الشؤون الصينية إن التكامل الاقتصادي في آسيا-الباسيفيك لا يمكن ان يتم في فترة قصيرة. ومع ذلك قد تم تحقيق تقدم سريع مع الاسهامات التي حققتها الاجتماعات السنوية للأبيك."
وصرح هوانج فان دونج، النائب الاول للرئيس التنفيذي لغرقة التجارة والصناعة في فيتنام, للصحفيين إن الصين تلعب دورا هاما في التجارة العالمية.
وقال إن الصين جيدة في الصناعة واقامة البنية الاساسية، خاصة اقامة الطرق والموانىء والمطارات, معربا عن امله في ان تتمكن الصين من مساعدة اقتصادات الأبيك فى تحسين بنيتها الاساسية.
