الرباط 21 نوفمبر 2015 (شينخوا) كشف تقرير اقتصادي أن تسريع وتيرة النمو الاقتصادي بالقارة الإفريقية رهين بمدى تدارك التأخير الحاصل في ميدان البنيات التحتية المتعلقة بالنقل واللوجستيك بهذه القارة مقارنة مع باقي مناطق العالم.
وبحسب تقرير نشرته وزارة النقل والتجهيز المغربية اليوم (السبت) بمناسبة احتضان المملكة لأعمال المؤتمر الإفريقي الأول للنقل واللوجستيك (25 و 27 نوفمبر الجارى بالرباط) فإن دينامية النمو الاقتصادي التي تعرفها إفريقيا (حوالي 5 في المئة في المتوسط سنويا) أدت إلى زيادة ملحوظة في جاذبية القارة للاستثمارات الأجنبية الخاصة، إلا أن هذه الدينامية تحدها العديد من المعيقات، خاصة ضعف البنيات التحتية المرتبطة بالنقل واللوجستيك.
وأظهر التقرير أن العديد من الدول الإفريقية جنوب الصحراء تسجل تأخرا ملحوظا في هذا لمجال، في حين كان يتعين وضع هذين القطاعين ضمن أولوية الأولويات بهدف تحسين مستوى عيش الساكنة الإفريقية على المدى القصير ودعم النمو الاقتصادي لهذه الدول على المدى المتوسط.
فعلى صعيد البنيات التحتية المينائية، تتوفر إفريقيا على عدد هام من الموانئ يشكو معظمها من ضعف التجهيز والإنتاجية، بل إن طاقتها تظل محدودة جدا ولا تستجيب كفاية إلى الطلب المتزايد عليها، فضلا عن محدوديتها في نقل البضائع.
وفيما يخص الرواج التجاري الجوي، يشير التقرير إلى أن نسبة النقل الجوي الإفريقي لا تمثل سوى 4,5 في المئة من النقل الجوي الدولي، ويتفاقم الوضع حين يتعلق الأمر بنقل البضائع حيث لا تتجاوز هذه النسبة 1,6 في المئة، وذلك نتيجة لضعف تجهيز المطارات الإفريقية التي تتضاءل استجابتها للمواصفات الدولية يوما بعد يوم.
كما أن متوسط عمر الأسطول الجوي الإفريقي يناهز 20 سنة مقابل معدل عالمي يقارب عشر سنوات، وتبعا لذلك فإن عدد الحوادث يسجل زيادة بأكثر من 6 نقط مقارنة مع باقي دول العالم، وبالتالي فإن متوسط تكلفة النقل الجوي بإفريقيا هو الأعلى مقارنة مع القارات الأخرى.
وبالنسبة للنقل السككي، لا تتوفر إفريقيا بحسب الوثيقة ذاتها إلا على 89 ألف و380 كلم موزعة على مساحة إجمالية للقارة تمتد ل 3019 مليون كلم مربع، وهو ما يمثل كثافة لا تتجاوز 2,96 كلم في كل ألف كلم مربع، إضافة إلى أن معظم الخطوط السككية يعود تاريخ إنشائها إلى المرحلة الاستعمارية، مما أدى إلى تفاقم الوضعية المتهالكة للسكك الحديدة الإفريقية التي تعاني أيضا من ضعف الصيانة.
وأدت هذه الوضعية المزرية بشكل عام إلى ارتفاع التكاليف وتعدد الحوادث وضعف الإنتاجية، مما يحول دون قيام القطاع السككي الإفريقي بالدور التقليدي المنوط به كناقل للكميات الكبيرة.
ويعد النقل الطرقي، من جهته، الوسيلة الأكثر استعمالا ما بين المدن وما بين الدول، خاصة على مستوى نقل البضائع مقارنة مع باقي وسائل النقل وذلك بنسبة تتراوح ما بين 80 وأزيد من 90 في المئة حسب الدول، فضلا عن كونه الوسيلة الوحيدة لولوج المناطق القروية.
وعموما، يضيف التقرير، تعرف معظم الطرق الإفريقية وضعية متهالكة وتسجل تأخرا كبيرا مقارنة مع باقي مناطق العالم، نتيجة بالأساس للنقص الحاصل في الموارد المالية المخصصة لصيانتها وللحمولة الزائدة التي تهيمن على النقل الطرقي، خاصة في نقل البضائع.
كما أن نسبة كبيرة من الساكنة الإفريقية، لاسيما في المناطق القروية، غير مرتبطة بالشكل الكافي بالشبكة الطرقية في الوقت الذي يلعب فيه الربط الطرقي دورا حاسما في تحسين الإنتاجية الفلاحية بالقارة.
وتظل تكلفة النقل الطرقي بإفريقيا أيضا الأكثر ارتفاعا، مما يعيق التدفقات التجارية ما بين المدن وما بين الدول الإفريقية ويحد من تنميتها الاقتصادية والاجتماعية.
وسجلت الوثيقة أن القارة الافريقية أظهرت إمكانيات عالية للنمو، خاصة بعدد سكانها الذي يفوق المليار نسمة يقطنون 54 بلدا، ويرتقب أن يسجل معدل النمو حوالي 4.9 بالمائة عند نهاية 2015، غير أنها أكدت أن هذه الإمكانيات الهائلة تظل مرتبطة بشكل قوي ببناء وعصرنة البنيات التحتية للنقل - الطرقية منها والمينائية والسككية والجوية ، ما يجعل القارة الإفريقية تتيح العديد من فرص الاستثمار بالنسبة للفاعلين الاقتصاديين المختصين في قطاعي النقل واللوجستيك .
وسينظم المؤتمر الإفريقي الأول للنقل واللوجستيك، تحت شعار "من أجل خلق منظومات لوجستية إقليمية"، بهدف بحث تنمية منظومات لوجسيكية إقليمية، وتطوير نماذج اقتصادية للتعاون المشترك بين الدول الافريقية فضلا عن تشجيع الابتكار من أجل تنمية شاملة.
وسيشارك في هذا المؤتمر عدد من الوزراء الأفارقة المكلفين بالبنيات التحتية والنقل واللوجستيك، من دول غينيا كوناكري وجيبوتي وبوركينافاسو وكوت ديفوار، والكونغو برازافيل والسنغال وغينيا الاستوائية ومدغشقر.
كما ستحضر هذا الحدث الدولي وفود دبلوماسية والجهات المانحة الدولية (البنك الإفريقي للتنمية، الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، البنك الأوروبي للاستثمار، الوكالة الفرنسية للتنمية، الاتحاد الأوروبي ...)، واللجان الاقليمية (المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا، المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا، جامعة الدول العربية، اتحاد دول المغرب العربي ...).
علاوة على 30 وفدا عضوا في الاتحاد الافريقي للنقل واللوجستيك، والفيدراليات والجمعيات المهنية وكذا خبراء وعارضين.